2177 - " إن أخوف ما أخاف على أمتي الهوى و طول الأمل ، فأما الهوى ; فيصد عن الحق ،
و أما طول الأمل ; فينسي الآخرة ، و هذه الدنيا مرتحلة ، و هذه الآخرة قادمة ،
و لكل واحدة منها بنون ، فكونوا بني الآخرة ، و لا تكونوا من بني الدنيا ،
فإنكم اليوم في دار العمل ، و أنتم غدا في دار جزاء و لا عمل " .

قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " ( 5/197 ) :
ضعيف جدا
أخرجه ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل " ( 1/1/2 ) ، و أبو بكر الشافعي في "
مجلسان " ( 2/1 - 2 ) ، و عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري في " الأحاديث
المائة " ( 1/21/2 ) ، و من طريقه ابن الجوزي في " العلل المتناهية " ( 2/328 )

كلهم من طرق عن علي بن علي اللهبي قال : حدثنا محمد بن المنكدر عن جابر بن
عبد الله مرفوعا .
و هذا إسناد ضعيف جدا ، اللهبي هذا ; قال في " الميزان " :
" له مناكير . قاله أحمد ، و قال أبو حاتم و النسائي : متروك ، و قال ابن معين
: ليس بشيء " .
و أورده الدارقطني في " الضعفاء و المتروكين " ( ص 134/408 ) .
و ذكر المناوي عن العراقي أنه قال : " سنده ضعيف " . و ذكر أن الحاكم رواه أيضا
.
و الحديث عزاه السيوطي في " الجامع الكبير " لابن عساكر و الديلمي عن جابر
بتمامه ، و عزى الجملة الأولى منه لابن عدي . و عزاه في " أخوف ما ... " منه
لابن النجار عنه ، و لابن عساكر عن علي موقوفا ، و قال :
" و فيه يحيى بن مسلمة بن قعنب ، قال العقيلي : حدث بالمناكير " .
و ذكره مختصرا عن علي مرفوعا بلفظ :
" إن أشد ما أتخوف عليكم .. " ، و قال :
" رواه ابن النجار " .
و فاته أنه رواه من هو أعلى و أشهر منه ، و هو ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل "
( 1/1/2 ) من طريق محمد بن الحسن الأزدي : حدثني اليمان بن حذيفة عن علي بن أبي
حنظلة مولى علي بن أبي طالب عن أبيه عن على بن أبي طالب مرفوعا .
و هذا إسناد ضعيف مسلسل بالعلل :
1 - علي بن أبي حنظلة ; و أبوه لم أجد لهما ترجمة ، و قال ابن الجوزي في "
العلل المتناهية " ( 2/329 ) : " ليسا بمعروفين " .
2 - اليمان بن حذيفة ; ذكره الدارقطني في " الضعفاء و المتروكين " ( 182/608 )
، و ذكر أنه بصري . و قال : " و قيل : يمان أبو حذيفة " .
و قال الذهبي في " الميزان " : قلت : هو ابن المغيرة ، و سيأتي ، و قد اختلف في
أبيه " .
ثم قال : " يمان بن المغيرة أبو حذيفة العنزي عن عبد الكريم أبي أمية ، و عنه
حجاج بن نصير ، قال البخاري : منكر الحديث . و قال يحيى : ليس حديثه بشيء " .
قلت : و هذا من رجال " التهذيب " ، و قال في " التقريب " : " ضعيف " .
و لم يتعرض لذكر الذي قبله ، و قد فرق بينهما الدارقطني ، فذكره قبل المترجم ،
والله أعلم .
3 - محمد بن الحسن الأزدي ، و يقال الأسدي ; صدوق فيه لين ; كما في " التقريب "
.
و الحديث هذا قد أخرجه ابن الجوزي أيضا في " العلل " من طريق ابن أبي الدنيا
بسنده المذكور ، لكن بتمامه كحديث الترجمة ، و قال في كل منهما :
" لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
ثم تكلم عليهما بنحو ما ذكرنا .
هذا ، و قد روي حديث علي الموقوف من غير طريق ابن قعنب ، أخرجه ابن المبارك في
" الزهد " ( 86/255 ) ، و ابن أبي شيبة في " المصنف " ( 13/281 ) ، و أحمد في "
الزهد " ( ص 130 ) ، و ابن أبي الدنيا أيضا في " قصر الأمل " ، و أبو نعيم في
الحلية " ( 1/76 ) من طريق مهاجر العامري ، قال : قال علي بن أبي طالب به .
و علق بعضه البخاري في " صحيحه " ( 81 - الرقائق /4 - باب الأمل ) ، و قال
الحافظ في " الفتح " ( 11/236 ) :
" و مهاجر العامري ما عرفت حاله " .
قلت : هو معروف ، و قد نسبه أبو نعيم في روايته فقال : " مهاجر بن عمير " ،
و من المحتمل أن يكون هو الذي في " التاريخ الكبير " ( 4/1/382 ) و " الجرح
و التعديل " ( 4/1/261 ) :
" مهاجر بن عميرة ، روى عن علي ، روى عنه عدي بن ثابت الأنصاري " .
و كذا ذكره ابن حبان في " ثقات التابعين " ( 5/428 ) ، و ساق له أثرا آخر عن
علي في ضرب الشارب و إيجاعه .
و يحتمل احتمالا كبيرا أن يكون هو الذي في " التاريخ " أيضا ( 4/1/381 ) :
" مهاجر بن شماس العامري عن عمه . روى عنه فضيل بن غزوان " .
و هذا ذكره ابن حبان في " ثقات أتباع التابعين " ( 9/179 ) .
و قد جزم بأنه هو ابن أبي حاتم ، و أنا أنقل كلامه لما فيه من الفائدة العزيزة
التي خفيت على الحافظ ابن حجر رحمه الله ، فقال بعد ترجمة ابن عميرة بثلاث
تراجم :
" مهاجر بن شماس ، و هو مهاجر العامري ، كوفي ، روى عن عمه ، روى عنه فضيل بن
غزوان ، ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال : مهاجر العامري
ثقة " .
قلت : و على هذا ، فإسناد ابن أبي شيبة و غيره ثقات ، فهو صحيح إن كان العامري
سمعه من علي ، لكن قوله فيه : " قال : قال علي " صورته صورة المرسل ، و يؤيده
إيراد ابن حبان للعامري في أتباع التابعين . والله أعلم .
و بالجملة ; فالحديث لا يصح ، لا مرفوعا ، و لا موقوفا .
( تنبيه ) : قال الماوردي في " الأمثال " ( 104 ) :
" روى اليماني عن حذيفة عن علي بن أبي حفصة عن أبيه عن علي بن أبي طالب
رضي الله عنه قال : ... " ، فذكر الحديث مرفوعا .
فخرجه محققه الدكتور فؤاد باختصار نقلا عن غيره ، كما هي عادته من حديث علي
و جابر ، من " كنز العمال " ، ثم قال : قال العراقي في " المغني " :
" و كلاهما ضعيف " .
و لم يتكلم على الخطأ الذي وقع في اسم الراوي عن علي بن أبي حفصة في " الأمثال
" كما رأيت : " اليماني عن حذيفة " ! و الصواب : " اليمان بن حذيفة " كما تقدم
في تخريجنا ، و هذا إنما يدل على أن الدكتور ليس له فيه من التحقيق الذي نسبه
لنفسه إلا الاسم ! و الأدلة على هذا كثيرة ، و قد ذكر بعضها في غير موضع ،
و انظر مثلا الحديث ( 1226 ) .