تابعوا سلسلة الفوائد والعبر والدروس المستخلصة من قصة الهجرة النبوية في
{عشر حلقات}: (1)
أولاً :
أن الهجرة في سبيل الله سنة قديمة من سنن الرُسُل عليهم الصلاة والسلام لنصرة الدين ، فقد هاجر عدد من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قبله عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ من أوطانهم لنفس الأسباب التي دعت نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للهجرة ، وهي : الحفاظ على دين الله ، وإيجاد بيئة خصبة تتقبل دعوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتستجيب لها وتذود عنها بعد أن ضايقه قومه ، مع حنينه لمسقط رأسه حيث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَكَّةَ :
(مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلْدَةٍ وَأَحَبَّكِ إِلَيَّ، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمَكِ أَخْرَجُونِي مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ). [ت. حب. ك. هب] سنده صحيح ، وقال الحاكم : " هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ".
فبقاء الدعوة في أرض قاحلة؛ لا يخدمها، بل يعوق مسارها ويشل حركتها، وقد يعرضها للضعف، وقد قص الله تعالى علينا في القرآن الكريم نماذج من هجرات الرُسل عليهم السلام وأتباعهم، فهذا ابراهيم الخليل عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ هجر ديار قومه؛ الكوفة إلى الشأم وَهُوَ أَوَّل مَنْ هَاجَرَ، يَقُول الله تعالى: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}. [العنكبوت: 26].
وقال الله تعالى في حق موسى عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ : {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}. [القصص: 21].
كتبه /
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
الاثنين : 20/ محرم / 1429هـ .
@abu_fraihan