3454-(كفّوا صِبْيانَكم عند فَحْمةِ العِشاءِ، وإيّاكُم والسّمر بعد هَدْأةِ الرّجلِ؛ فإنّكم لا تدرُون ما يَبُثُّ اللهُ من خَلقِه ؟! فأغْلِقوا الأبوابَ، وأطفِئُوا المصْباحَ، وأكفئوا الإناء، وأوكوا السّقاء).قال الألباني: في سلسلة الأحاديث الصحيحة - المجلد السابع
أخرجه الحميدي في "مسنده " (535/1273): ثنا سفيان قال: ثنا أبو الزبير: أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:... فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وقد أخرجه كما سيأتي دون تصريح أبي الزبير بالتحديث، وهذه فائدة عزيزة حفظها لنا الحميدي رحمه الله، ولذلك خرجته.
وأخرجه مسلم (6/107) من طريق عبدالرحمن: حدثنا سفيان به؛ إلا أنه لم يسق لفظه؛ وقال: "بنحو حديث زهير".
يعني الذي قبله، وقد ساقه، وعنه البغوي في "شرح السنة" (11/393) وصححه- من طريقين عنه عن أبي الزبير عن جابر مرفوعاً:
"لا ترسلوا فَواشِيَكم وصبيانكم إذا غابت الشمس ؛ حتى تذهب فحمة العشاء؛ فإن الشياطين تنبعث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء".
وهكذا أخرجه أبو عوانة في "مسنده " (5/333)، وأبو داود في "سننه " (2604)، والبيهقي (5/256)، وأحمد (3/312 و386 و395).
ورواه ابن خزيمة في "صحيحه " (1/68/132 و4/148/2590)، وعنه ابن حبان (2/285/1272)، وأحمد (3/301) من طريق فِطْرِ بن خليفة عن أبي الزبير به نحوه.
وتابعه عطاء بن أبي رباح عن جابر ببعضه.
رواه الشيخان وغيرهما، وهو مخرج في " الإرواء " (1/79- 80).
وفي رواية لهما بلفظ:
"إذا كان جُنْحُ الليل؛ فكفوا صبيانكم؛ فإن الشياطين تنتشر حينئذٍ... " الحديث. وتقدم تخريجه برقم (40).
(فائدة): (الفواشي): كل شيء ينتشر من المال، كالغنم، والإبل السائمة، وهي جمع (فاشية)، يقال: أفشى الرجل: إذا كثر فواشيه. و (فحمة العشاء) : شدة سواد الليل، وذلك يكون في أول الليل، حتى إذا سكن فوره؛ قلت الظلمة، شبه سواده بسواد الفحم.
يقول: لا تسيروا في أول الليل حين تفور الظلمة، ولكن أمهلوا حتى تعتدل الظلمة. قال ابن الأعرابي: يقال للظلمة بين الصلاتين: (الفحمة)، وللظلمة التي بين العتمة والغداة: (العسعسة).
كذا في "شرح السنة" (11/394).
(تنبيه): لقد تفردت رواية أبي الزبير المعنعنة بذكر: ".. فواشيكم " في الحديث دون رواية سفيان عنه المصرحة بالتحديث، ودون من تابعه من الثقات كعطاء بن أبي رباح كما تقدم من رواية الشيخين، وهي من رواية ابن جريج عنه.
وقد تابعه عمرو بن دينار، فقد قال ابن جريج عقبها:
"وأخبرني عمرو بن دينار سمع جابر بن عبدالله نحو ما أخبرني عطاء".
أخرجاه أيضاً؛ البخاري (3304)، ومسلم (6/109)، وكذلك أخرجه أبو عوانة (5/333).
وعليه؛ فإني أخشى أن تكون غير محفوظة؛ إلا إن وجد لها طريق آخر، أو شاهد؛ وإلا فهي منكرة أو شاذة، وهذا ما أرجحه بعد البحث الشديد. والله تعالى أعلم. *