الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وسلم .بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مبحث استللته من رسالتي توضيح الرؤية السنية لكثير من مسائل الرقية الشرعية ، فيه رد على الذين ينكرون مشروعية الرقية ، وعلى الذين يجيزونها لكنهم يرون أنها لم تكن معهودة على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم - ولا الصحابة - رضوان الله عليهم -، وأنا لست راقيا ولا أرقي ولكن هذه مسائل علمية يجري فيها العلم ينبغي عل طالب العلم أن يعلمها لأنه لا يدري متى يحتاج إليها .
وأنا أذكر لك في هذا البحث أحوال الرسول مع الرقية أما الصحابة رضوان الله عليهم فذلك في مبحث آخر مستقل رقمته في رسالتي المذكورة ، كما رقمت الأسباب التي كانت سببا في عدم ظهور الرقية الشرعية بالشكل الموجود اليوم في عصرنا ولعل الله أن يمد في العمر وأنزلهما كل منهما في مبحث مستقل .
لقد ثبت عن الرسول- صلى الله عليه وسلم - أنه رُقي له ،وأقرها ، ورقى هو نفسه وغيره ، وأمر بالرقية ، كما أمر بطلبها ، وعلمها وأمر بتعليمها، وأقرها ، ورخص فيها لطائفة وأذن لطائفة أخرى ، وكانت له رقى متنوعة لأمراض ، سأحاول أن أفصل ذلك ولو بشيء من الاختصار وعدم الاستيعاب لكل حالة لعلها تكن حجة وفيها غنية وكفاية لمن يريد الاهتداء والاقتداء به صلى الله عليه وسلم .
رسول الله- صلى الله عليه وسلم - يرقي: عَنْ عَائِشَةَ ،قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم -.يَرْقِي يَقُولُ: ((امْسَحِ الْبَاسَ،رَبَّ النَّاسِ،بِيَدِكَ الشِّفَاءُ،لَاكَاشِفَ لَهُ إِلَّا أَنْتَ)).
فهذا عائشة رضي الله عنها تصف النبي - صلى الله عليه وسلم -بأنه كان يرقي وتصفه يعوذ الحسن والحسين ، وفي لفظ يعوذ بعض أهله ، وفي لفظ آخر يعوذ بعضهم وفي لفظ آخر لها إِذَا اشْتَكَى مِنَّا إِنْسَانٌ مَسَحَهُ بِيَمِينِهِ وفي لفظ آخر كَانَ إِذَا اشْتَكَى الإِنْسَانُ الشَّيءَ مِنْهُ أَوْ كَانَتْ بِهِ قَرْحَةٌ أَوْ جَرْحٌ ، وغير هذا كثير كما سيأتي في بيان من رقاهم النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ففي البخاري (5744): ((امْسَحِ الْبَأسَ رَبَّ النَّاسِ بِيَدِكَ الشِّفَاءُ لاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ أَنْتَ)).
وفيه (5745) عَنْ عَمْرَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -كَانَ يَقُولُ لِلْمَرِيضِ: (( بِسْمِ اللهِ تُرْبَةُ أَرْضِنَا بِرِيقَةِ بَعْضِنَا يُشْفَى سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا)).
وفي صحيح مسلم(5838) عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -كَانَ إِذَا عَادَ مَرِيضًا يَقُولُ :<< أَذْهِبِ الْبَأسَ رَبَّ النَّاسِ اشْفِهِ أَنْتَ الشَّافِي لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا >>.
وفيه ( 5839)بلفظ عَنْها عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -إِذَا أَتَى الْمَرِيضَ يَدْعُو لَهُ قَالَ << أَذْهِبِ الْبَأسَ رَبَّ النَّاسِ ...>>فذكره. وَفِى رِوَايَةِ أَبِى بَكْرٍ فَدَعَا لَهُ وَقَالَ :<< وَأَنْتَ الشَّافِي >>.وفي لفظ آخر : عنها قالت: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - ((كَانَ إِذَا اشْتَكَى الإِنْسَانُ الشَّيءَ ...)) البخاري ومسلم .وسيأتي تخريجه قريبا .
فقد كان - صلى الله عليه وسلم - راقيا : فقد رقى نفسه عَنْ عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -((كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ بِيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا)) (1).
وهذا الذي ينبغي على كل مسلم أنه إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات والإخلاص ؛ فإذا عجز عن ذلك لشدة المرض أو عجز قرأ عليه أهله بهذه الرقية وهذه الطريقة ؛ بل إن هذه رقية ينبغي أن يفعلها المسلم في كل ليلة عند إرادته النوم حتى يسلم من سحر الشيطان الذي يعقد على المرء في كل ليلة ثلاث عقد سحرية..كما أفاده بعض العلماء .
ثانيا : رُقي له : وهذه رقية جبريل له عَنْ أَبِى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِّي - صلى الله عليه وسلم -أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ إِذَا اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -رَقَاهُ جِبْرِيلُ قَالَ :<< بِاسْمِ اللَّهِ يُبْرِيكَ وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ وَشَرِّ كُلِّ ذِى عَيْنٍ >> (2) .
وفي مسلم (2186) عَنْ أَبِى نَضْرَةَ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَ- صلى الله عليه وسلم -فَقَالَ:<< يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ فَقَالَ :<< نَعَمْ >>. قَالَ : بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيءٍ يُؤْذِيكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللَّهُ يَشْفِيكَ بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ >>.
فلا بأس أن يخبر المرء عن مرضه وأن يقبل الرقية إذا طلب منه وأن ذلك لا ينافي التوكل على الله ، بل ذلك من الأخذ بالأسباب وأن الأخذ بها من حقيقة التوكل على الله.
وها هي عَائِشَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، ترقي له فتقول : أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -((كَانَ إِذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ عَلَى نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَيْهِ وَأَمْسَحُ بِيَدِهِ رَجَاءَ بَرَكَتِهَا))سبق تخريجه .
ثالثا : ورقى غيره ، وهذا كثير كما في الأحاديث السالفة الذكر ، فكان يُعوذ البعض دون طلب للرقية ، وإذا عاد المريض عوذه ودعا له ؛ وكان يعوذ بعض أهله ويمسحه بيمينه وإذا جيء له بمريض رقاه ونفث عليه أو قرأ عليه ومسحه حسب ما يقتضيه المقام ،وممن كان يعوذهم الحسن والحسين .
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوذ الحسن والحسين يقول : << أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامه ، ومن كل عين لامه . قال : وكان أبونا إبراهيم يعود بها إسماعيل وإسحاق أو قال إسماعيل ويعقوب >> (3).
هذا لفظ أصحاب السنن من غير النسائي ولفظ البخاري (3371).قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ - رضي الله عنهما - وَيَقُولُ :<< إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لاَمَّةٍ >>.
وفي لفظ له (5743): << كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ يَمْسَحُ بِيَدِهِ الْيُمْنَى وَيَقُولُ اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ الْبَأسَ اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا >>.
وفي باب مسح الراقي الوجع بيده اليمنى.من صحيحه رقم (5750) قَالَتْ :(( كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُعَوِّذُ بَعْضَهُمْ يَمْسَحُهُ بِيَمِينِهِ أَذْهِبِ الْبَأسَ رَبَّ النَّاسِ وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا)).
وفي مسلم (2/ 181) (5836) عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ : ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -إِذَا اشْتَكَى مِنَّا إِنْسَانٌ مَسَحَهُ بِيَمِينِهِ ثُمَّ قَالَ :<< أَذْهِبِ الْبَأسَ رَبَّ النَّاسِ وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا >>. وعنها قالت: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -كَانَ إِذَا اشْتَكَى الإِنْسَانُ الشَّيءَ مِنْهُ أَوْ كَانَتْ بِهِ قَرْحَةٌ أَوْ جَرْحٌ قَالَ النَّبِيُ - صلى الله عليه وسلم -بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا وَوَضَعَ سُفْيَانُ سَبَّابَتَهُ بِالأَرْضِ ثُمَّ رَفَعَهَا << بِاسْمِ اللَّهِ تُرْبَةُ أَرْضِنَا بِرِيقَةِ بَعْضِنَا لِيُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا >>.
قَالَ ابْنُ أَبِى شَيْبَةَ << يُشْفَى >>. وَقَالَ زُهَيْرٌ << لِيُشْفَى سَقِيمُنَا >>(4). سيأتي مزيد بيان فيمن رقاهم صلى الله عليه وسلم .
واختصر هنا فأتجاوز عن ذكر من رخص لهم في الرقية ؛ أو أذن لهم فيها أو أمرهم بها أو أمرهم بطلبها ، أو علمهم أو أمرهم بتعليمها ، فقد يطول بنا المقام جدا ، وإلى مبحث الذين رقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الذين رقاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير أهله :
1- رقى عثمان بن أبي العاص– رضي الله عنه -:ففي صحيح مسلم ( 1078) عن مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ قال حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِى الْعَاصِ الثَّقَفِيُ أَنَّ النَّبِيَ - صلى الله عليه وسلم -قَالَ لَهُ :<< أُمَّ قَوْمَكَ >>.
قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَجِدُ فِي نَفْسِي شَيْئًا. قَالَ :<< أدْنُهْ >>. فَجَلَّسَنِي بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ وَضَعَ كَفَّهُ فِي صَدْرِي بَيْنَ ثَدْييَ ثُمَّ قَالَ « تَحَوَّلْ ». فَوَضَعَهَا فِي ظَهْرِي بَيْنَ كَتِفَيَ ثُمَّ قَالَ :<< أُمَّ قَوْمَكَ فَمَنْ أَمَّ قَوْمًا فَلْيُخَفِّفْ فَإِنَّ فِيهِمُ الْكَبِيرَ وَإِنَّ فِيهِمُ الْمَرِيضَ وَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَإِنَّ فِيهِمْ ذَا الْحَاجَةِ وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ وَحْدَهُ فَلْيُصَلِّ كَيْفَ شَاءَ >>.
وقد جاء مصرحا بالطريقة التي رقاه بها وما قال فيها في رواية ابن ماجة (3548) عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ قَالَ : لَمَّا اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -عَلَى الطَّائِفِ جَعَلَ يَعْرِضُ لِي شَيْءٌ فِي صَلاَتِي حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ رَحَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ :<< ابْنُ أَبِي الْعَاصِ ؟ >> قُلْتُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : << مَا جَاءَ بِكَ ؟>> قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، عَرَضَ لِي شَيْءٌ فِي صَلَوَاتِي حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي قَالَ :<< ذَاكَ الشَّيْطَانُ ، أدْنُهْ فَدَنَوْتُ مِنْهُ ، فَجَلَسْتُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيَّ ، قَالَ : فَضَرَبَ صَدْرِي بِيَدِهِ ، وَتَفَلَ فِي فَمِي وَقَالَ : اخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ قَالَ : الْحَقْ بِعَمَلِكَ >>.
قَالَ : فَقَالَ عُثْمَانُ : فَلَعَمْرِي مَا أَحْسِبُهُ خَالَطَنِي بَعْدُ. والحديث في صحيح ابن ماجة برقم(2858) وقال الشيخ الألباني: ( صحيح ). والصحيحة برقم (2918).
2 - ورقى ابن المرأة-رضي الله عنهما-التي خرجت بابنها له تترصده وهو في طريقه إلى الحج ، فعن المنهال بن عمرو عن يعلى بن مرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أن امرأة جاءت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -معها صبي لها به لمم.فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:(( أخرج عدو الله أنا رسول الله )).
قال فبرأ فأهدت إليه كبشين وشيئا من أقط وشيئا من سمن قال فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -يا يعلى خذ الإقط والسمن وأحد الكبشين ورد عليها الآخر >>(5).
قال الحافظ بن حجر العسقلاني في المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية (15/530) تحقيق د. سعد بن ناصر الشثري (3808 )، عن مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، أنا خَارِجَةُ بْنُ زيد قال : أَنَّ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رَضِيَ الله عَنْه حَدَّثَهُ قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -فِي حِجَّتِهِ الَّتِي حَجَّهَا .
فَلَمَّا هَبَطْنَا بَطْنَ الرَّوْحَاءِ عَارَضَتْ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -امرأة لها صَبِيٌّ ... فذكر تمام الحديث .
3 - ثابث بن قيس بن شماس– رضي الله عنه -: ؛ وَقَالَ ابْنُ صَالِحٍ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ - عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ - قَالَ أَحْمَدُ - وَهُوَ مَرِيضٌ فَقَالَ << اكْشِفِ الْبَأسَ رَبَّ النَّاسِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ قَيْسٍ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ >> ثُمَّ أَخَذَ تُرَابًا مِنْ بَطْحَانَ فَجَعَلَهُ فِي قَدَحٍ ثُمَّ نَفَثَ عَلَيْهِ بِمَاءٍ وَصَبَّهُ عَلَيْهِ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ : قَالَ ابْنُ السَّرْحِ يُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الصَّوَابُ.(6)
4- ورقى سعد بن أبي وقاس– رضي الله عنه -: ففي البخاري(5659) باب وضع اليد على المريض: عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ أَنَّ أَبَاهَا قَالَ تَشَكَّيْتُ بِمَكَّةَ شَكْوًا شَدِيدًا فَجَاءَنِي النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَعُودُنِي فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللهِ إِنِّي أَتْرُكُ مَالاً وَإِنِّي لَمْ أَتْرُكْ إِلاَّ ابْنَةً وَاحِدَةً فَأُوصِي بِثُلُثَيْ مَالِي وَأَتْرُكُ الثُّلُثَ فَقَالَ : لاََ قُلْتُ فَأُوصِي بِالنِّصْفِ وَأَتْرُكُ النِّصْفَ قَالَ : لاََ قُلْتُ فَأُوصِي بِالثُّلُثِ وَأَتْرُكُ لَهَا الثُّلُثَيْنِ قَالَ الثُّلُثُ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ عَلَى وَجْهِي وَبَطْنِي ثُمَّ قَالَ :<< اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا وَأَتْمِمْ لَهُ هِجْرَتَهُ >> فَمَا زِلْتُ أَجِدُ بَرْدَهُ عَلَى كَبِدِي فِيمَا يُخَالُ إِلَيَّ حَتَّى السَّاعَةِ.وفي البخاري باب دعاء العائد للمريض .ومسلم (4302)وأحمد (1440) قال النبي- صلى الله عليه وسلم -(( اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا اللَّهُمَّ اشْفِ سَعْدًا )). ثَلاَثَ مِرَار.
5 - ورقى علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - فعن عمرو بن حبشي قال : سمعت عليا - رضي الله تبارك وتعالى عنه - يقول : كنت أرمد من دخان الحصن ، فدعاني النبي - صلى الله عليه وسلم - فتفل في عيني ، فما رمدت بعده.من كتاب "إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع"(11/289).وحديث مرضه بالرمد في الصحيحين .ففي البخاري (2942)عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلاً يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ فَقَامُوا يَرْجُونَ لِذَلِكَ أَيُّهُمْ يُعْطَى فَغَدَوْا وَكُلُّهُمْ يَرْجُو أَنْ يُعْطَى فَقَالَ أَيْنَ عَلِيٌّ فَقِيلَ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ فَأَمَرَ فَدُعِيَ لَهُ فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ فَبَرَأَ مَكَانَهُ حَتَّى كَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِهِ شَيْءٌ ...
وفي مسلم (2404)بلفظ فبصق في عيني ..وفي سنن ابن ماجة (1/84)(117) عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، قَالَ : كَانَ أَبُو لَيْلَى يَسْمُرُ مَعَ عَلِيٍّ ، فَكَانَ يَلْبَسُ ثِيَابَ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ ، وَثِيَابَ الشِّتَاءِ فِي الصَّيْفِ ، فَقُلْنَا : لَوْ سَأَلْتَهُ . فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -بَعَثَ إِلَيَّ وَأَنَا أَرْمَدُ الْعَيْنِ يَوْمَ خَيْبَرَ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أَرْمَدُ الْعَيْنِ ، فَتَفَلَ فِي عَيْنِي ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ الْحَرَّ وَالْبَرْدَ . قَالَ : فَمَا وَجَدْتُ حَرًّا وَلاَ بَرْدًا بَعْدَ يَوْمِئِذٍ.. (7).
6 - ورقى سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه- ففي البخاري (ح 4206) قال حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ رَأَيْتُ أَثَرَ ضَرْبَةٍ فِي سَاقِ سَلَمَةَ فَقُلْتُ يَا أَبَا مُسْلِمٍ مَا هَذِهِ الضَّرْبَةُ قَالَ هَذِهِ ضَرْبَةٌ أَصَابَتْنِي يَوْمَ خَيْبَرَ فَقَالَ النَّاسُ أُصِيبَ سَلَمَةُ فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ- صلى الله عليه وسلم -فَنَفَثَ فِيهِ ثَلاَثَ نَفَثَاتٍ فَمَا اشْتَكَيْتُهَا حَتَّى السَّاعَة.(8).
7 - ورقى عثمان بن عفان – رضي الله عنه – ففي الدعوات الكبير للبيهقي (2/230) 593- باب ما جاء في رقية المريض : عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، قَالَ : مَرِضْتُ مَرَضًا وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَعُوذُنِي ، فَعَوَّذَنِي يَوْمًا. فَقَالَ :<< بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، أُعَوِّذُكَ بِالأَحَدِ الصَّمَدِ ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ، مِنْ شَرِّ مَا تَجِدُ >>. فقرأت فَشَفَانِيَ اللَّهُ عز وجل . فَلَمَّا شَفَانِي قَالَ لِي : يَا عُثْمَانُ ، تَعَوَّذْ بِهِنَّ ، فَمَا تَعَوَّذْتُمْ بِمِثْلِهِنَّ. (9).
8 - ورقى أبا قيس واسمه طلق بن علي –رضي الله عنه- ففي مسند أحمد (4/23)وفي (5/460)( 16341)عن قيس بن طلق عن أبيه طلق بن علي قال : لدغتني عقرب عند نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فرقاني ومسحها. (10).
9 - ورقى محمد بن حاطب –رضي الله عنهما- الذي احترقت يده ؛ ففي مسند أبي داود الطيالسي (2/518)( 1290) تحقيق : الدكتور محمد بن عبد المحسن التركي .قال : حدثنا يونس قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا شعبة ، عن سماك بن حرب ، قال : سمعت محمد بن حاطب ، يقول : وقعت على يدي القدر فاحترقت فانطلقت بي أمي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يتفل عليها ويقول : << أذهب البأس رب الناس >> وأحسبه قال : << واشف أنت الشافي >> (11).
10- شرحبيل الجعفي –رضي الله عنه-:ووضع - صلى الله عليه وسلم - يده على شامة في كف شرحبيل الجعفي وقد نفث فيها ، فما رفع يده حتى لم يبق لها أثر .قال البخاري في التاريخ الكبير ( 2694) :نا عَلِيٌّ، نا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، نا حَمَّادُ بْنُ يَزَيْدٍ، حَدَّثَنِي مَخْلَدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُرَحْبِيلَ الْجُعْفِيُّ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -وَبِكَفِّي سَلْعَةٌ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَذِهِ السَّلْعَةُ قَدْ آذَتْنِي، تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ قَائِمِ السَّيْفِ أَنْ أَقْبِضَ عَلَيْهِ وَعَنَانِ الدَّابَّةِ. فَقَالُ: «ادْنُ مِنِّي» ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقَالَ: «افْتَحْهَا» ، فَفَتَحْتُهَا، فَنَفَثَ فِي كَفِّي وَوَضَعَ كَفَّهُ عَلَى السَّلْعَةِ فَمَا زَالَ يُصْلِحُهَا بِكَفِّهِ حَتَّى رَفَعَ عَنْهَا وَمَا أَدْرِي أَيْنَ أَثَرُهَا . وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب في معرفة الأصحاب (2/700)( (1170) والحافظ ابن حجر في الإصابة في معرفة الصحابة (3/268).
11 - حنظلة بن حديم – رضي الله عنه- ومسح رأس حنظلة بن حديم وقال له : بورك فيك ، فكان حنظلة إذا تفل في يده ووضعها على ورم ذهب .قال حذيم بن حنيفة : يا رسول الله إن لي بنين كثيرة منهم ذو اللحى ومنهم دون ذلك وهذا أصغرهم وهو حنظلة، قسمت عليه يا رسول الله فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ادن يا غلام فدنا منه فرفع يديه فوضعهما على رأسه ثم قال: بارك الله فيه )) قال الذيال: فرأيت حنظلة يؤتى بالرجل الوارم وجهه والشاة الوارم ضرعها فيتفل في كفه ثم يضعها على ضلعته ثم يقول:(( بسم الله على أثر يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم يمسح الورم فيذهب))(12).
12- أسماء بنت أبي بكر – رضي الله عنهما- :وأصاب أسماء(بنت أبي بكر ) ورم في رأسها ووجهها ، فوضع يده على وجهها ورأسها من فوق الثياب وسمى الله ودعا ، فذهب الورم.
ففي الدعوات الكبير للبيهقي(2/250) (604) تحقيق بدر بن عبد الله البدر قال : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ حَفْصٍ الدَّارِمِيُّ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ، حَدَّثَنَا كَثِيرٌ أَبُو الْفَضْلِ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ آلِ الزُّبَيْرِ أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ أَصَابَهَا وَرَمٌ فِي رَأْسِهَا وَوَجْهِهَا، وَأَنَّهَا بَعَثَتْ إِلَى عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ - اذْكُرِي وَجَعِي لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لَعَلَّ اللَّهَ يَشْفِينِي، فَذَكَرَتْ عَائِشَةُ لِرَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -وَجَعَ أَسْمَاءَ، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -حَتَّى دَخَلَ عَلَى أَسْمَاءَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى وَجْهِهَا وَرَأْسِهَا مِنْ فَوْقِ الثِّيَابِ، فَقَالَ: ((بِسْمِ اللهِ أَذْهِبْ عَنْهَا سُوءَهُ وَفُحْشَهُ بِدَعْوَةِ نَبِيِّكَ - صلى الله عليه وسلم -الطَّيِّبِ الْمُبَارَكِ الْمَكِينِ عِنْدَكَ، بِسْمِ اللهِ)). صَنَعَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَأَمَرَهَا أَنْ تَقُولَ ذَلِكَ، فَقَالَتْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، فَذَهَبَ الْوَرَمُ.قَالَ كَثِير يَصْنَعُ ذَلِكَ عِنْدَ حُضُورِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ يَقُولُهَا وِتْرًا ثَلاَثًا. وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق ،أنظر مختصره (
5/140).
13 - عبد الله بن رواحة – رضي الله عنه - :وشكا عبد الله بن رواحة وجع ضرسه ، فوضع يده على خده ودعا له فشفاه الله قبل أن يبرح .
ففي الدعوات الكبير(610) عن نُوحِ بْنِ ذَكْوَانَ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -لَمَّا بَعَثَ عَبْدَ اللهِ بْنَ رَوَاحَةَ مَعَ زَيْدٍ وَجَعْفَرٍ إِلَى مُؤْتَةَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَشْتَكِي ضِرْسِي، آذَانِي وَاشْتَدَّ عَلَيَّ، قَالَ: ادْنُ مِنِّي، وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لأَدْعُوَنَّ لَكَ بِدَعْوَةٍ لاَ يَدْعُو بِهَا مُؤْمِنٌ مَكْرُوبٌ إِلاَّ كَشَفَ اللَّهُ عَنْهُ كَرْبَهُ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَدَهُ عَلَى الْخَدِّ الَّذِي فِيهِ الْوَجَعُ، وَقَالَ:(( اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ سُوءَ مَا يَجِدُ وَفُحْشَهُ بِدَعْوَةِ نَبِيِّكَ الْمُبَارَكِ الْمَكِينِ عِنْدَكَ سَبْعَ مَرَّاتٍ)) قَالَ: فَشَفَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَبْلَ أَنْ يَبْرَحَ. ولكن سنده منقطع .
14- أخ الأعرابي الذي جاء يشتكيه لرسول الله :ففي الدعوات الكبير للبيهقي (595 ) أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْقَاضِي، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، حَدَّثَنِي أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ. قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ لِي أَخًا بِهِ وَجَعٌ، قَالَ: (( وَمَا وَجَعُهُ)) ؟ قَالَ: بِهِ لَمَمٌ قَالَ: ((فَأْتِنِي بِهِ)) فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ.. فَعَوَّذَهُ النَّبِيُّ- صلى الله عليه وسلم - بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَأَرْبَعِ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَهَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [البقرة: 163] وَآيَةِ الْكُرْسِيِّ، وَثَلَاثِ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، وَآيَةٍ مِنْ آلِ عِمْرَانَ {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} [آل عمران: 18] ، وَآيَةٍ مِنَ الْأَعْرَافِ: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ} ، وَآخِرِ سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} [المؤمنون: 116] وَآيَةٍ مِنْ سُورَةِ الْجِنِّ {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا} [الجن: 3] وَعَشْرِ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ الصَّافَّاتِ، وَثَلَاثِ آيَاتٍ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْحَشْرِ، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ، فَقَامَ الرَّجُلُ كَأَنَّهُ لَمْ يَشْتَكِ شَيْئًا قَطُّ .
وغير هؤلاء كثير قال المقريزي في إمتاع الأسماع (4/395-396): زيادة على ما نقلت عنه: وأعيت قرحةٌ برجلِ رجلٍ فوضع إصبعه عليها وسمى ورقاها فبرأت ، وتفل في فم عبد الله بن عامر فكان لا يعالج أيضا إلا ظهر له الماء ، وكان يتفل في أفواه الرضعاء فيقوم مقام الغذاء لهم.
وبالرجوع إلى من رقاهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإلى ما كان يرقي به من رقى يتبين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان له عدة حالات وصفات في الرقية .
وكذلك بالرجوع إلى الرقى التي كانت للصحابة وعرضوها عليه وأقرهم عليها وأمرهم أن يرقوا بها أو يعلموها غيرهم يجد أنواعا من الرقى كل رقية منها تناسب مرضا معينا فمنهم من كانت له رقية في النملة كالشفاء ، ومنهم من كانت له رقية في الجنون كمحمد بن يزيد ومنهم كانت له رقية من الريح أي الجن والجنون كضماد ..
ومنهم من كانت له رقية من العين والحمة كآل عمرو وعوف بن مالك ، ومنهم من كانت له رقية من لدغة العقرب ، ومنهم من كانت له رقية من الورم ، والأوجاع وهكذا ..
وقد ذكرت كل ذلك في رسالتي ((توضيح الرؤية السنية لكثير من مسائل الرقية الشرعية )).
وبعد هذه الأحوال الكثيرة منه صلى الله عليه وسلم ،وأحوال الصحابة الذين كانوا مشهورين بأنواع من الرقى ، فأقرهم ، وأذن لهم أو رخص لهم أو أمرهم بتعليمها يقال أنها لم تكن معهودة ، أو يقال أن الصحابة لم يكونوا يمارسون الرقية ، فهل يعقل أن يقال أن الصحابة الذين كانت لهم رقى فجاءوا يستفسرون عنها فرخص لهم وأذن لهم وأقرهم بعد عرضها عليه تركوها بعد الإذن ، وأنه وجد من بينهم من كانت محتاجا إلى الرقية فتركوه دون أن يرقوه هذا لا يقال لمن عرف حال القوم في نفعهم إخوانهم .
الهوامش :----------------------
1 - متفق عليه . والبخاري (5016) ومسلم برقم( 2192) ومالك في الموطأ برقم (1687) أبو داود في السنن( 3904) وأحمد (6/104).
2– أخرجه مسلم (2185) وأحمد (6/160) قال الشيخ الألباني : ( صحيح ) انظر حديث رقم : (4672) في صحيح الجامع.
3- سنن أبي داود برقم (4739) والترمذي برقم (2060) وابن ماجة برقم (3525) وأحمد (1/236) .
4- أخرجه الحميدي (252) والبخاري (7/172)ومسلم (7/17)( 2194) وأحمد (6/93 ) . وأبو داود:(3895 ) وابن ماجة(3521).
5- أخرجه أحمد (4/171)( 17599- 17584) والحاكم (2/674) وقال هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه ووافقه الذهبي .قال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (8/281)( 14160): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح. قلت : هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ ، وَمُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى الصَّدَفِيُّ ضَعِيفٌ . وَلَكِنْ لِحَدِيثِهِ شَاهِدٌ مِنْ طَرِيقِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ ، أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ . وحسنه البوصيرى فى زوائد العشرة).قال البيهقي : في دلائل النبوة (6/20-22) تحقيق : عبد المعطى قلعجي : مُرة أبو يعلي هو مرة بن أبي مرة الثقفي ، وقيل فيه عن يعلى نفسه أنه قال رأيت من النبي - صلى الله عليه وسلم -عجبا ...هذا أصح والأول وهم قاله البخاري ، يعني روايته عن أبيه وهم إنما هو عن يعلى نفسه وهم فيه وكيع مرة ورواه على الصحة مرة .
قلت : وافقه فيما ذكره البخاري أنه وهم يونس بن بكير فيحتمل أن يكون الوهم من الأعمش والله أعلم .والحديث صححه الشيخ الألباني في الصحيحة برقم (485)وقال في المجلد السادس (ص1002)تحت (ح2918)وبالجملة فالحديث بهذه المتابعات جيد والله أعلم وقال في الهامش ، وله شواهد كثيرة يزداد بها قوة .
6 - سنن أبي داود (4/12)(3887) السنن الكبرى للنسائي (9/374)وابن ماجة (4/522)( 3473) والطبراني في الكبير (1308) قال الشيخ الألباني:( صحيح )انظر حديث رقم :( 1222) في صحيح الجامع .
7 - قال الشيخ الألباني في صحيح ابن ماجة ( حسن ) بطريقين آخرين في أوسط الطبراني(1/127) (1/ 222) وحسنه الهيثمي (9/122) دون قصة البعث فهي في الصحيحين دون لبس بفرار وهذا له شاهد في مسند أبي يعلى (1 /374).8- أخرجه وأبو داود في سننه كتاب الطب (3894)صحيح أبي داود ( 3295) وأحمد في المسند (4/48) والبغوي في شرح السنة(14/22) وقال هذا حديث صحيح .
9 - المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية (11/157) الحافظ بن حجر العسقلاني وزاد الخلال في فضائل سورة الإخلاص (1/59)( 59)رددها سبع مرات ، ولم يذكر فيه فقرأت فشفاني الله عز وجل . قال الحافظ نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (5/133)بتحرير الحافظين: العراقي وابن حجر : رواه أبو يعلى في الكبير عن شيخه موسى بن حيان ولم أعرفه ، وبقية رجاله رجال الصحيح.وقال البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة : لَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَسَيَأْتِي فِي كِتَابِ الزُّهْدِ فِي بَابِ الْفَقِيرِ الْقَانِعِ ، إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى .
10- أخرجه ابن السُّنِّي في عمل اليوم والليلة (3/99)(571). وأخرجه البغوي في معجم الصحابة (3/230) والضياء في المختارة (3/257) تحيق عبد الملك بن عبد الله بن دهيش . وقال إسناده صحيح. قال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على المسند: إسناده حسن من أجل قيس بن طلق وهو مختلف فيه وهو حسن الحديث ، وقال مرة في تعليقه على صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان (13/460) إسناده قوي لأحاديث .قال الشيخ الألباني في الصحيحة (5/30)وكذلك في الثمر المستطاب(1/494): قلت : فمثله حسن الحديث -إن شاء الله تعالى- إذا لم يخالف . ثم رأيت الذهبي قد ذكر عن ابن القطان أنه قال : يقتضي أن يكون خبره حسنا لا صحيحا.فالحمد لله على توفيقه ا.ه
11- وأخرجه النسائي في السنن الكبرى (9/81-و376)( 9944 )تحقيق : حسن عبد المُنعم حسن شلبي، والطبراني في الكبير (14/134)، وابن أبي شيبة (7/407).وهو في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد(5/135) ( 8453) بتحرير الحافظين: العراقي وابن حجر، بلفظ عن محمد بن حاطب قال: انصب على يدي شيء من قِدْر، فذهبتَ بي أمي إلى رسول الله -r-وهو في مكان قال: فقال كلاماً فيه:<< أذهب البأس رب الناس >> أحسبه قال: << واشف أنت الشافي >> قال: وكان يتفل. قال الحافظ نور الدين الهيثمي :رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح. وقال الشيخ الألباني في تعليقه على صحيح ابن حبان ( 2965): صحيح.
12 -أخرجه أحمد(5/67، رقم 20684)،وابن سعد(7/51)(2930)،وابن قانع في معجم الصحابة (1/203)،ومعجم الصحابة للبغوي(2/187)(541)ومعرفة الصحابة لأبي نعيم(2/857)(2237) المطالب العالية(4527)والطبراني في "الكبير(3477) و(3500) و(3501)، والأوسط (2917) والبيهقي في الدلائل(6/214)وابن عبد البر في الاستيعاب(1/395-398)كنز العمال (13/358) وجامع الأحاديث للسيوطي(34/406)وإسناده صحيح.أنظر المسند (34/262)(20665).