3465 ـ ( من شَفَعَ لأَخِيه بشفَاعةٍ ، فأهْدى له هديّةً عليها ؛ فقَبِلها ؛ فقدْ أتَى باباً عظِيماً منْ أبوابِ الرِّبا ) .قال الألباني: في سلسلة الأحاديث الصحيحة - المجلد السابع
أخرجه أبو داود (3541) من طريق عمر بن مالك عن عبيد الله بن أبي جعفر عن خالد بن أبي عمران عن القاسم عن أبي أمامة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ... فذكره .
قلت : و هذا إسناد حسن ، رجاله كلهم ثقات رجال مسلم ؛ غير القاسم ـ و هو ابن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن صاحب أبي أمامة ـ ، وهو حسن الحديث كما استقر عليه رأي الحفاظ مع الخلاف المعروف فيه قديماً . و لذلك ساقه شيخ الإسلام ابن تيمية مساق المسلمات في بعض كتاباته ، انظر مثلاً «مجموع الفتاوى» (31/286) .
و تابع عمرَ بنَ مالكٍ ابنُ لهيعة : ثنا عبيد الله بن أبي جعفر به .
أخرجه أحمد (5/261) .
و تابع ابنَ أبي جعفر عبيدُ الله بنُ زَحْر عن عليّ بن يزيد عن قاسم به .
أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (8/251/7853 و 283/7928) ، وعنه الشَّجَري في «الأمالي» (2/236) .
هذا ؛ و قد ترجم أبو داود للحديث بقوله :
«باب في الهدية لقضاء الحاجة» .
و عليه أقول : إن هذه الحاجة هي التي يجب على الشفيع أن يقوم بها لأخيه ، كمثل أن يشفع له عند القاضي أن يرفع عنه مظلمة ، أو أن يوصل إليه حقه ، و نحو ذلك مما بسط القول فيه ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في المكان المشار إليه آنفاً ؛ فليرجع إليه من شاء .
و قد يتبادر لبعض الأذهان أن الحديث مخالف لقوله - صلى الله عليه وسلم - : «من صنع إليكم
معروفاً ؛ فكافئوه ، فإن لم تستطيعوا أن تكافئوه ؛ فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه» . رواه أبو داود و غيره ، و تقدم تخريجه برقم (254) .
فأقول : لا مخالفة ، و ذلك بأن يحمل هذا على ما ليس فيه شفاعة ، أو على ما ليس بواجب من الحاجة . و الله أعلم .
(تنبيه) : لقد اشتط ابن الجوزي و غلا في قوله في تضعيفه لهذا الحديث و قوله في «العلل» (2/268) :
«عبيد الله ضعيف عظيم ، و القاسم أشد ضعفاً منه» !
قلت : عبيد الله وثقه الجمهور ، و قول أحمد فيه : «ليس بالقوي» ؛ لا يعني أنه ضعيف ، و إنما أنه ليس صحيح الحديث ، بل حسن ؛ بدليل قوله في رواية عنه : « لا بأس به » ، ولذلك ؛ ذكره الذهبي في «المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد» (142/225) ، و حسبك أن الشيخين احتجا به .
و أما القاسم ؛ فهو وسط كما تقدم .*