الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فهذا مما جمعته قديما في ((الأسباب الجالبة للرزق)) استخرجته منه تسلية لمن أصيب بالطلاق.
ولله عز وجل الحكمة البالغة في أحكامه عرفها من عرفها وجهلها من جهلها، وليس ثمت ضرر فيما شرع الله سبحانه وتعالى لنا.
ولمن خشي ضياع ما رزقه الله من زوج وأولاد، أذكرهم بقول الله سبحانه وتعالى: ) وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ ([النساء: 130].
قال الطبري رحمه الله في ((تفسيره)): ((يغن الله الزوجَ والمرأة المطلقة من سعة فضله. أما هذه، فبزوج هو أصلح لها من المطلِّق الأول، أو برزق أوسع وعصمة. وأما هذا، فبرزق واسع وزوجة هي أصلح له من المطلقة، أو عفة ) وكان الله واسعًا(، يعني: وكان الله واسعًا لهما، في رزقه إياهما وغيرهما من خلقه)) اهـ.
وقال البغوي رحمه الله في ((تفسيره)): (([وَرُوِيَ عَنْ بَعْضِهِمْ: أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَعَدَ الْغِنَيَّ بِالنِّكَاحِ وَبِالتَّفَرُّقِ فَقَالَ تَعَالَى: ) إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ( [النور:32]، وَقَالَ تَعَالَى: ) وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ ([النساء: 130])) اهـ.
وقال العلامة الشنقيطي رحمه الله في ((أضواء البيان)): ((وقد قدمنا أنه جل وعلا وعد بالغنى عند التزويج وعند الطلاق.
أما التزويج، ففي قوله هنا: ) إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ( [النور:32].
وأما الطلاق ففي قوله تعالى: ) وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلّاً مِنْ سَعَتِهِ ([النساء: 130])) اهـ.
هذا، والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
العلوص ليبيا: يوم السبت 17 ذي القعدة سنة 1437 هـ
الموافق لـ: 20 أغسطس سنة 2016 م