فتاوى الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:
المصدر:سلسلة الهدى والنور
رقم الشريط:(193 )
كلام الشيخ على هذه العبارة ( التاريخ يعيد نفسه ).؟ ( 00:43:43 )


التفريغ:

يا تُرى إذا رجعنا إلى التأريخ الأول وينبغى أن تتحقق الحكمة التأريخة التى تقول: ((التأريخ يُعيدُ نفسه)) صحيحة هذه الجميلة؟

هذه صحيحة وليست بصحيحة ، التأريخ يعيد نفسه إن أخذنا بأسباب التأريخ الأول عاد ذاك التأريخ وإن لم نأخذ بأسباب التأريخ الأول لن يعود ذلك التأريخ أبدًا ، وهذا من معاني قوله تعالى ﴿إِنْ تنْصروا اللّه ينْصرْكمْ ويثبِّتْ أقْدامكمْ﴾[ محمد:7] ،


لله عزوجل فى هذه الحياة وفى هذا الكون سنن منها سنن كونية طبيعة ومنها سنن شرعية إلهية ، فمن اتخذ الأسباب الأولى والثانية وصل إلى الهدف المنشود وإلا فلا .

مثلا من السنن الكونية إنه الإنسان إذا ما أكل بموت وإذا ما بيشرب بموت ؛ سنة الله فى خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا ، بدك تعيش إذًا حياة سعيدة بصحة وعافية ؛ بدك تتخذ الأسباب الكونية الطبيعية .

كذلك لله سنن شرعية من اتخذها عاش سعيدًا كما عاش السلف الأول والجيل الأول من الصحابة ثم التابعين إلى آخره .

فأردت أن أقول لو رجعنا إلى التأريخ العرب قبل بعثة الرسول عليه السلام ما أظننا نحن أسوأ حالًا منهم،
فما الذى غير من حالهم وما الذى أخرجهم من الذل والإستعمار الذى كانوا يعيشون تحت سلطانه من الفرس ومن الروم ومن الحبشة وغيرهم ؟


هو أنهم أخذوا بالأسباب الشرعية أي تبنوا الشرعية التى أنزلها الله عزوجل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم بكل إيمان وإخلاص وقوة فإذا بها هذه الأمة التى كانوا لا يُسمون إلا بأنهم برُعاة الإبل ؛

ونعرف نحن من الفتوحات الإسلامية حينما ذهبوا لفتح فارس وكسرى وتلك البلاد وذهب المغيرة بن شعبة لكلم الملك الهرمزان يومئذٍ قال لهم الملك هذا الفارسي قال: أنتم جماعة يعني جُعَنِين وجائيين تفتشوا عن الطعام وعن الشراب وإلى أخره ، كلام كله كلام مادي ، قال له: حقيقة نحن كذلك لكننا ربنا عزوجل أرسل إلينا رسولًا فأحينا بعد أن كنا أمواتًا ونحن جئنا إليكم لتسلموا معنا فإن أسلمتم فلكم ما لنا وعليكم ما علينا وإن أبيتم فليس بيننا وبينكم إلا السيف وستكون هذه الأراضي والأملاك كلها تحت أيدينا ، فما وسع هذا الرجل إلا أن قال للمغيرة بن شعبة الصحابي جليل من أذكياء العرب وساسة العرب الذى يضرب بهم المثل : إلا أن قال لأصحابه صدق الرجل ، ثم جرت المعركة قاصية جدًا كان النصر فيها أخيرًا للمسلمين .

فالشاهد إن عُدنا نحن إلى نفس الأسباب الشرعية التى أخذ بها العرب وهم أذلاء كما نحن اليوم مع الأسف الشديد أذلاء أعزنا الله ، ولذلك عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال كلمة ذهبت مثلا ولكننا غافلون عن القرآن والسنة فضلًا عن كلام عمر بن الخطاب قال: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما نبتغى العزة بغير الإسلام نذلوا .

هكذا نقول بارك لله فيك المجتمع نحن مؤلفوه نحن مكيفوه نحن منشئوه فإن كنا صالحين فسيكون المجتمع صالحًا والعكس بالعكس .

والسلام عليكم

-- منقول من شبكة سحاب السلفية.