📝 من آثار السلف في الرفق بالحيوان .

▪عن المسيب بن دار قال :
رأيتُ عمر بن الخطاب ضربَ جمّالاً، وقال لم تحمِلُ على بعيرك مالا يُطيقُ ؟ .

راوه ابن سعد في الطبقات (١٢٧/١)

▪عن عاصم بن عبيدالله بن عاصم بن عمر بن الخطاب :
أنَّ رجلاً حدَّ شفرةً، وأخذَ شاةً ليذْبَحهَا، فضربهُ بالدَّرَّة وقال : أتعذبُ الروح َ؟! ألا فعلتَ هذا قبلَ أن تأخذها ؟ .

راوه البيهقي (٢٨٠_٢٨١/٩)

▪عن محمد بن سيرين قال :
أنَّ عمر رضي الله عنه رأى رجلاً يجرُّ شاةً ليذبحها ، فضربهُ بالدَّرَّة وقال : سقها لا أم لك إلى الموت سَوقاً جملاً . راوه البيهقي أيضًا .

▪عن وهب بن كيسان :
أنَّ ابنَ عمر رأى راعيَ غنَمٍ في مكانٍ قبيحٍ ، وقد رأى ابن عمر مكاناً أمثلَ منهُ ، فقال ابن عمر : ويحكَ يا راعي حوِّلها فإني سمعت النبي ﷺ يقول : ❪ كل راعٍ مسؤولٌ عن رعيَّتِه ❫ .

رواه أحمد (٥٨٦٩)

▪عن معاوية بن قرة قال :
كان لأبي الدرداء جملٌ يُقال له :
" دمون " فكان إذا استعاروه منه قال : لا تحملوا عليه إلا كذا وكذا ، فإنه لا يطيق أكثر من ذلك فلما حضرتهُ الوفاة قال :
يا دمون لا تخاصمني غداً عند ربي فإني لم أكن أحمل عليك إلا ما تطيق .

رواه أبو الحسن الأخميمي في حديثه (٦٣/١)

▪عن أبي عثمان الثقفي قال :
كان لعمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه غلامٌ يعمل على بغلٍ له ، يأتيه بدرهم كل يوم ، فجاء يوماً بدرهم ونصف ، فقال : أما بدا لك ؟ قال : نفقت السوق ، قال : لا ولكنك أتعبتَ البغلَ ، أجمَّهُ ثلاثة أيام .

رواه أحمد في الزهد (١/٥٩/١٩)

▪قال اﻹمام الألباني - رحمه الله - :

تلك بعض الآثار التي وقفت عليها حتى الآن وهي تدل على مبلغ تأثر المسلمين اﻷولين بتوجيهات النبي ﷺ في الرفق بالحيوان ، وهي في الحقيقة قل من جل ، ونقطة من بحر ، وفي ذلك بيان واضح أن اﻹسلام هو الذي وضع للناس مبدأ الرفق بالحيوان ، خلافا لما يظنه بعض الجهال باﻹسلام أنه من وضع الكفار اﻷوروبيين ، بل ذلك من اﻵداب التي تلقوها عن المسلمين الأولين ، ثم توسعوا فيها ، ونظموا تنظيما دقيقا ، وتبنتها دولهم ، حتى صار الرفق بالحيوان من مزاياهم اليوم ، حتى توهم الجهال أنه من خصوصياتهم ، وغرهم في ذلك أنه لا يكاد يرى هذا النظام مطبقا في دول من دول اﻹسلام ، وكانوا هم أحق بها وأهلها ! .

[ السلسلة الصحيحة (1/67-69) ]