الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعدُ:
فالدواعش الذين يكفرون المسلمين لو تأملوا في حالهم لكفر بعضهم بعضا، هم يكفرون المسلم الذي يعمل مع الكفار لأنه يواليهم بزعمهم، وهم يتشبهون بالكفار، وقد نهي الشارع الحكيم عن التشبه بالكفار، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى وآله سلم: ((إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم)).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((من تشبه بقوم فهو منهم)) والحديث أخرجه أحمد وأبو داود قال شيخ الإسلام: وهذا إسناد جيد، وحسنه الألباني.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ((اقتضاء الصراط)): ((وهذا الحديث أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبه بهم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله:{ ومن يتولهم منكم فإنه منهم})) اهـ.
والتشبه بالكفار فيه نوع من الموالاة، قالت اللجنة الدائمة: ((وبناء على ما تقدم فمما لا شك فيه أن من مظاهر الولاء للكفار: التشبه بهم، وارتداء ملابس تحمل شعاراتهم؛ كالصليب ونحوه، والعناية بصورهم، وتشجيع أنديتهم الرياضية)).
ووجه الشبه بين الدواعش والنصارى الكفار، أن كلا منهما ينفذ حكم القتل على المحكوم عليه وهو مرتدي لباس معين بلون برتقالي.
فالسؤال الذي يطرح نفسه كيف وصلت هذه الملابس للدواعش؟
فلا يخفي على ذي لب أن الدوعش صناعة غربية زرعت في بلاد المسلمين لتكون خنجرًا مسمومًا يطعنون به ظهر الأمة الإسلامية، وأغلب الظن أن هذه الملابس تصل إليهم من الغرب الكافر الذين يمولنهم بالسلاح وسائر الدعم المادي، والله المستعان.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: الثلاثاء 7 المحرم سنة 1437 هـ
الموافق لـ: 20 أكتوبر سنة 2015 م