- والنخس من الشيطان إشعار منه بالتمكن والتسليط ، وهذا يكون في نفسه فقط ، ومن باب التخييل أن هذا المولود سيكون من أتباعه ، وحفظ الله تعالى لمريم وابنها من نخسته ببركة إجابة دعوة أمها حين قالت { وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم } .
- ثانياً : ليس معنى النخس أن الشيطان يتمكن من ابن آدم ، وأنه بسبب هذه النخسة أصبح من حزبه ،فليس في هذا الحديث أي إشارة لذلك ، وغاية ما في الأمر أن الشيطان ينخس أو ينغز أويضرب فقط ، وهذا النخس هو أن الشيطان يطمع في إغواء المولود فكأنه يمسه ويضرب بيده عليه ويقول هذا ممن سيكون في حزبي وسأغويه .
- ثالثاً : ليس في هذا الحديث طعن على عصمة الأنبياء ، فليس في مس الشيطان للمولود تمكن الشيطان من المولود بل عباد الله المخلصين لا يضرهم ذلك المس أصلا .
- وهذا نظير قوله تعالى عن بينا أيوب عليه السلام { أني مسني الشيطان بنصب وعذاب }
- رابعا : فائدة استثناء عيسى وأمه أن الشيطان يذهب ليمسهما فلا يمكن ولا يلزم منه تسلطه على غيرهما من المخلصين .
- وقوله :" ما من مولود " ظاهر قوي في العموم والإحاطة ولما استثنى منه ابن مريم وابنها ، وظاهر هذا أن الشيطان ينخس جميع ولد آدم حتى الأنبياء والأولياء إلا ابن مريم وأمه وإن لم يكن كذلك بطلت الخصوصية بهما ، وقد اختار القاضي عياض أن جميع الأنبياء يتشاركون فيها. قلت: وهذا استجابة لدعاء والدو مريم كما مر في الآية آنفا.
- ولا يفهم من هذا أن النخس للأنبياء والأولياءبأنواع الإفساد والإغواء ومع ذلك يعصمهم الله مما يرومه الشيطان كما قال تعالى { إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}وقد ثبت في الصحيحين أن نبينا عليه الصلاة والسلام نزل جبريل فشق صدره وغسل قبله من زغات الشيطان ..
فلا حجة لهم في ذلك والعلم عند الله تعالى
الجواب للشيخ ابي بكر يوسف لعويسي رعاه الله