تابعوا سلسلة الفوائد والعبر والدروس المستخلصة من قصة الهجرة النبوية في عشر حلقات: (9)

تاسعاً : استمرارية الدعوة وعدم التوقف حتى في أشد وأحلك الظروف والأحوال ، ففي الحال والظرف الصعب الذي كان فيه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هجرته إلا أنه لم يترك دعوة الناس للدين الإسلامي ولم يشغله السفر ومتاعبه عن القيام بالدعوة، فقد مر بنا ؛ أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مر على أم معبد ، وما غادرها عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ حتى دعاها للإسلام وبايعها ، وفي طريقة صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لقي بريدة بن الحصيب بن عبدالله بن الحارث الأسلمي ، فدعاه إلى الإسلام ؛ فأسلم .
انظر "الإصابة" (1 / 286) ترجمة : 632) .


وكذلك مر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في هجرته بلصّان من أسلم فدعاهما للإسلام فأسلما ، فهذا سعد بن تميم السكوني أبو بلال يحدث ؛ وَكَان رسول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ الاخْتِصَارَ في الطَّرِيقِ إلى الْمَدِينَةِ ـ

فيقول سَعْدٌ للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
هذا الْغَائِرُ من رَكُوبَةٍ وَبِهِ لِصَّانِ من أَسْلَمَ يُقَالُ لَهُمَا الْمُهَانَانِ فان شِئْتَ أَخَذْنَا عَلَيْهِمَا فقال رسول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (خُذْ بِنَا عَلَيْهِمَا) .
قال سَعْدٌ : فَخَرَجْنَا حتى أَشْرَفْنَا إذا أَحَدُهُمَا يقول لِصَاحِبِهِ : هذا اليماني !

فَدَعَاهُمَا رسول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَضَ عَلَيْهِمَا الإِسْلاَمَ فاسلما ثُمَّ سَأَلَهُمَا عن أَسْمَائِهِمَا فَقَالاَ : نَحْنُ الْمُهَانَانِ .

فقال : ( بَلْ أَنْتُمَا الْمُكْرَمَانِ ) ، وَأَمْرَهُمَا أَنْ يَقْدَمَا عليه الْمَدِينَةَ" .
أحمد (4 / 74) ، و"معجم الصحابة" (1/ 254) .



كتبه /
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
الاثنين : 20/ محرم / 1429هـ .