قالت القنوات الفضائية والصحف الاكترونية ومواقع التواصل في النت




الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وآله وصحبه أجمعين .
أما بعد :

فقد استيقض العالم صباح يوم السبت 21 / 11 / 1436هـ
الموافق 5 / سبتمبر / 2015 .


وإذا بالقنوات الفضائية والصحف الاكترونية ومواقع التواصل ؛ يتناقلون خبر استقبال رئيس الولايات الأمريكية "أوباما" لخادم الحرمين الشريفين الملك "سلمان بن عبد العزيز آل سعود" حفظه الله .
ويرون في الاستقبال غرابة ؛ حيث كان حالة استثنائية وأخَذ الطابع الرمزي الغير معتاد !!! من رئيسِ أكبر دولة عظمى وأقوى دولة في العالم اليوم ، ابتداءً من الاستقبال الغير معهود للرؤساء في المطار مروراً باستقبال "أوباما" للملك "سلمان" خارج "المكتب البيضاوي" وخارج الباب الأمامي .
وقد بدأ المحللون يحللون ؛ مِن قائلٍ : لمكانة المملكة العربية السعودية" في العالم ، ومن قائلٍ : لما لها من تأثير في صنع القرار في منطقة الشرق الأوسط و و .....

وإنْ كنّا نوافقهم على ذلك وإنْ رغمت أٌنوف ، ولكني أراه من منظارٍ آخر ولعل كل مسلم صاحب سنة في أنحاء المعمورة ؛ يراه مثلي .
إن الذي حمل رئيس أكبر وأقوى دولة في العالم اليوم – وهي عندي كإحدى الدولتين : "فارس و الروم" في العهد النبوي – .
وإن الذي جعل المهابة والاحترام والتقدير لخادم الحرمين الشريفين "الملك سلمان" من قِبل "أوباما" وغيره من رؤساء الدول ؛ أٌلخصها في الكلمات التالية :
التمسك بالدين الإسلامي الحنيف - المتمثل في كتاب الله عز وجل وسُنَّة نبيِّه محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والعمل والحُكم به وليس بالقوانين الوضعية ، وقد تكفل الله تعالى لمن طبّق شرعه ؛ بالتمكين في الأرض والنصر وإعطاؤه الأمان .
قال تعالى : ]وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[ . [النور : 55] .
وقال تعالى : ]وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ[ . [الحج : 40] .
والآيات في ذلك كثيرة .

ونُصرة الله تعالى تكون بنصرة دينة وكتابه وسنة نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ونشر الدين في أرجاء المعمورة ؛ وهذا ما يقوم به حكّام "المملكة العربية السعودية" على مرِّ التاريخ لهذه الدولة .

وفي الحديث :
قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أُعْطِيتُ خَمْساً لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي : نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ، ....) الحديث . متفق عليه .
و(الرُّعْب) معناه واسع – خوف ورهبة وهيبة – شيء يقذه الله في قلوب الأعداء ، وهو يعُم حال الحرب وغيره و"العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب". والله أعلم .
قال ابن حجر : "وَهَذِهِ الْخُصُوصِيَّةُ حَاصِلَةٌ لَهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَلَى الْإِطْلَاقِ ؛ حَتَّى لَوْ كَانَ وَحْدَهُ بِغَيْرِ عَسْكَرٍ ، وَهَلْ هِيَ حَاصِلَةٌ لِأُمَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ ؟! فِيهِ احْتِمَالٌ" . "الفتح" (1/437) .
قلتُ : وأمتُه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تبعاً له في الخير ؛ ألم ترى أنه قال في الحديث نفسه : (وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ) فهي من خصائصه ؛ وقد أُحلت لأمته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضاً بأحاديث أخرى وآيات ، وهي قرينة في الحديث حيث يكون الرعب عام لأمته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضاً . والله أعلم .
وقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
"إِنَّا كُنَّا أَذَلَّ قَوْمٍ ؛ فَأَعَزَّنَا اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ ، فَمَهْمَا نَطْلُبُ الْعِزَّةَ بِغَيْرِ مَا أَعَزَّنَا اللَّهُ بِهِ ؛ أَذَلَّنَا اللَّهُ" . أخرجه الحاكم ؛ وصححه ، ووافقه الذهبي ، ووافقهما الألباني في "الصحيحة" (1/81) .
وإنّ حكَّام الدولة "السعودية" لم يعتزوا بشيء غير هذا الدين في كل محفل دوليٍ وداخليٍ ؛ يلهجون بالعقيدة السمحة ، ويبتدؤون خطابهم بالحمد والثناء على الله تعالى ويثنون بالصلاة والسلام على خير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام ، ويفتتحون مشاريعهم وإنجازاتهم ببسم الله ، وليس باسم الشعب وباسم الوطن !!!
فلتفتخر الشعوب الإسلامية في أرجاء المعمورة ، والشعب "السعودي" بخاصة بأن فيهم قائد وحاكم يهابه رؤساء الدول العظمى والكبرى ، وليس ذلك بكثرة رجالنا أو قوة عتادنا وسلاحنا ، بل بما سبق ذكره ؛ من الإيمان بالله وتصديق رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واتباع هديه وتطبيق شرعه وإعزاز دينه ؛ فأعزنا الله وأذل أعداءنا بحوله وقوته وسخرهم لنا .
فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
قُلْ موتوا بغيضكم أيها الحاقدون الحاسدون المتربصون !!!
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ،،

كتبه /
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
بعد ظهر السبت 21 / 11 / 1436هـ .