من أسباب الضيق والقلق والحالات النفسية: الشيخ صالح السحيمي حفظه الله:
قال الله تعالى: ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ) ( سورة طه: 124 – 126 )

قال الله تعالى: ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) ( سورة الزمر: 53 )


قال الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شيء قدير ) ( سورة التحريم: 8 )


قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ ) متفق عليه


أعظم طريق ينجي الله تعالى به عبده الذي تصيبه الحالات النفسية والاضطرابات العصبية والجنون وضعف العقل أو فقده من هذه الأدواء في الدنيا والآخرة أن يبادر إلى التوبة والاستغفار واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والتعلق به والانطراح بين يديه ولزوم طاعته وكذلك البعد عن معاصيه والبعد عن أسباب الهلاك التي ربما تبعده عن الله:

لكن عليه أن يتناول ذلكم الدواء: المبادرة إلى طاعة الله، والبعد عن المعاصي والذنوب التي تقسي القلب وتبعده عن الله، التوبة الصادقة إلى الله من جميع الذنوب والخطايا فإن التوبة الصادقة النصوح التي توافرت شروطها من:

الإقلاع من الذنب والعزم على عدم العودة والندم على ما فات ورد حقوق الناس التي عنده:

إذا تحقق ذلك تحققت توبته وزالت حوبته وقرب من ربه الذي يناديه كلما بعد عنه ويناجيه ويطلبه ليعود إليه ويحثه ويرغبه:


كان رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يعدون له في اليوم من التوبة والاستغفار أكثر من سبعين مرة وفي رواية: أكثر من مئة مرة فليتأسى العبد به فإنه ما وقع بلاء إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة:

من الأسباب: الإكثار من الحسنات والصدقات فإن الحسنات يذهبن السيئات:

أيضا البعد عن الأجواء التي توقعك في المآسي وفي الآثام وفي الذنوب واستبدالها بمجتمع آخر تسود فيه الطاعة ويسود فيه الخير ويكون بعيدا كل البعد عن الخنى والفجور والمجون ومواطن الزيغ والضلال:


كذلك الإكثار من الدعاء وذكر الله جل فالدعاء سلاح المؤمن ويسميه أهل العلم: سهام الليل فليكثر من سهام الليل وليجتهد فيما يقربه إلى الله:

أيضا من طرق العلاج: أن يشغل العبد نفسه بما ينفع من طاعة تقربه إلى الله أو عمل طيب يعود عليه بالخير ولو كان من أعمال الدنيا المشروعة المباحة والاشتغال بذلك وعدم إضاعة الوقت فإن إضاعة الوقت أخطر ما تكون على المرء:

إذا استسلم العبد لهواجسه ولم يشغل نفسه بما ينفعه في أمر ديني ودنياه فإن هذا سوف يزيد من همومه ويزيد من غمومه فضلا عن كونه يقسي قلبه ويبعده عن الله سبحانه وتعالى:

هذه بعض وسائل العلاج لمن أراده ولمن أراد تناوله وأما من أعرض وابتعد فإنه ستزيد أحواله سوءا:

هذا بعض أمور العلاج وكله يعود على: الاعتماد على الله تبارك وتعالى واللجوء إليه والانكسار بين يديه ودعاءه وذكره وتلاوة كتابه والبعد عن مواطن الخنى والمجون وما إلى ذلك من الوسائل التي تقرب العبد إلى الله ويجعل الله له بها من كل همٍ فرجا ومن كل ضيق مخرجا:

من الوسائل أيضا ومن الأسباب العظيمة وإن كانت داخلة في عموم الطاعة لكن من الأسباب التي يلجأ إليها بعد الله تبارك وتعالى هي الصلاة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة:

إذا ناب العبد أمر فليقم وليتوضأ وليصلي ركعتين ويلجأ إلى الله عز وجل ويسأله ما شاء من خيري الدنيا والآخرة فالصلاة تغسل من الذنوب ويفرج الله بها الكروب:

فليجتهد عبد الله في اللجوء إلى الله تبارك وتعالى والتعلق به والانطراح بين يديه واللجوء إليه سبحانه في كل صغيرةٍ وكبيرة حتى يتحقق له ما يريد وحتى يصل إلى بر النجاة وحتى يتداوى ويخلص مما هو فيه من همومٍ وغموم إذا وثق صلته بربه واتبع هذه الخطوات التي أشير إلى بعض منها: