بسم الله وصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلام

السؤال: كثر السؤال حول موقف السلفيين في هذه الأزمة، هل يجوز الدعاء على الكافرين في هذه الظروف؟
الجواب: نعم يجوز الدعاء على الكافرين في هذه الظروف وفي غيرها، يدعى لهم بالهداية ويدعى لهم بالهلاك إن لم يهتدوا، فنسأل الله أن يكف بأس الكافرين، ولا سيما في هذه الظروف، نرى الطغيان، والبغي الذي تجاوز أقصى حدود البغي والظلم، فنسأل الله أن يرد كيدهم عليهم.
الإنسان كما يقال سلعة، لابد أن يلم بشيء من الأخبار ، لكن أرى أن لا ينهمك الشباب ويضيعوا أوقاتهم في شيء لا ينفعهم، ولا يعود بالنفع على الأمة، لأنهم لا يستطيعون إلا مجرد السماع، ثم ماذا يفعلون بعد ذلك، فيأخذ بطرف من هذه الأخبار، ويدعو الله تبارك وتعالى أن يفرج على المسلمين، وأن يكشف عنهم هذه الغمة، ونصيحتي بهذه المناسبة، للمسلمين عموماً، وفي العراق خصوصاً، أن يعودوا إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووالله لا مخرج لهم من هذه المحن والإحن والفتن وطغيان الكافرين عليهم، ووالله لا يقف في وجههم إلا أن يلتزم بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، ولا مخرج للمسلمين من دوامة الذلّ إلا أن يصدقوا في عقيدتهم، وفي أخلاقهم وفي سائر أعمالهم، يصدقوا مع الله يكونوا صادقين مع الله مطيعين له، مطيعين لرسله، محترمين لتعاليمه الواردة في كتاب الله وفي سنة رسول الله، أما وهو معرضون أما وهم مقصرون، أما وعندهم عقائد تصادم عقائد الأنبياء، الشرك متفشٍ في بلدان المسلمين، والضلال والانحراف الخلقي وغير ذلك من البلايا التي تستوجب غضب الله، وتستوجب تسليط أعداء الإسلام على هؤلاء المسلمين، الذين يصدق عليهم قول الرسول عليه الصلاة والسلام: ((سوف تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها)) قالوا: أمن قلّة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: ((أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل))، هذا واقع المسلمين، فهل هم مستعدون للخروج من هذه الغثائية، فوالله ما هو بالهتافات، ولا بالمظاهرات، ولا بالبكاء ولا بشيء من هذا، وإنما هو أن نصدق مع الله عز وجل، ونتعرف بجدّ على منهج الأنبياء، وعلى كلام الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فنعتقد ما فيه من العقائد على طريقة رسول الله وصحابته الكرام، لا على طريقة الروافض ولا على طريقة الخوارج، ولا على طريقة البعثيين ولا على طريقة المتكلمين، ولا على طريقة أية فرقة ضالة، وإنما على طريقة الرسول عليه الصلاة والسلام، التي حوتها نصوص الكتاب والسنة، واهتدى بهذا الهدي صحابته الكرام ، ومن تبعهم بإحسان إلى يومنا هذا.
هذا هو طريق الخلاص في الدنيا والآخرة، هذا هو طريق النجاة، هذه هي سفينة النجاة، وقد والله آن الأوان لرجوع الشعب الفلسطيني إلى الله، والشعب العراقي، والشعوب كلها أن تعود إلى الله عودة جادّة، وإنه لمن المتحتم شديد التحتم على الدعاة، الذين يرفعون الشعارات التي لا تفيد المسلمين يجب عليهم أن يصدقوا الله تبارك وتعالى وأن ينصحوا لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، أن ينصحوهم ويهتفوا بهم للعودة إلى كتاب الله ويقنعوا المسلمين أنه لا نجاة لهم ولا مخلص من سخط الله وعذابه وتسليط أعادئهم عليهم في هذه الدنيا، إلا بالعودة الجادّة إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وما كان عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم، هذا هو طريق النجاة، والله لا الأمم المتحدة وقد فشلت ولا مجلس الأمن ولا جامعة الدول العربية ولا غيرها ولا شعارات ولا أفكار ولا دعوات ولا شعارات ولا هتافات الصوفية ولا الروافض ولا غيرهم، وإنما الذي ينجيهم ويخرجهم من المآزق المهلكة، هو أن يعودوا إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله كما قال عليه الصلاة والسلام: ((إذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع واتبعتم أذناب البقر[و تركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم)) أرجو أن نفهم هذا التوجيه النبوي، ما هو بتوجيه ربيع ، هذا توجيه رسول الله الناصح الأمين، الصادق الأمين، الذي لا ينطق عن الهوى، والرؤوف الرحيم كما وصفه ربه، فإن أردتم النجاة في الدنيا والآخرة، والخلاص وإذلال الكافرين، وعزة الإسلام والمسلمين، فوالله طريق العزة والنجاة والكرامة في الدنيا والآخرة هي العودة إلى الإسلام والتمسك به، فأسأل الله أن يوفق المسلمين مهتديهم وضالهم ومنحرفهم من الفرق المنحرفة في أي بلد من البلدان ، أن يجدوا بالعودة إلى كتاب الله، والأخذ بهذا النصّ وأمثاله التي ترشدهم إلى ما يصلحهم في دنياهم وأخراهم، أسأل الله أن يوفق قادة المسلمين ودعاتهم وطلاب العلم أن يقودوا الشعوب هذه المسكينة إلى شاطئ السلامة وإلى ساحل النجاة وذلك متوفر في كتاب الله وسنة رسوله ، أسأل الله أن يحقق ذلك عاجلا غير آجل إن ربنا لسميع الدعاء، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

[قام بتفريغه أخوكم خالد الظفيري]

[تفريغ لجواب للشيخ ربيع على سؤال حول الأزمة في 26/محرم/1424هـ]