��الدرس الثاني من : " سلسلة أحاديث الصيام " ��


��لفضيلة الشيخ الدكتور : أحمد بن عمر بازمول - حفظه الله تعالى -��




�� �� بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ �� ��


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين .


��أما بعد :


�� فمرحبا بكم أيها الإخوة في سلسلة : " من أحاديث الصيام " .


�� وحديثي إليكم اليوم - بإذن الله تعالى - بعنوان : " تعلم أحكام الصيام " .


��جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( لَيْسَ الصِّيَامُ مِنَ الأَكْلِ وَالشُّرْبِ إِنَّمَا الصِّيَامُ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثْ )( ) .


��وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفَثْ وَلَا يَجْهَلْ وَإِنْ جَهَلَ عَلَيْهِ أَحَدٌ فَلْيَقُلْ إِنِّي امرؤٌ صائمٌ ) ( ) .


��وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالجَهْلَ وَالعَمَلَ بِهِ ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ)( ) .


��وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الجُوعُ ، وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ )( ) .


�� �� وقال بعض السلف : " أهون الصيام ترك الطعام والشراب " .


�� وقال جابر : ( إذَا صُمتَ فليصُمْ سمعُك وبَصرُك ولسانُك عن الكذب والمَحارمِ ودَعْ أذَى الجار وليَكُنْ عَليكَ وَقارٌ وسَكينةٌ يوم صومك ، ولا تجعَلْ يومَ صومِك ويومَ فطرِك سواءً )( )


���� أقول - بارك الله فيكم - هذه الأحاديث كلها تدلنا أنه على المسلم أن يتعلم الأحكام الشرعية المتعلقة بالصوم ، وأن يهتم بهذا الأمر ، فيُخشى على من صام على غير بصيرة وعلم أن يقع في أمر يخالف صيامه وهو لا يشعر ، بسبب جهله بأحكام الصيام ، وما يتعلق به ؛ ولذلك - كما مر معنا - ، قال - صلى الله عليه وسلم - : ( رُبَّ صائِمٍ حَظُّهُ من صِيامِهِ الجوعُ والعَطَشُ )( ) .


���� فهذا الحديث العظيم قد يغفل عنه بعض الصائمين ؛ إذ يبين لنا هذا الحديث أن بعض الصائمين قد يكون نصيبه من الصيام الجوعَ والعطش ؛ أي لم يحصل له الأجر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .


�� والسؤال : لماذا يكون حظه من صومه الجوع والعطش ؟
�� فالجواب : لأنه خالف أحكام الصيام ، ووقع فيما يناقضه ، فتراه يفطر على حرام ، أو من يفطر على لحوم الناس بالغيبة ، أو من لا يحفظ جوارحه عن الآثام .


����وهذا - أعني عدم تعلم أحكام الصيام - للأسف الشديد ليس فقط في الصيام ، بل في غالب أحكام الدين ، من طهارة ، وصلاة ، وزكاة ، وحج ، ونكاح ، وطلاق ، بل وفي العقيدة والتوحيد ، فنجد بعض المسلمين - هدانا الله وإياهم للصواب - لا يتعلمون أحكام دينهم .
والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : (طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ)( ) .


����ومعنى الحديث عند العلماء : طلب العلم من المسلم في عبادته لله -عز وجل - فريضة عليه ؛ كوجوب الصلوات الخمس ؛ يعني : لابد أن يتعلم العلم إذا أراد أن يعمل أي عبادة ، وليس المراد من الحديث أن يكون كل المسلمين طلاب علم متخصصين ، وإنما المراد من الحديث أن يكون المسلمون على بصيرة ، وعلم فيما يعبدون به ربهم ؛ ولذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في الحديث - كما سبق - : ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ) .


�� فإن قلت كيف أتعلم أحكام ديني ؟
- فالجواب : هو أن تجلس في حِلق أهل العلم ، فتسمع ، وتتعلم وتعمل ، وأيضًا عن طريق سؤال أهل العلم عما تحتاج إليه من أحكام الصيام وغيره ، وأيضًا عن طريق الاستماع لأشرطة أهل العلم من أمثال الشيخ ابن باز ، والعثيمين ، والفوزان ، وغيرهم من أهل العلم ، وأيضًا عن طريق قراءة الكتب التي بينت ، وتكلمت عن أحكام الصيام ، لكن احرص أخي المستمع على أخذ العلم من أهله الموثوق بهم .


����إلى هنا أصل إلى نهاية هذه الحلقة ، وإلى حلقة قادمة - بإذن الله تعالى - .


�� والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ��


�� �� �� �� �� �� �� �� �� ��


https://t.me/Ahmedbazmool


�� �� �� �� �� �� �� ��