السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليك وبارك يا شيخ ووفقك لكل خير ونفع بك ... .
مع كثرة الحملة التشويهية الباطلة كما لا يخفاكم ـ حفظكم الله ـ إلا ووجد لها رواج بين الشباب من أناس يدعوا السلفية ومتأثرين به وبمقالاته عبر المواقع التواصل للمدعو : ـ مختار الأخضر الطيباوي .
ـ فنود منك ـ وفقك الله ـ أن تردوا وتبينوا شبهاته وباطله وأفكاره ..وخاصة ما كتب في هذا المقال
وجزاكم الله خيرا .....والله المستعان .

تفضل يا شيــــــخ :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المدخَلية و قعِيدية المدخلية ... الحقِيقة ؟ !
الحمد لله، و الصَّلاة و السَّلام على رسول الله.
من لم يفهم أنَّ المدخلية جرثوم في جسم الأمَّة لا يقلُّ فتكاً بها من جرثوم الخوارج فلم يفهم شيئًا بعْد.

ومن يقول للنَّاس: " هؤلاء إخوتنا، و عندهم بعض الأخطاء في المنهج فقط" وهكذا عبارات، فهو مدخلي قعيدي، منعه خلافه معهم حول شخصهِ أو شخص يحبُّه من إظهار قواعدهم، لكن العاقل يلمسها في كلامه، وكما قال الشهرستاني ~ رحمه الله ~ في " الملل و النحل"[1/13]: ” إذا تعيَّنت المسائل التي هي قواعد الخلاف تبيَّنت أقسام الفرق الإسلاميَّة ".
و ليس للمدخلية قواعد كبرى إلاَّ إسقاط المخالفين لهم من أية جهةٍ كان، بكلِّ ممكن من بهتان و إفك على قاعدة الوعيدية :" لا تنفع حسنة مع ذنب، ولا صواب كثير مع خطأ يسير" ،و القعيدي منهم يجعله في " منزلة بين منزلتين" !
هذا مع العلم أنَّ ما يعتبرونه خطأً عند النَّاس هو الصواب، فليس للقوم عقول تزجرهم عن السَّفه، و لا قوَّة إدراك يُميِّزون بها بين المختلفات.
القاعدة الثانية: الدِّفاع عن سيِّئات كل حاكم موجود بغضِّ النَّظر عن أي شيء آخر، وكلُّ من طالب بإصلاح فهو خارجي، الإصلاح الوحيد عندهم هو تشويه صورة المصلحين عند النَّاس.
وقد جمعوا بين منزلتي الباطل: يشغلون عن الحقِّ كعلائق الدُّنيا و شهوات النَّفس، وفي الوقت نفسه يعاندونه و يصدُّون عنه النَّاس ككلِّ رأي باطل و هوى مردي.
و أمَّا الشُّبهة الميتة المتمثلة في " الإخوة" و " الاشتراك في المنهج " التي يروِّج لها القعيدية منهم فاعلم أنَّه ما من موجودين إلاَّ و بينهما بعض الاشتراك من أوجه،و المعتبر ليس الاشتراك اللَّفظي و لكن المعنوي ، فالاشتراك في العبارات و القوالب لا يعني شيئا إن كانت معانيها متعارضة ، فأصول القوم في " قاعدة التَّحريم" مع سائر النَّاس وعيدية : تمحيض السِّيِّئات،ومع الحكَّام إرجائية : تمحيض الحسنات !
و أمَّا عن الأخوة فكل البشر إخوتنا في البشرية، من كان منهم بوذيا /يهوديا/نصرانيا/ ملحداً... الخ، و الرَّافضة و الخوارج و الجهمية " على رواية" إخوتنا في الملَّة؛ و الواجب دعوة الجميع بلينٍ ورفق، ومجادلتهم بالتي هي أحسن،لكن مادام محافظاً على أدميته يعرف شيئا يُسمَّى " الإحسان" ،ويؤثر فيه الرفق و الملاطفة.
ولا أظنَّ هذا يصلح على المدخلية، فلا يحب الانتصار بالكذب و الظلم و العدوان إلا من فسدت فطرته فصار يتلذذ بالكذب و البهتان ،فيجب حينئذ طلب مواد أخرى لإزالة ما علق بهم من الشرِّ و الوسخ ،فالمسلم للمسلم كاليدين تغسل إحداهما الأخرى، و قد لا يزول الوسخ إلاَّ بنوع من الخشونة، لكن ذلك يوجب من النظافة و النعومة ما يحمد معه ذلك التخشين،وهذا معنى أشار إليه ابن تيمية في " مجموع الفتاوى"[28/54]
فإن حصل بالرفق فهو الأولى، و إن لم يحصل به انتقل إلى غيره ،و السبيل الوحيد مع المدخلية هو كشف جهل شيوخهم و استغفالهم الشباب بالتلاعب بعبارات العلماء .
ولا يشك عاقل أنَّ المدخلية أهل الفتنة و أقلام مسمومة قصر فهمهم وقل علمهم،و أكثر المتضررين منهم السلفية مثلهم ، قال تعالى:{إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم }"النور"، فما كثر في عوامهم و سفلتهم من الأكاذيب المفتراة و الظنون السيئة، و الأهواء الفاسدة، و غير ذلك مما يجل عن الوصف من الكذب والزور قد أذن فيه كبار شيوخهم من أولئك الذين ينتصرون بالغوغاء و يحركونهم.
ومثل طالب العلم الذي يأخذ بأقوال المدخلية كمثل من يشرب من بئر آسن ماؤها، فهو يفوح برائحة كريهة.
فمن هذه الجهة هم من أخبث البدع يأخذون المعاني البدعية الوعيدية و الارجائية و يجعلونها في قوالب لفظية سنِّيَّة .
لا أظن أنَّ مسلماً عرف حقيقة المدخلية و حقيقة خطورتهم على الدِّين و أهله ،يهمُّه أمر دينه ،ويُشفق على المسلمين من الضياع و الانحراف في مثل هذا المنهج سيتساهل مع المدخلية، مع ما جمعه هذا المنهج اللقيط من سقطة النَّاس و جهلتهم، و إن اغترَّ به فضلاء و صالحون في بداية أمرهم قبل أن يستفحل أمره و ينكشف على حقيقته .
و ليس أدل على وعيديتهم من اعتبارهم ما أوجبه الله علينا من التعاون على البر و التقوى، و أن ننصر بعضنا بعضاً، وهذا بدعة؟
و الذي يخالف فيه المدخلي القرآن و السُّنَّة و الضرورة هو أنَّه لم يدرك أنَّ الدِّين و العلم و السِّياسة وجميع أحوال الإنسان يقع فيها اجتهاد الآراء، و اختلاف الأهواء، وتنوُّع أحوال أهل الإيمان، وما لابد منه من نزغات الشيطان ما لا يتصوَّر عاقل أن يعرى عنه نوع الإنسان.
فالعجز عند المدخلي عقلي و نفسي فلحد الآن لا يوجد فيهم رجل راشد أدرك أنه يمكنك أن تقول ما تشاء و تنتقد من تشاء ـ بالحجة و البرهان ـ دون أن يفسد ذلك الأخوة و الود و الألفة.
و إذا كان لي أن أصفهم بدقة فهو ككثير ممن انحرفوا عن الجادة :حالهم إيماني و لكن قولهم شيطاني..
ــــــــــــــــــــــــــــــ
موقعه التواصل الإجتماعي
11 ديسمبر 2016م.