الحمد لله الذي أنعم علينا بنعم الدنيا والدين ، وجعلنا من أمة محمد المسلمين . ونسأله أن يعيننا على القيام بالحقوق فإياه نعبد وإياه نستعين .
ونشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين . ونشهد أن محمدا عبده ورسوله ، خاتم النبيين . اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


أما بعد : أيها الناس ، اتقوا الله تعالى بالقيام بحقه وحق من لهم حق من العباد ، واتقوا النار التي أعدت لمن أهمل الواجبات وارتكب الفساد . واعلموا أن من أوجب الواجبات عليكم ملاحظة الأهل والأولاد ، قال صلى الله عليه وسلم : « مروا أولادكم بالصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع » ، وقال صلى الله عليه وسلم : « العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن ترك الصلاة فقد كفر » ، وقال صلى الله عليه وسلم : « أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم » . وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة . والصلاة هي آخر ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم في حياته ، وهي آخر ما يفقد من الدين ، فمن لم يصل فهو من الكافرين . وقد عظم الشر والبلاء في إهمالكم لأولادكم ، وذلك أصل وأساس لفسادهم وفسادكم . فانظروا هل ترون أحدا منهم في المساجد إلا النادر ، وكثير منهم قد لا يصلي أصلا ، ومن لا يصلي فهو كافر
عباد الله : الأمر عظيم ، والخطر جسيم ، والإهمال يترتب عليه شر عميم ، يترتب عليه تضييع حق الله وحق الأولاد ، الذين هم ودائع عندكم وأمانات . وينشأ الجيل القادم وقد اضمحل الدين منهم بتركهم الصلاة . وهذا معلق بذمة أوليائهم ومعلميهم ، وبذمة الولاة . فعلى الجميع أن يقوموا بواجباتهم نحوهم ، ويتساعدوا على تقويمهم وإصلاحهم ، وأن يصدقوا الله في فعل الأسباب التي تعود إلى تهذيبهم ونجاحهم . فالقيام بهذا أجره عظيم ، ومصالحه عظيمة ، والإهمال إثمه كبير ، ومفاسده جسيمة . إنكم الآن قادرون عليهم فاستدركوا الأمر قبل الفوات ، قبل أن ينشأوا على ترك الصلاة وفعل الشر فيتعذر الاستدراك . كيف ترضون لأولادكم أن يؤسسوا الأساسات الضارة لحاضرهم ومستقبلهم القادم؟ وكيف تتهاونون بهذا الأمر وفيه سخط الله وعقوبته ، وهو أكبر الجرائم ؟ لئن تمادينا على هذا الإهمال فالمستقبل وخيم ، ولئن لم نقم بواجبنا فالخطر عميم ، ولئن لم يفعل كل منا مقدوره فالضرر جسيم ، ولئن لم نتساعد على إصلاح الأولاد فالإثم لازم والعذاب أليم . يا عجبا لنا !! نسعى في إصلاح الدنيا ونهمل الدين !! ونضيع رأس المال فيفوت الأصل والربح!! ألا ذلك هو الخسران المبين!! عباد الله : ألا قائم بما أوجب الله عليه؟ ألا مستيقظ لما بين يديه؟ ألا خائف من سوء الحساب؟ ألا راج لفضل الملك الوهاب؟ ألا مستدرك للفائت قبل حلول المصائب؟ ألا منتبه لحاضره ومستعد للعواقب؟ قبل أن تقول نفس : { يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ } الآيات .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الفواكه الشهية في الخطب المنبرية إعداد موقع روح الإسلام