أرجو إخواني رجاءًا أن من فيه عيبٌ يضر بالدعوة السلفية و يضر بسمعته أن يتحاشى ذلك ، مع إخوانه و حتى مع غيره حتى مع غير السلفيين يتعامل معهم بالأخلاق الجميلة التي تدفعهم إلى قبول الحق - بارك الله فيكم -
{ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ } [القلم 4 ]

فالرسول ﷺ يتعامل بهذه الأخلاق العالية حتى مع اليهود و لما جاء يهوديٌّ و قال السام عليكم قال الرسول ﷺ و عليكم قالت عائشة : عليكم السام و اللعنة ، قال يا عائشة إن الله لا يحب الفحش ، قالت أولم تسمع ما قال ؟ قال ﷺ قد رددت عليه ([1]).
أسلوب هادئ حليم - بارك الله فيكم -

فالتعامل مع الناس بالأخلاق العالية أدعى لقبول هذه الدعوة و دعوا المجاملة و المداهنة
{ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } [القلم 9]

اترك المداهنة و قل بالحق و لكن يرافق هذا الحق أخلاق عالية و حجة و برهان ،

و هذا شيء والله نعجز عنه جميعا و لكن الانسان يجتهد قدر ما يستطيع أن يحسن هذه الدعوة و يجملها في أعين الناس حتى يقبلوها و جمالها والله في الأخلاق العالية و في الحجة الواضحة النيرة

فلا تجعل بديلا من الحجة و البرهان ، العبوس و الجفوة و القسوة و الغلظة هذه تسيء إلى الدعوة و يكفيكم ما قلناه لكم أن الرسول ﷺ قال إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله و قوله ما كان الرفق في شيء إلا زانه ([2])،

و دعوتك إذا كان فيها الرفق تزين ، و لا تجعل شيئا مكانه و إذا نُزع الرفق من دعوتك شانت و شُوِّهت و نفر منها الناس و إن منكم لمنفرين - بارك الله فيكم -
هؤلاء والله يجنون على الدعوة السلفية بهذه الطريقة .

فأنا أنصحهم بتقوى الله عز وجل و احترام هذه الدعوة و المحافظة على سمعتها ، و لا تقصر في الدعوة السلفية و اجعلها شغلك الشاغل و لكن بطريقة الرسول ﷺ و السلف الصالح بالحكمة و الموعظة الحسنة و الرفق و اللين و الحجة و البرهان .

وطِّنوا أنفسكم على هذا و ربوا أنفسكم و روِّضوها على هذا فإن النفس تفتطمُ :

و النفس كالطفل إن تهمله شب على ... حب الرضاع و إن تفطمه ينفطم

فحاول فطم نفسك من الأخلاق المنفرة و إن الرسول ﷺ قد حذر منها و الله دعا إلى عكسها فقال : { ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } [النحل 125]

{وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت 34-35 ]
لو أساء إليك فأحسن إليه .

وفق الله الجميع لما يحبه و يرضاه .

◄ [ الإمام ربيع بن هادي عمير المدخلي - حفظه الله - ( شرح أبواب من كتاب الشريعة للآجري شريط رقم 40 )]
—----------------------------------------------------------------------------------
([1]) رواه الإمام مسلم :2165 .
([2]) رواه الإمام مسلم :2594 .