قال العلامة المسند الفقيه عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل رحمه الله كما في سيرته ( 1/200-201): وقد وقعت لي مع الشيخ ابن باز قضيه غريبة نوعا ما، وهي أني لما كنت قاضيا في الرياض جاءني بعض اليمنيين، وقالوا إنهم رأوا غلاما عند الشيخ محمد بن سعيد –أحد رؤساء ديون سمو ولي العهد الأمير سعود بن عبد العزيز-، وقالوا إنهم يعرفونه، وأن الغلام عبد عند الشيخ محمد بن سعيد، وأنهم يعرفون أباه وأمه، ودعوا أنه حر وأنه من السادة في حضرموت باليمن، فكتبت للشيخ محمد بن سعيد حول الموضوع، فأخبرني أنه اشتري الغلام من الشيخ ابن باز على أساس أنه عبد، وأنه لا مانع لديه إن ثبت أنه حر، فكتبت للشيخ ابن باز حول الموضوع، فأخبرني أنه لم يشتر الغلام إلا على أساس أنه عبد، وذكر لي أن الغلام مدة بقائه عنده كان يذكر أنه عبد وأن والديه أرقاء، لكن قال لي: إن كلامه لا يعتبر، وإذا ثبتت البينة أنه حر وجرى في ذلك حكم شرعي عمل به، فحضر إلى المحكمة وكيل الشيخ محمد بن سعيد، وحضر الشهود الذين ادعوا معرفة الغلام، وقد زكوا من عدد من العدول، وذكروا قصة الغلام، وأنه غادر بلديه وهو صغير بعد وفاة أمه إثر مجاعة وقعت باليمن، ثم فقد بعد ذلك، ثم رأوه في الرياض، فسألت الغلام، فذكر أنه خطف من بعض البدو، وبيع عدة مرات، إلى أن بيع للشيخ ابن باز ثم للشيخ ابن سعيد، فتأكد لي صحة قولهم وأصدرت في ذلك حكما شرعيا بحرية الغلام، وأرسلت نسخة منه إلى الشيخ ابن باز ونسخة للشيخ ابن سعيد، فكتب لي الشيخ ابن باز كتابا يصوب فيه الحكم الذي أصدرته، يحمد الله على براءة ذمته وهذا من زهده وورعه رحمه الله.
قال العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله في الكتاب السابق(3/299): وقد اطلعنا على صورة الحكم في قضية الغلام وهو إن شاء الله حكم موافق للصواب وليس علينا وعليكم إلا بذل الوسع فيما يبرئ الذمة من عهدة هذا الغلام.