رسالة إلى كل من فقد له قريب - من أهل السنة - ممن هم مرابطين ومقاتلين في حرب اليمن 1436هـ
الموافق 2015

الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وآله وصحبه أجمعين .
أما بعد :
فستكون كتابتي في هذا الموضوع عبارات بسيطة وسهلة وقريبة من المثقف والعامي والكبير والصغير والعجوز والشابة ، وسأبتعد بقدر استطاعتي عن العبارات المعقدة والتي تحتاج إلى فك لرموزها .
وبالله أستعين فأقول :
افتتح الحديث بتساؤل : ما هو نوع القتال في اليمن اليوم ؟
الجواب مع التوضيح المختصر :
الجهاد نوعان :
جهاد طلب : وهو أن نغزوا الكفار في بلادهم غير المعاهدين لتدخل بلادهم في الإسلام وتُحكم به .
جهاد الدفع : وهذا أوسع وأعم من جهاد الطلب ؛ إذ أنه شُرع لدفع العدو أياً كان ؛ إذا دخل أو هَمَّ بدخول بلاد المسلمين ، وكذلك لنصرة المظلوم والمستنجد من المسلمين بإخوانه المسلمين ، شرع هذا للدفاع عن حرمات المسلمين وعن بلادهم .
قال العلامة ابن القيم رحمه الله :
" فقتال الدّفع أوسع من قتال الطّلب وأعم وجوباً ، وَلِهَذَا يتَعَيَّن على كل أحدٍ يقُمْ ويجاهد فِيهِ " . "كتاب الفروسية" (ص 97) تح. الفتيح ، ط. دار التراث ، الأولى 1410هـ .

تساؤل :
هل يقال : قتالٌ ؛ ويُقصد به الجهاد الشرعي المأجور صاحبه ؟
الجواب : نعم . يُطلق على القتال؛ جهاد شرعي إذا توفرت ضوابط الجهاد.
قال تعالى : ]كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ [ و قال : ]وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ [. ففي الآيتين القتال فيها ؛ يعني : الجهاد .
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ؛ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) . متفق عليه .
تساؤل :
هل الضوابط الشرعية في القتال في اليمن ضد المخلوع وأحلافه متوفرة ؟
الجواب : نعم .
أليست هناك راية – مقصد شرعي - يمشون بموجبها ؛ وهو نجدة المستغيث المظلوم ورد عدوان الظالم وصيانة أعراض المسلمين ؟
أليس هناك قيادة يأتمرون بأوامرها – التحالف الخليجي العربي – بقيادة قلب العالم النابض – المملك السعودية "دولة التوحيد والسنة" ؟
أليس هناك إعداد عُدّة من رجال وعتاد وسلاح وذخائر وخبراء ومستشارين؟
الجواب : بلى .
كل ذلك موجود ومتوفر في هذا القتال ؛ فإذن هو جهادٌ شرعي على الضوابط الشرعية والمرعية ، أمر به ولي أمر المسلمين لدفع العدو الصائل المعتدي الظالم الهاتك لمحارم المسلمين .

تساؤل :
هل أسباب قتال المخلوع وأحلافه توفرت كي يكون جهاد شرعي ؟
الجواب : نعم .
أليس المخلوع وحلفاؤه هم الذين انقلبوا على الحاكم الشرعي في بلادهم ؟
أليسوا هم الذين بدؤوا بتجويع وتشريد وتخويف شعبهم ؟
أليسوا هم الذين استولوا على ممتلكات الدولة وتقاسموها فيما بينهم ؟
أليسوا هم الذين خانوا العهود والمواثيق ورفضوا المصالحة ؟
أليسوا هم الذين بادروا بتقتيل شعبهم وقاموا باختطاف وسجن من لم يكن معهم ؟
أليسوا هم الذين استعانوا بالصفويين أحفاد المجوس – الذين يُكفِّرون الصحابة رضي الله عنهم - ضد المسلمين أهل السنة لتمكينهم من احتلال بلاد المسلمين "اليمن" لينشروا مذهب الرفض الكافر .
أليسوا هم الذين هددوا أمن دول الجوار بمقاتلتهم وزعزعة أمنهم ، وبإيران ؟

أضف إلى ذلك كله أيها السُّنِّي المسلم ؛ أن أهل اليمن قيادة وشعباً ؛ استغاثوا واستعانوا بإخوانهم المسلمين في دول الجوار – دول مجلس التعاون – لدفع العدو وردعه واسترجاع أرضهم المغتصبة .
هذا كله وزيادة ؛ يجعل قتال المخلوع وأحلافه الحوثيون ؛ قتالاً شرعياً - لا غبار عليه - لنجدة المسلمين المستغيثين . وفي الحديث :
(اُنْصُرْ أَخَاك ظَالِماً أَوْ مَظْلُوماً) . رواه البخاري .
إذا عرفنا ما تقدم ، فإنّ كل من أخلص القتال لله تعالى من المسلمين "أهل السنة" في هذا الموطن فله البشرى من الله تعالى .
أولاً : فضل المرابط في سبيل الله – وهو : المقيم في الأماكن الحدودية لمراقبة العدو وقد أعدَّ نفسه للجهاد في سبيل الله ، والدفاع عن دينه وبلاده والمسلمين - :
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا) . متفق عليه .
فضل الجهاد والمجاهد :
]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ~ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ~ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ~ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ[ .
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ - كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ ، وَتَوَكَّلَ اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِهِ بِأَنْ يَتَوَفَّاهُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، أَوْ يَرْجِعَهُ سَالِماً مَعَ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ) . متفق عليه .
فضل الشهادة في سبيل الله :
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سِتَّ خِصَالٍ :
أَنْ يُغْفَرَ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ مِنْ دَمِهِ .
وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ .
وَيُحَلَّى حُلَّةَ الإِيمَانِ .
وَيُزَوَّجَ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ .
وَيُجَارَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ .
وَيَأْمَنَ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ يَوْمَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ .
وَيُوضَعَ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهُ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا .
وَيُزَوَّجَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ .
وَيُشَفَّعَ فِى سَبْعِينَ إِنْسَاناً مِنْ أَقَارِبِهِ) . أخرجه الترمذي ، وابن ماجه ، وأحمد واللفظ له .
أفضل الشهداء :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ فَقَالَ :
أَيُّ الشُّهَدَاءِ أَفْضَلُ ؟
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (الَّذِينَ يَلْقَوْنَ الْقَوْمَ فِي الصَّفِّ فَلَا يَلْفِتُونَ وُجُوهَهُمْ حَتَّى يُقْتَلُوا .
أُولَئِكَ يَتَلَبَّطُونَ فِي الْغُرَفِ الْعُلَا مِنَ الْجَنَّةِ .
يَضْحَكُ إِلَيْهِمْ رَبُّكَ .
وَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ إِلَى عَبْدٍ فِي مَوْطِنٍ ؛ فَلَا حِسَابَ عَلَيْهِ) . أخرجه أحمد ، وابن أبي عاصم في "الجهاد" ، والطبراني في "الأوسط" . وصححه الألباني في "الصحيحة" وغيرها .
تنبيه هام :
لا نجزم لأحدٍ مات في هذه الحرب وفي ساحات المعركة بالشهادة ؛ إذ هي أمر غيبي لا يعلم بنية المقتول إلاّ الله تعالى، كما قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ ) ، بل نقُولُ : نحسبه شهيد والله حسيبه .
وقد بوب إمام المحدثين البخاري في كتابه "الصحيح" بذلك فقال :
" لاَ يَقُولُ فُلاَنٌ شَهِيدٌ " ، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِهِ ، اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ ) .
كلمة للمرابط المقاتلين الأبطال في نقاط :
أخلصوا النية والعمل لله تعالى . (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ) . متفق عليه .
استعينوا بالله دائماً ؛ مساءً وصباحاً ، غدواً وعشياً ، ولا تركنوا إلى قوتكم وأسلحتكم ولا تغتروا بها ، ]وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ[ .
الصلاة الصلاة ؛ ]حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ[ وإن كنتم في جبهة القتال . ]وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ[ .
أقبلوا على العدو ولا تُدْبِروا ولا تَفِرُّوا . قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ : ... وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ ..) الحديث . متفق عليه .
واعلم أخي المرابط المقاتل أنك قد بعت نفسك ومالك على الله عز وجل ، وأنه سبحانه قد تقبل هذا البيع منك وجعل ثمنه لك الجنة ، وعلم أيها البطل الشجاع المغوار المقاتل أن الله تعالى ذكر بأنه وعدك بذلك في أشرف كتبه وأعظمها : التوراة والإنجيل والقرآن ]وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ[ ، وبين سبحانه أنه لا أحد أوفى بعهده من الله ؛ وذلك لتطمئن - أيها المؤمن المقاتل - إلى وعد ربك ، وتبذل السلعة التي اشتراها منك وهي نفسُك ومالك في سبيله سبحانه ، عن إخلاص وصدق وطيب نفس حتى تستوفي أجرك كاملاً في الدنيا والآخرة ، قال تعالى :
]إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ[ .

نكته ولطيفة ؛ نلطف بها الجو :

إنَّ مثَلكم ومثلنا أيها المرابطون المجاهدون كمثل الإمامين :
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، والْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ رحمهما الله تعالى .
رَوَى الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي سُكَيْنَةَ قَالَ : أَمْلَى عَلَيَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ هذه الأبيات بِطَرْسُوس ، وودعته للخروج ، وأَنْشَدَهَا مَعِي إِلَى الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ فِي سَنَةِ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ ، وَفِي رِوَايَةٍ : سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ : يَا عابدَ الْحَرَمَيْنِ لَوْ أبْصَرْتَنا ... لَعَلمْتَ أنكَ فِي العبادِة تلعبُ ...
مَنْ كَانَ يَخْضِبُ خدَّه بدموعِه ... فَنُحورنا بِدِمَائِنَا تَتَخضَّب ...
أَوْ كَانَ يُتْعِبُ خَيْلَه فِي باطلٍ ... فخُيولنا يومَ الصبِيحة تَتْعبُ ...
ريحُ العبيرِ لَكُمْ ونحنُ عبيرُنا ... وَهجُ السنابِك والغبارُ الأطيبُ ...
ولَقَد أَتَانَا مِنْ مَقَالِ نَبِيِّنَا ... قَوْلٌ صَحيح صَادِقٌ لَا يَكْذبُ ...
لَا يَسْتَوِي وَغُبَارَ خَيْلِ اللَّهِ فِي ... أَنْفِ امْرِئٍ ودخانَ نَارٍ تَلْهَبُ ...
هَذَا كِتَابُ اللَّهِ يَنْطق بَيْنَنَا ... لَيْسَ الشهيدُ بمَيِّت لَا يَكْذبُ ...
قَالَ : فَلَقِيتُ الفُضيل بْنَ عِيَاضٍ بِكِتَابِهِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، فَلَمَّا قَرَأَهُ ذَرِفَتْ عَيْنَاهُ ، وَقَالَ : صَدَق أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَنَصَحَنِي ، ثُمَّ قَالَ : اكْتُبْ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ رَجُلًا قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! عَلمني عَمَلاً أَنَالُ بِهِ ثَوَابَ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَقَالَ :
( هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُصَلِّي فَلَا تَفْتُر وتصومَ فَلَا تُفْطِر؟ ) . فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَنَا أضْعَفُ مِنْ أَنْ أَسْتَطِيعَ ذَلِكَ ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(فَوالَّذي نَفْسِي بِيَدِه لَوْ طُوِّقْتَ ذَلِكَ مَا بلغتَ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، أَوَمَا عَلمتَ أَنَّ فَرَسَ الْمُجَاهِدَ ليَسْتَنُّ فِي طِوَله ؛ فَيُكْتَبُ لَهُ بِذَلِكَ الْحَسَنَاتُ) . "تاريخ دمشق" (32/450) .

كلمتي للوالدَيْن والزوجة والأولاد والأشقاء :

]وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ[ .
فافتخروا بمن فقدتم في ساحات القتال ساحات الأبطال ساحات الكرامة والشجاعة والشرف ، وارفعوا رؤوسكم بذكرهم ، وتذكروا أنهم شفعاء لكم يوم القيامة من النار .
فهم خيرٌ وخيرٌ وخيرٌ وألف خير ممن يموتون في مواطن الردى والرذيلة والخنا .
فشتان بين موتهم وبين موت من يموت في المخدرات والمسكرات وووو ..

ختاماً : كلمتي لمن هو خارج ساحة القتال وأماكن الرباط :
إن علينا جميعاً حقوق وواجبات لهؤلاء المرابطين المقاتلين الأبطال ؛ الذين يحمون الحدود ويدفعون العدو بصدوهم ، فأقل شيء نقدمه لهم : الدعاء .
ولا يُستهان بالدعاء ؛ فهو سلاح الفقير والغني والكبير والصغير والشيخ والشيخة .
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الدُّعَاءَ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ فَعَلَيْكُمْ بِالدُّعَاءِ عِبَادَ اللَّهِ ) . أخرجه أحمد ، والترمذي . وحسنه الألباني .
وقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّهَ حَيِىٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحِى إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ ) . أخرجه أحمد ، وأبو داود ، والترمذي وغيرهم . وصححه الألباني .
فأكثروا لهم الدعاء بالتوفيق والنصر والسلامة والرجوع بالأجر . فوالله لو يسمح لما تأخرت ، فليس الجهاد في أفغانستان قبل ثلاثين سنة بأولى من الجهاد هنا ضد الحوثيين - وما أدراك ما الحوثيين - دفاعاً عن المقدسات "مكة والمدينة" وبلاد التوحيد بعامة .
فالحمد لله على كل حال ونصرَ إخواننا سواء على الحدود أو في داخل "اليمن السعيد" سواء سعودي أو يمني أو إماراتي أو بحريني أو قطري أو عماني أو كويتي أو غيرهم من مقاتلي أهل السنة في هذه الحرب .
وإننا نعزي إخواننا في دولة "الإمارات العربية المتحدة" في وفاة الـ(45 جندياً) في الانفجار الذي حدث في مخزن أسلحة باليمن اليوم الجمعة – نحسبهم والله حسيبهم شهداء عند الله – آمين .

ملحق الخاتمة :

لقد أعجبني الموقف الباسل النبيل لنائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ؛ إذْ قال : "إن الإمارات تجود بأبنائها دفاعاً عن الحق ، ودولة الإمارات ثابتة على موقفها التاريخي في التحالف الذي تقوده المملكة حتى تحقيق النصر بإذن الله" . وفقه الله ورعاه وهداه وسدده للحق والصواب والطريق المستقيم .

والسلام عليكم ورحمة الله .


كتبه على عُجالة من أمره على إثرِ خبر وفات إخواننا وأشقائنا الجنود الإماراتيين رحمهم الله تعالى /

أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
مساء يوم الجمعة 20 / 11 / 143هـ