الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه...وبعد:

قال الْحَلبِي فِي مَقاله الأخيْر:
"الثالث: أنَّ هذه الرُّدودَ في مُنتدانا -والحمدُ لله- لا تكادُ تُقارَنُ بتِلْكُم الرُّدُود في المُنتدياتِ الأُخرَى -مِن جهتين-:

أ- عُنف تلك، ولِين هذه.
ب- كثرة تِلك، وقِلَّة هذه...
"اهـ
أذكّر الْحَلبِي بِمَا قِيْل قَديْما: (من ألّف فقد استُهدف، فإن أحسن فقد استُشرِفَ، وإن أساءَ فقد اسْتُقذف).
ثم إننا نَحْمد الله -جلّ وعز- أن وفق الكثيْر من السلفييْن فِي أقطار الأرض لِمَعرفة خُطورة الْحَلبِي وتَلبيسه وكذبه على الْمَنهج السلفي، وتلاعُبه بِعقول البقيّة الْمُتبقية معه، وهو وأتباعه لا يزالون يُمَارون بغيْر عِلم فِي أمور بَوائِق وقَعوا فيها وهي من الْمُسلمات، ثُمّ بعد هذا كله يريد منا الْحَلبي أنْ لا نستَعمِل مَعه العُنْف!
وفِي الْمُقابِل يستعمل مع السلفييْن أبْشع الأوصاف وأقذع الكلمات فالله حسيبه.
لقد انتُصح الْحَلبي من عدد من العلماء وطلاب العلم فِي كثيْر، واستُعمل معه الليْن والرفق، وفي كل مرة يعاند ويُمَاري.
بعد هذا بقي لنا أن نستعمل معه الأصل العلمي الْمُقرر عند العلماء، وهُو: "جَواز الردِّ بِعُنْفٍ على منْ يُمَاري بغيْر عِلْم، إذا قَصد الرّادُّ إيْضاحَ الْحَق، وتَحْذيرَ السامعِيْن من مِثل ذلك" (فتح الباري 1/ 366).
وهذا الأصل لم يخفَ عن الْحَلبي فَقد سَطره بيده فِي (التنبيهات الْمُتلائمة..)

وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين..