النتائج 1 إلى 12 من 12
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    شرق بلاد الجزائر الحبيبة
    المشاركات
    1,851

    افتراضي (وقفاتٌ مع الشيخ محمد بن هادي المدخلي -وفَّقه الله لكل خيرٍ-)

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أحسن الله إليكم وبارك
    السؤال :
    نشرت وأنتشرت مقالة بعنوان : (
    وقفاتٌ مع الشيخ محمد بن هادي المدخلي -وفَّقه الله لكل خيرٍ-)
    كتبه الشيخ نزار بن هاشم السوداني ، نود منكم النظر فيها وبماذا تنصحون ولأن كثر بسببها الكلام لا سيما بين الشباب في المواقع التواصل بين مؤيد وأنه حق وبين من يقول أنه خطأ ودون أدب أي المقال .......تفضل :

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن اتبع هداه.
    أما بعد؛ فهذه بعض وقفاتٍ مع فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن هادي المدخلي -وفقه الله-، كتبتُها وسلَّمْتُها له سرَّاً نُصْحَاً لله العليم بذات الصدور، فردَّ عليها ردَّاً غير علميٍّ ولا مقبولٍ.
    والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
    :::::::::::::::::
    بسم الله الرحمن الرحيموقفاتٌ مع الشيخ محمد بن هادي المدخلي -وفَّقه الله لكل خيرٍ-
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
    فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في حديث تميم الداري رضي الله عنه: «الدين النصيحة»؛ قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم»، وهذا عنوان الصدق ورابطة الإيمان والإخاء بين المسلمين المؤمنين؛ قال الله تعالى: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ))، وقال تعالى: ((وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَظ°ئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)).
    ولما كان دين الله تعالى أمانةً في أعناق أهل العلم وطلابه الذين يَعُونَ ويُدْرِكونَ حقيقته ويسيرون على منهاج السلفية الذي ارتضاه الله وأَمَرَ به عباده. كان أسلافنا -رحمهم الله جميعاً- ومن سار على منوالهم يُعَظِّمون الحق ولا يجاملون فيه كائناً من كان خَالَفَه أو حاد عنه بقصدٍ أو اجتهادٍ خطأ أو شبهة أو لبس ونحو ذلك عملاً بقول الله تعالى: ((وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ))، وخوفاً من مثل قوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَظ°ئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ)).
    لأجل هذا وغيره، وحفاظاً على دعوة الله السلفية -المحفوظة بحفظ الله- وأهلِها وعدم شَقِّها، وتنزيلاً لكل أمرٍ في محله ونصابه، وحفاظاً على مكانة أهل العلم الواجب حفظها ورعايتها؛ سأقف مع فضيلتكم -وفقكم الله- بعض الوقفات نصحاً وتذكيراً، فأقول مستعيناً بالله:
    الوقفة الأولى:
    أنكم -وفقكم الله- تسلكون مسلكاً يخالف مسلككم المعروف المعهود عنكم في الساحة الدعوية مؤخراً، وتخالفون به بكل وضوحٍ -من خلال عباراتكم أو مواقفكم أو تبنِّيكم لأشخاصٍ- الضوابطَ الشرعيةَ السلفية المعتبرة ومواقف وتوجيهات علماء السنة الكبار الأكابر الذين كثيراً ما تدندن وتوجِّه الشباب والطلاب بلزوم غرزهم ومحيطهم لأنهم أهل الصدق والخبرة والدراية وشاخوا في بحر العلم والتجربة، حفظ الله حيهم ورحم ميتهم وغفر للجميع..

    • فموقفكم من المدعو محمد المعبري (الملقب بالإمام) مع وقوفكم التام على حقيقة منهجه المنحرف تجاه الروافض الحوثة، وقد أرسلت إليكم قديماً -قبل الوثيقة المعبرية الحوثية بمدةٍ- مقالاً لي حول هذا الإمام وتلميذه مقلِّده المدعو بعلي الرازحي سمَّيته (مُخْتَصَرُ المَقَالةِ حَوْلَ بَيَانِ الرَّازِحِيِّ وَمَا فِيهِ مِن الزَّيْفِ وَالرَّوَغَانِ وَالجَهَالَةِ، وَمَع الشَّيْخِ مُحَمَّد الإِمَام -وَفَّقَهُ اللهُ- تَنْبِيهٌ وَوَقْفَةٌ) وقد بيَّنتُ فيه مدى سوء مقال هذا المعبري ناهيك عن كلام علماء السنة الكبار فيه وتضليلهم له وأنت تُقَرِّبُ أتباعه وتسكت عنه وتعذره وتجد له المخارج مع أن الواقع أثبَتَ أنه لا يُعذر، وما نقضه من العهود لأكبر شاهدٍ على ذلك مع أن كبار علماء السنة الخبيرين بحاله وحال اليمن بيَّنوا سوء حاله وضلاله ولا زال وأتباعه باليمن -حرسها الله- يكيلون بكل أنواع الجهل مشايخ السنة باليمن السائرين على ركاب الأكابر.
    • موقفكم الذي لا يُحمَد مطلقاً من المدعو أسامة عطايا، الذي قال الكبار فيه كلمتهم كالشيخ الوالد العلامة ربيع المدخلي -حفظه الله- والشيخ الوالد العلامة عبيد الجابري -حفظه الله-. وتعلم تماماً -وفقكم الله- ما أحدثه عطايا من الفتن بألوانها وأشكالها في بلاد المسلمين حتى عندنا في بلاد السودان -حفظها الله وبلاد المسلمين-، مع طعنه الفاضح في هؤلاء العلماء الأكابر وطلابهم المعروفين بسلامة المنهج بل هم من كانوا مِن أقرب الناس إليكم ومحل تزكيتكم واحترامكم، وأنت -وفقك الله- من كنت توبِّخ عطايا وتقول له: كن موجوداً مفقوداً في القضايا الكبار و.. و.. و.. وها أنت الآن في موقفٍ غريبٍ كل الغرابة تسكت عن عطايا وحزبه المُنْحَطِّ علماً وأدباً وفي المقابل تطعن وتُسْقِط بلا حجةٍ وبرهانٍ طلابَ العلماء الأكابر، وتصفهم بأبشع الأوصاف والألفاظ، وتسعى إلى إسقاطهم في كل الأوساط والبلدان بأشنع العبارات وأقبحها: الصعافقة، الفراريج، الأغمار، الأحداث، ملحقون بأهل الأهواء… إلخ.

    وكل عاقلٍ فطنٍ يعلم تماماً أن الطعن فيهم طعنٌ فيمن يزكيهم ويقرِّبهم من علمائنا الأكابر، وقد لَمَّحْتَ بل صَرَّحْتَ بمثل هذا للأسف الشديد حين قلتَ في محاضرتك إلى ألبانيا: «وأما هؤلاء الصعافقة فإنهم من ارتمى إليهم في أحضانهم واستمع إلى كلامهم أهلكوه ولو كان كبيراً في السن، نعوذ بالله من ذلك. فتجد آثارهم ظاهرةً حتى في بعض الكبار!». هذه الكلمة يا فضيلة الشيخ -وفقك الله- هي نفس عبارة عطايا في الغمز في الأكابر -حفظهم الله- بالغمز في طلابهم المعروفين عندك وعند العلماء وعند كل السلفيين في الدنيا (الشيخ عرفات المحمدي، والشيخ بندر الخيبري، والشيخ عبد الإله الجهني… إلخ) حفظهم الله جميعاً.
    بل -وفقك الله- امتد نَيْلُك وكلامك خارج بلاد التوحيد -حرسها الله- لتحذِّر من الإخوة المشايخ طلاب العلم في بلاد ليبيا -حرسها الله- المعروفين عند مشايخنا الأكابر وهم محل تزكيتهم وثقتهم أعني الإخوة المشايخ طلاب العلم: مجدي ابن حفالة، وطارق بن درمان، وأبا عبيدة المصراتي، وأبا حذيفة المصراتي.
    وهذا -وفقك الله- هو مسلك عطايا نفسه في التفريق بين السلفيين في العالم.
    قال الشيخ الوالد العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله ورعاه- في رده على فالح:
    «إن إصدار الأحكام على أشخاصٍ ينتمون إلى المنهج السلفي وأصواتُهم تدوِّي بأنهم هم السلفيون -بدون بيان أسبابٍ وبدون حججٍ وبراهين- قد سبَّب أضراراً عظيمةً وفُرقةً كبيرةً في كل البلدان، فيجب إطفاء هذه الفتن بإبراز الحجج والبراهين التي تبيِّن للناس وتقنعهم بأحقية تلك الأحكام وصوابها، أو الاعتذار عن هذه الأحكام. ألا ترى أن علماء السلف قد أقاموا الحجج والبراهين على ضلال الفرق من روافض وجهمية ومعتزلة وخوارج وقدرية ومرجئة -وغيرهم- ولم يكتفوا بإصدار الأحكام على الطوائف والأفراد بدون إقامة الحجج والبراهين الكافية والمقنعة» [مجموع الكتب والرسائل (9/158)].
    وأنت -وفقك الله- تسكت الآن عن عطايا وغيره مع مناصحتك لهم سابقاً وعِلْمِكَ التام بما هم عليه من أخطاء وملحوظات، بل تكلَّمْتَ في عطايا وحَذَّرْتَ منه، وأنه لا يؤخذ منه العلم، وأنه يكذب في حديث الناس، و…. إلخ بالحجج والبراهين (وكل هذا عليه الشهود الثقات)، ومع ذلك سَكَتَّ عنه الآن وعن أتباعه والذين فرحوا وطاروا كل مطارٍ بطعنك في السلفيين المعروفين بلا أي حجةٍ ولا برهانٍ، ثم تُطالِب في ذات الوقت بالحجج والبراهين تجاه المطعونين والمجروحين بالأدلة الدامغة المعروفة عندك كالشمس!!.
    وهذا فيه ما فيه من إسقاط كلام أهل العلم الثقات الناصحين والتهوين له، ومن ثم الدفاع بلا وجه حقٍّ عن المخالفين لهم!! فهذا ميزانٌ غريبٌ عجيبٌ.
    ثم هؤلاء الإخوة السلفيون الذين حذَّرْتَ منهم كل تحذيرٍ لأجل عدم عملهم بتوجيهك تجاه الشيخ عرفات والذي كنت تزكيه عدة تزكيات من قبل وأنه من خيار طلاب العلم، واليوم تجرحه دون توضيحٍ لهذا الجرح فما هو الشر الذي عنده وهل يستحق كل هذه الحرب؟!.
    ومشايخ السنة -حفظهم الله- يخالفونك ولا يقبلون توجيهك هذا تجاه د.عرفات وتجاه طلاب العلم جميعاً بل يخالفونك ويثنون عليهم خيراً وعندهم كل الأدلة والحجج الدامغة على تعديلهم وتزكيتهم ومخالفة جرحك لهم؛ أتتخذ تجاههم هذا الموقف؟! وتوجِّه الناس أن يتخذوه لأنهم خالفوك؟!!
    فضيلة الشيخ -وفقكم الله- هذا تصرُّفٌ ومقامٌ لا يتمشى مع الضوابط الشرعية السلفية في هذا الباب ولا يليق بكم؛ فلم يبق إلا أن يكون الولاء والبراء والمواقف على الشخص وذاته؟!!
    أقول فضيلة الشيخ -وفقك الله-؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: «كل ابن آدم خطَّاء…» لا يسلم من الخطأ؛ فمن تكلمت فيهم من الإخوة ليسوا بمعصومين عن الخطأ والزلل فإن كانت عندك عليهم مآخذ ببيناتها وحججها فهلا نصحتهم ونبهتهم عليها ليرجعوا عنها لله ثم للحق الواضح وسيكونوا (حتى أنا كاتب هذه السطور) شاكرين لك بالخير داعين هكذا نحسبهم والله حسيبهم.
    وبخاصة أنني رأيت كتابةً في النت لبعضهم أنهم حاولوا الجلوس معك عدة مرات وطلبوا منك ذلك هم والمشايخ، فلم تستجب لهم لتبين لهم ما عندهم.
    فأين الرفق الذي كنتَ تنادي به والترفق وذاك معروفٌ عنكم -وفقكم الله- لأنه مطلبٌ شرعيٌّ؟!.
    ثم لو كانت عليهم فرضاً أخطاء ومآخذ -إن ثبتت فربما يكون بعضها وهماً، أو فهماً -أو نقلاً- خاطئاً- هل هكذا يعاملوا مِن قِبَلِكَ وفقك الله بهذا التشنيع والتحذير والتشهير بلا برهانٍ واضحٍ وتُجريء عليهم من تُجريء وهم كانوا من تلاميذك؛ فها هو الشيخ د.عرفات -وفقه الله- كان محل تزكيتك (الموثقة) وقربك وأرشدت إليه بكل وضوح تشن عليه -وعلى من لا يوافقك- حملةً شعواء بكل صراحة عارية عن أي برهان ظاهر وتعقد على موقفك هذا الولاء والبراء!! حتى تجرأ عليه وعلى إخوانه جماعات من المتهجمة على العلم والمشاغبة والمغرضين الذين يحسنون -وبئست الصنعة صنعتهم- الاصطياد في الماء العكر كأسامة عطايا وأعوانه؛ بل حتى على مشايخنا الكبار -حفظهم الله-؛ بل حتى أنت فضيلة الشيخ -وفقك الله- عَرَّضْتَ بأكابرنا وهم من هم حرصاً وشفقةً عليك وعلى السلفيين ودعوتهم في العالم أجمع -حفظهم الله ورعاهم وأثابهم وأطال أعمارهم في كل خير-.

    الوقفة الثانية:
    قد بَيَّنَ الله تعالى في كتابه العظيم كيفية التعامل والموقف المُتَّزِن العادل من أصحاب الأخطاء والمخالفات والذنوب -سواء كانت كفراً أو بدعاً أو ذنوباً- إذا أرادوا التوبة الصادقة والرجوع إلى الحق؛ وما ذلك إلا حفاظاً على دين الله وعباده خاصةً الذين يتكلمون باسم الدين والدعوة إلى الله فهؤلاء بمخالفتهم يمثِّلون خطراً عظيماً على الأمة ودينها، فيُحْتَرَزُ كل احترازٍ في رجعتهم ويُتَأَنَّى في شأنهم كل تأنٍّ حيث كانوا غارقين في الحزبية ومخالفاتها -هؤلاء إن كان لهم حظٌّ من علمٍ ودعوةٍ- فكيف بالجهال المتعالِمَة والمتصدِّرة؟!! فهؤلاء كما لا يخفاكم يُسْكَتُون ويُلْزَمُون بالجلوس للطلب والتحصيل وتصحيح المسار حتى تظهر استقامتهم ويبدو صدقهم وترسخ قدمهم في العلم. فكيف إذا كان هذا الصنف بعيداً عن حسن الأدب واللفظ والعبارة مع أسوأ الأساليب وأقحم نفسه في باب الدعوة إلى الله؟!! كيف سيُعَامَلُ هذا فضيلة الشيخ -وفقك الله- على ضوء الضوابط الشرعية السلفية؟؟!!
    فأذكرك بقول الله تعالى: ((إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)).
    وهذا من أقوالكم في هذا الباب؛ قلتم -وفقكم الله-:
    «وأما أن يقول: (أنا رجعت)، فهذا لا يكفي… لا بد أن ينقضه جملةً وتفصيلاً، وحتى لو نَقَضَه جملةً وتفصيلاً فإن الرد عليه سائغٌ ولو بعد مماتنا جميعاً ومماته، وسأذكر لكم شيئاً من ذلك؛ فهذا الإمام ابن قدامة -رحمه الله تعالى- في رسالته (تحريم النظر في كتب الكلام)، سأقرأ عليكم مقدمتها؛ يقول ابن قدامة -رحمه الله-؛ هذه ألَّفَهَا في الرد على ابن عقيل الحنبلي بعد توبته وبعد نقض ابن عقيل لنصيحته التي سماها النصيحة، وهي كما يقول ابن قدامة “الفضيحة”، وساق في مقدمتها توبة أبي الوفاء بالسند الصحيح، ومع ذلك لم يمنعه ذلك من أن يرد عليها. وهذا أسلوبٌ (معروفٌ) و(مستقرٌّ) عند علماء السنة، وأبو الحسن لا يريد أن يرد أحدٌ على أحَدٍ بعد أن يقول (أنا رجعت)» [من محاضرة بعنوان (القنبلة)].
    فأقول يا فضيلة الشيخ -وفقك الله- بناءً على ما سبق:
    إن موقفكم من المدعو مزمل -ومن معه- لغريبٌ كل الغرابة! مع إحاطتي لكم وإرسالي لجملة خطاباتٍ عن طريق الطلاب إلى طرفكم، لكن دون جدوى ودون مراعاةٍ للقواعد الشرعية الآنفة الذكر حول حال أمثال هؤلاء.

    • وقد جئتُ المدينة وحاولتُ زيارتكم عدة مراتٍ بلا جدوى..
    • واتصلت عليكم عدة مراتٍ بلا جدوى أيضاً..
    • وأرسلت لكم عدة رسائل بلا جدوى أيضاً.. والرسائل تصلكم وتعرفون محتواها ولا تردُّون حتى السلام على المسلم!!

    وقد بيَّنتُ لك أن هؤلاء شوَّهوا صورة الدعوة السلفية وصاروا سُبَّةً لها بسبب جهلهم وسفههم وسوء لفظهم وغلوهم في التكفير للصوفية وغيرهم؛ كل هذا باسم الدعوة إلى التوحيد والسلفية!! وأنهم يحاضرون في الأسواق والجامعات المختلطة بين الجنسين تحت ما يسمى بأركان النقاش (وهو من منهج وأفعال أحزاب اليسار والسياسة في الجامعات -خاصةً الشيوعيين- في دعوتهم، وسارت عليه جماعات الإخوان المسلمين وجماعة أنصار السنة التي نشأت منها جماعة هؤلاء المتصدرة المتعالمة)، ويمشون على منهج المناظرات والمهاترات والخصومات، والسب والشتم، والتهريج والإضحاك والسخرية، ومحاكاة أصحاب الغناء والفن وكرة القدم و…. إلخ مما يندى له جبين كل سلفيٍّ غيورٍ؛ كل ذلك باسم الدعوة إلى التوحيد والسنة!!
    وتعلم تماماً أنهم جاءوا للشيخ الوالد ربيع -حفظه الله- ووجَّههم عدة توجيهاتٍ.
    وهي توجيهاتٌ واضحةٌ خالفوها ولم يُلْقُوا لها بالاً، وسُلِّموا جزءاً من أخطائهم مني ومن غيري ولم يلقوا لها بالاً أيضاً..
    فإذا أنت بكلمةٍ منك تحاضر عندهم عبر الهاتف وهم على ما هم عليه من سوء المسلك!! وقد راسلتُك حول هذا، وبينت لك ذلك وطلبت منك بناءً عليه عدم المحاضرة عندهم، فلم تستجب.

    • وقد صَوَّروا أنفسهم بالفيديو وأنت تخاطبهم فعجباً عجباً!!

    وقد قلتم -وفقكم الله- في سؤالٍ وُجِّه لكم قديماً: «ما هو الضابط الشرعي في تصوير العلماء عند إلقاء المحاضرات والندوات؟ الجواب: الضابط الشرعي أن هذا حرام، والناس ماهم بحاجةٍ يتفرَّجون على العلماء، الناس بحاجة إلى أن يسمعوا كلام أهل العلم ويبلغهم كلامهم، ولم يزل الناس يستفيدون من كلام علماء سبقوهم بمئات السنين عن طريق الكتب. والتصوير -معشر الأحبة- من الكبائر…» إلخ جوابكم.
    وقلتم -حفظكم الله- في تسجيلٍ لكم أيضاً: «يعلم الله كم ضاق صدري؛ وانقبض فؤادي حينما رأيت هذه الأدوات الَّتي تُصَوِّر في مثل هذه الدَّورة التي يُقال عنها: إنَّها دورةٌ سلفيَّة والمشايخ فيها -ولله الحمد- معروفون سلفيُّون أهلُ اتِّباعٍ وأثر فمثل هؤلاء ومثل هذه الدَّورة ينبغي أن تكون في مضمونها موافقةً لشعارها وإعلانها إذ: علامة أهل الأثر والسَّلف الصَّالح -رضي اللهُ تعالى عنهم وأرضاهم- الاتِّباع، وكم من حديث ورد في التَّصوير وكم من نهيٍ وتحذير جاء عن الرَّسول البشير النَّذير صلوات الله وسلامه عليه.
    معشر الإخوة! قد يقول قائل: إنَّ هذا أصبح في هذا العصر ضرورة مُلِحَّة، فأقول: ليس الأمر كذلك فإنَّ دين الله تبارك وتعالى قد انتشر في القرن الأوَّل ووصل إلى تخوم الصِّين وإلى تخوم فرنسا فأخذ ما يُقارب ثُلثي قارَّات العالم في ذلك الحين من غير إعلامٍ بهذا الشَّكل الذي نحن نراه ومن غير إذاعات فضلاً عن (التَّصوير) والبث الذي يُسَمُّونه (البث المُباشر) ولم يزل دين الله على أيدي أولئك الفاتحين الأبطال والعلماء الفحول الأفذاذ من الرجال قوياً؛ عزيزاً؛ ظاهراً؛ على ما كان قبلهم».

    • وقد استضافت قناة العربية -المليئة بالمخالفات الشرعية- المدعو مزملاً هذا وحاوَرَتْهُ بالصورة والصوت لِمَ؟!! وقامت إحدى الصحف السعودية بالإشارة إليه لِمَ ياشيخ؟!! هل هذه مرحلة من مراحل اللعبة والسياسة؟!! ومن وراء الكواليس؟!!

    إن بلاد العلماء والتوحيد والسنة بَيَّنَ العلماء فيها الحق وكشفوا الباطل بِكُلِّ صُوَرِهِ، وبيَّنوا فكر الإخوان وضلال القرضاوي وانحرافاته وغيره من أهل الأهواء والبدع؛ لِمَ لَمْ تَنْشَطْ مثل هذه الأوساط في نشر كلام الأكابر العلمي في مثل هذه القضايا التي بَتّوها بَتَّاً بفضل الله عليهم وعلى بلاد التوحيد من سنين عدداً لِمَ؟!! أم أنهم يحتاجون في هذه المرحلة لمهرجين متعالِمَة سوقيَّة يقولون ما يوافق الأُطُرَ العامة كما تقوله الساسة لكن ليس على طريقة الكبار!! مع أن الكبار بيَّنوا وأوضحوا ونصحوا كل نصحٍ -أثابهم الله-.
    وقد قلتم -وفقكم الله-: «الآن ترون قنواتٍ للصوفية -صح وللا لا؟- فضائية.. قنوات لمن؟ للروافض.. قنوات للإخوان.. انظر في هذه القنوات؛ جيب لي دجاجة واحدة سلفية تطلع فيها وقابِلني!!
    دجاجة سلفية -إن كان صح هذا التعبير-. ما تجد سلفيَّاً ولله الحمد يدخل هذه القنوات» [مفرَّغ من محاضرة التمسك بالسنة والدعوة إليها].

    • وقد نزل على مزمل هذا بالسودان المدعو يونس الليبي -المفتون بأسامة عطايا ومن خواص طلابه الطعانين في أهل العلم- وظهر معه في حلقته!!


      الوقفة الثالثة:
    أنا وكل إخواني السلفيين -فضلاً عن أكابرنا العلماء حفظ الله الجميع- يتمنون لك كل خيرٍ وأن تكون -وفقكم الله- مَن عرفوا وخبروا، لكن أقولها لك فضيلة الشيخ -وفقك الله- بكل صراحة: قد تَغَيَّرْتَ عما عهدنا وعرفنا؛ قَرَّبْتَ البعيدَ الغريبَ.. وأَبْعَدْتَ القريبَ المعروفَ الناصح.. تَهَكَّمْتَ بالكبار والأكابر باسم الذب والثناء على الأكابر!! بل خالفتهم وغمزتهم بالتلميح والتصريح!
    فضيلة الشيخ -وفقك الله-، كل السلفيين الصادقين الذين يحبون لك الخير لحظوا ولاحظوا -مع تألمهم- ما أنت عليه الآن من أمورٍ منكرةٍ غريبة أقولها لك بكل صراحةٍ وصدقٍ.. قف ياشيخ -وفقك الله- مع نفسك وقفة تأملٍ وتدبُّر حالٍ، واسمع بكل أذنٍ واعيةٍ كلمات الناصحين الصادقين، واحذر ممن يستخفك وينقل لك الأقاويل للفتنة والإفساد، وأَبْعِدْهم والسفهاء السقطة عن جوارك؛ فكلٌّ ببطانته.

    • وأما قولك: «بلِّغوا عني أني لن أقبل جرحاً في شخصٍ أعرفه ولو جرحه عبيد أو البخاري أو مسلم إلا أن يذكر الدليل على جرحه. وأنا أحتكم إلى قواعدهم وإن كنت لا أرتضيها لكن أحتكم إليها، ورَدِّي لكلامهم لا يُعَدُّ طعناً فيهم».

    فهذا فيه ما فيه من الحطِّ والتهكم بمشايخ السنة؛ فمن هم الذين جرحوهم بلا علمٍ ولا دليل ولا برهانٍ وإنما يقولون هوى!.
    ثم مَن الأكابر الذين دعوتَ وتدعو الشباب للزوم غرزهم وصحبتهم؟!! وهل قواعدهم التي لا ترتضيها وتحتكم إليها قعَّدوها من عند أنفسهم لا أصل لها في دين الله؟!! فإنها لو كانت لا أصل لها لا يجوز أصالةً الاحتكامُ إليها ولا المجاملة فيها؛ لأن الأمر دينٌ. ولو كانت على الأصول قامت -وهي كذلك والحمد لله- لَزِمَ الاحتكام بها وعليها والانطلاق منها والرضى بها ولو سخطت النفس وخَالَفَتْ مسارها لأنها من دين الله أُخِذَتْ ونَبَعَتْ.
    ثم قولك -وفقك الله-: «ورَدِّي لكلامهم لا يُعَدُّ طعناً فيهم» فهل هذا من الإلزام لهم حيث تجعل ردهم لقولك إن لم يبن على دليل طعناً فيك؟!.
    وهل هناك من جرحوه -ممن لا تعرف دليل جرحه- وطالبتهم بالأدلة فلم يعطوك؟.
    مع التنبيه أنك تحاول إلزامهم بالدليل كما طالبوك مع وجود الفرق الواضح لكل منصف.
    فأنت تقول -مثلاً- لم تذكروا دليل جرح عطايا -وغيره-، مع أن عطايا أنت وجميع الناس يرون فتنهم في عددٍ من البلدان؛ بل أنت جرحتهم كما سبق بيانه وفتنه لا زالت مستمرة.
    بعكس من جرحتهم أنت وطالبوك بالدليل -كالشيخ عرفات- هم أناس أنت زكيتهم وغيرك من العلماء زكوهم ودافعوا عنهم وحثوهم على التدريس وطلبوا منهم الرد على المخالفين ونشر ردودهم إلى هذه الساعة…إلخ فالفرق واضح بارك الله فيكم.
    ثم قولك -وفقك الله-: «عبيد أو البخاري أو مسلم…» هذا عين التهكم وعدم مراعاة مقام أهل العلم والتأدب معهم وحفظ حقهم؛ ليس بجميلٍ أن يصدر مثل هذا منك في حقهم وأنت تدندن: الأكابر الأكابر الأكابر .. وتدعو إلى احترامهم ولزومهم! فحين يسمع الطلاب ومن حولك مثل هذه الأساليب والألفاظ فإنهم بسببك يتجرؤون على مقام العلماء ويتجاوزون الحدود كما فَعَلَ ويفعل عطايا وأتباعه وأتباع محمد المعبري (الملقب بالإمام) وغيرهم في عدة بلدان، وكسائر الحدادية والخوارج -حمى الله البلاد والعباد من كل سوءٍ وشر-.
    وقولك -وفقك الله-: «أنا محمد بن هادي لا أخاف أحداً»….
    نعم يا شيخ -وفقك الله- هذه كلمة حق؛ الرجل السائر على الحق لا يخاف إلا الله وحده لا شريك له كما قال الله واصفاً رسله وأنبياءه -عليهم الصلاة والسلام-: ((وَلا يَخْشَوْنَ أَحَدَاً إِلا الله)) لكن المقام مقام حججٍ وبراهين وبيناتٍ؛ حين تجرح أناساً معروفين بالسلفية بلا بيناتٍ معتبرة لا يغني مثل هذا القول في مثل هذا المقام، ناهيك عن عدم عهدٍ وأثرٍ عن الكبار بالتصريح والإفصاح بمثل هذه العبارات وهم مَنْ هم مِنْ أهل العلم والتواضع مع قوة حجتهم ورسوخهم -أثابهم الله-.
    وهذا المسلك -وفقك الله- يربي الشباب على الجرأة والتعدي ويفرِّق السلفيين ويحطِّم الحدود والآداب ومراتب الناس ودرجاتهم المحفوظة المرعية.
    أسأل الله لكم التوفيق لما يرضيه عنكم وعنا وعن سائر علمائنا وطلاب الحق، وأن يختم لنا بحسن ختامٍ، والله المستعان.

    كتبه نزار بن هاشم العباسالسودان – الخرطوم5 -ربيع الأول- 1439هـ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    1,210

    افتراضي رد: (وقفاتٌ مع الشيخ محمد بن هادي المدخلي -وفَّقه الله لكل خيرٍ-)

    عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيك وجزاك كل خير على حسن ظنك بأخيك .
    أولا : الحق لايعرف بالرجال ، وإنما الرجال يرفون بالحق ؛ فمن عرف الحق عرف الرجال المتمسكين به .
    ثانيا : التعصب للحق محمود ، والتعصب للرجال مذموم ، والسلفي همه طلب الحلق وترك التعصب للرجال ولو كانوا أقرب النّاس عليه فهو مع الحق .. والحق فوق الجميع.
    ثالثا : حق النقد والرد على المخالف مشروع ، ونقد العلماء لبضهم البعض منهج قديم سار عليه أهل السنة قديما وحديثا ، وكذلك لطالب العلم أن يرد وينتقد العالم إذا أخطأ ولكن بأدب ولطف وحفظ لمكانة العالم ؛ فإن كان الراد محقا يشكر وإن كان مخطئا يوجه وينصح ويلطف به كما تلطف هو .
    رابعا: النصيحة مطلب شرعي عظيم ، لكل أحد مهما كانت منزلته ممن رأى مخالفة أو خطئا، وعلى المنصوح أن يفرح بذلك ، وأن يشكر للناصح وأن يدعو له .
    خامسا : هذه المسألة (( الرسالة التي أرسلتها إلي )) والتي فيها تلك الوقفات مع الشيخ العالم محمد بن هادي - حفظه الله - من الأخ الشيخ نزار بن هاشم السوداني فأنا لست على اطلاع كاف وتام للقضية ؛ فإن كان عندك اطلاع على القضية وإلمام بها وبحيثياتها ف
    أرجو أن تفيدني بذلك .

    وفقك الله وسددك .


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    شرق بلاد الجزائر الحبيبة
    المشاركات
    1,851

    افتراضي رد: (وقفاتٌ مع الشيخ محمد بن هادي المدخلي -وفَّقه الله لكل خيرٍ-)

    وفيك بارك الله ووفقك لكل خير ونفع بك ...
    تفضل يا شيخ :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه و اتبع هداه أما بعد
    فقد اطلعت على منشور منسوب إلي وفيه أني قلت من المسجد النبوي (نزار هاشم لم يتربى ...) وأنا لم أذكر الأخ نزار في هذا المقطع ولا في غيره وإنما ذكرت منهجا غير سديد في تعامل صغار طلاب العلم مع العلماء الربانيين المجاهدين الصابرين وسوء الأدب في مخاطبتهم ففهم الأخ فهما من عنده فكتب ماكتب وهذا يخالف ماذكرته مرارا من أني لا أسمح لأحد أن يدخل في كلامي مالم أقله ولا أن ينزل كلامي العام على معين لم أذكره وأحسب أن الأخ ناشر الكلام أراد نصر من يستحق أن ينصر ولكنه أخطأ في فعله غفر الله لي وله
    وإني أنصح طلاب العلم بالتأدب الشديد مع العلماء وأنصح الأخ نزار بالاعتذار عن بيانه كله وترك معالجة الأمر للعلماء والشيوخ الذين يعالجون هذا الأمر بعلم وهدوء وروية
    وأوصي جميع السلفيين باحترام العلماء والحذر من وصف أحدهم بأنه فتان أو كذاب أو أن كلامه فتنة تجتنب مع التسليم أن كل مجتهد قد يصيب وقد يخطئ
    وأوصي جميع السلفيين بالاعتصام بالكتاب والسنة وماكان عليه سلف الأمة وتوارثه أتباعهم إلى اليوم والحرص على اجتماع الكلمة بالحق وإظهار الحق وتقدير اختلاف الأوضاع في البلدان ومعالجة ماقد يطرأ في كل بلد بالتشاور والصبر والتأني وعدم التسرع في إصدار الأحكام وتمزيق الصف ولزوم غرز الأكابر والعفو عن الحقوق الشخصية وتعليم من وقع في خطأ لصغر سنه أو قلة علمه
    وأنصح طلاب العلم بعدم حب التصدر والظهور وإنما ليكن همهم كله أن ينتشر الحق ولو لم يعرفهم الناس كما أنصحهم بالاستماع إلى نصح العلماء الربانيين والاشتغال بطلب العلم وتقوى الله والعدل وعدم الظلم
    ومن كان عنده علم وخير فلينفع الأمة بقدر ماعنده ولايتجاوز قدره
    اسأل الله أن يحفظ علماءنا ويهدي صغارنا
    والله تعالى أعلى وأعلم وصلى الله على نبينا وسلم
    كتبه سليمان بن سليم الله الرحيلي
    في المدينة النبوية
    ظ¢ظ¦ من ربيع الأول من عام ظ،ظ¤ظ£ظ© من الهجرة / منقول .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    شرق بلاد الجزائر الحبيبة
    المشاركات
    1,851

    افتراضي رد: (وقفاتٌ مع الشيخ محمد بن هادي المدخلي -وفَّقه الله لكل خيرٍ-)

    تغريدة للشيخ أسامة بن سعود العمري وفقه الله :
    ‏عن أنس رضي الله عنه مرفوعا " من نصر أخاه بالغيب نصره الله في الدنيا و الآخرة "
    رواه الدينوري في " المجالسة " ( 217 / 2 - المنتقى منها ) و البيهقي في
    " الشعب " ( 2 / 447 / 1 ) و الضياء في " المختارة " ( 74 / 1 ).
    انظر: " السلسلة الصحيحة " 3 / 218
    للعلامة الألباني-رحمه الله-.
    https://t.co/r5wfbmaE60‎
    [ *دفاع شيخنا ووالدنا الشيخ عبدالرحمن بن صالح محي الدين حفظه الله عن أخيه الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله ونصحه لنزار هاشم السوداني* ]
    ( *الشيخ محمد بن هادي معروف من خيار العلماء ممن نعرف ،*
    *ونزار هدانا الله واياه لا يجوز له نشر مثل هذا فيتجرأ الصغار على العلماء ،*
    وعنده ما يشغله وهو الإصلاح فى السودان والذى تستأسد فيه الصوفية ، ولينظر الى الاخوان الذين يجاهدون الصوفية فى السودان كيف نفع الله بهم فيتعاون معهم بدل أن يلتف على إخوانه في أمور اقل ما يقال فيها ( قيل وقال ) وقد دخلت فيها حظوظ النفس ، وكل يريد الانتصار لنفسه ، فيضر نفسه ويضر الدعوة ، دعوة التوحيد ، والمستفيد هم اعداء الدعوة السلفية الصحيحة من الصوفية والأحزاب وغيرهم ممن يتربص بالتوحيد ودولة التوحيد ، يجب ان تُمسح هذه المهاترات ولا يلتفت إليها ، طالب العلم طالب النجاة يوم العرض الأكبر ، يقول عمر رضي الله عنه ( يا ليتنى أنجو لا علي ولا لي ) والله يتولى الجميع بتوفيقه ).
    منقول من حساب الشيخ أسامة بن سعود العمري عبر التويتر.


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    شرق بلاد الجزائر الحبيبة
    المشاركات
    1,851

    افتراضي رد: (وقفاتٌ مع الشيخ محمد بن هادي المدخلي -وفَّقه الله لكل خيرٍ-)

    📌 جديد / المادة الصوتية وتفريغها لكلمة :

    ‏*أخونا العلامة محمد بن هادي ..
    ‏ حاشاك ثم حاشاك*

    ‏للشيخين الفاضلين :
    ‏الشيخ محمد عثمان العنجري - حفظه الله - .
    ‏الشيخ خالد عبدالرحمن زكي - حفظه الله - .

    التفريغ :
    _______________________________

    بسم الله، والحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلم، أُحيي المستمعين في كل مكان: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    لقد أتحفنا الشيخ العلّامة الوالِد ربيع ابن هادي يوم الأربِعاء الماضي خمسة وعشرين ربيع الأول بِكلمة قال فيها: "أُوَجِهُ نصيحتي هذه إلى السلفيين في كل مكان وفي كل زمان، أُوَجِهُ هذه النَّصيحة بأن يتقوا الله -عز وجل- ويتمسكوا بكتاب الله وسُّنَّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويسيروا على طريقةِ السلفِ -بارك الله فيك- في كُلِّ تَصَرُفَاتِهِم، وأن يتآخوا بينهم، وأن يتلاحموا، وأن يكونوا كالجَسَدِ الوَاحِدِ إذا اشتكى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَهَرِ وَالْحُمَّى".
    هذا جزء من هذه الكلمة العظيمة التي يدعو إليها علماء أهل السُّنَّةِ ومشايخةِ أهل السُّنَّةِ دائِماً ومنهم: الشيخ العزيز محمد ابن هادي -حفظه الله-.
    فإنَّني أقول: لقد عَجِبْتُ مِن دعوى الدَّاعِي الذي قال: أنَّ الشيخ محمد ابن هادي فرَّقَ السلفيين في العالم!
    فأقول: هذا محضُ إفتراءِ! فوالله إنَّ الشيخَ قد عمِلَ على لمِّ الشمل بين المشايخ السلفيين، ولا أدل على ذلك إلا أن أذكرُ لكم هذه الجِلسة العظيمة التي قد كانت في العام الماضي ميلادي، والتي كُنْتُ شاهِدًا وحاضِرًا فيها حين اجتمع الأشياخ وعلى رأسِهِم: والدنا العلّامة ربيع ابن هادي في بيتِهِ العامِر وبِحُضُور الشيخ محمد ابن هادي اللذانِ -أي: الشيخ ربيع والشيخ محمد بن هادي- قد عمِلا عملاً على الإصلاح بين كُلٍ من كِبار المشايخ، وهم: الشيخ: أحمد بازمول، والشيخ: عبدالله البُخاري، والشيخ: عادل منصور وغيرِهِم من المشايخ الفضلاء، وأذكر ذلك على سبيل الاختصار، وكانت هذه الجِلسَة على الصُلحِ ونُصرَةِ بعضِهِم بعضًا، وأن يَكُفَّ كُلُّ واحِدٍ منهم عن ذِكرِ أخيهِ بما لا ينبغي، وقد قام الأشياخ في نهاية الجِلسَة متعانِقينَ، أقول: مُتعانِقينَ بأمر الشيخ ربيع، متآلِفينَ، وما زال الأمر إلى وقتِنا هذا وللهِ الحمد، وقد كان الساعي لذلك هو الوالد محمد ابن هادي! فانظر إلى هذا الموقف الذي سعى إليهِ لتحقيقِ الأُلفَة بين المشايخ الكُبَار في الدعوةِ السُنِّية السلفية، ومما يؤكِدُ لِكُلِّ مُنصِف وعاقِل سعي هذا الشيخ وهو الشيخ محمد بن هادي إلى رأب الصدع، ولم الشمل حِفَاظَاً على الدعوة السُّنّيّة وأهلها من الخلافات والشِقاقاتِ والنِزاعات، قد كان هذا التصالُح بين كِبار المشايخ، كالشيخ: عبدالله البخاري -حفظه الله- (وله كلِمات سأذكرها إن شاء الله)، وكذلك الشيخ: بازمول، والشيخ: أبو الفضل، والشيخ: عادل منصور -حفظهم الله تعالى- وغيرِهِم في منزِلِ والِدنا ربيع العامِر بالمدينة، وبحضور الشيخ محمد ابن هادي الذي سعى جَاهِدًا في ذلك، فكيف يجرؤ قائِلٌ أن يقول أنَّ الشيخ محمد ابن هادي قد فرَّقَ السلفيين!
    أقول: فاتقوا الله! وإياكم والظلم! فإنَّ الواجِب العدل والإنصاف والإحسان، وإحسان الظن بِأهلِ العلم ممن عُرِفَ جِهادُهُ وسبقُهُ في نُصرَةِ السُّنَّة وأهلها كالعلّامة أبي أنس محمد ابن هادي -حفظه الله-، فهل هكذا يكون الخِطابُ لِأَهلِ العلم بالطعن واللمز وعدم حُسنِ العِبارة؟ فهل هذا أُسلوب وعِبارات من يريد الإصلاح؟ أم هذا عقوق مِنَ البعض وتكالُب مُريب على هذا الشيخ الفاضِل؟ فهذه الأفعال والأقوال المُنكَرَة تُشوِّه الدعوة السُّنِّيّة، فهذا والله سوء تقدير، فقد قرأت والمُستَنَدات عندي بالأدِلَةِ وبالتوثيق فقد قرأت من يقول عن أخي الشيخ محمد ابن هادي هذا كلامُهُ بِالنَص -أي القائِل- حيث قال عن الشيخ:
    1- تَغَيَّرْتَ عَمَّا عَهِدْنَا وَعرفنا.
    2- يقول عن الشيخ ابن هادي، محمد ابن هادي: "تَهَكَّمْتَ بِالكِبَارِ والأَكَابِر".
    3- يقول عن محمد ابن هادي، عن الشيخ محمد: "مَا أَنْتَ عليهِ الآن مِنْ أُمُورٍ مُنْكَرَة غَلِيظَة أَقُولهَا لَكَ بِكُلّ صَرَاحَةٍ وَصِدق".
    4- يقول عن الشيخ محمد ابن هادي التفريق، أنه يقوم بالتفريق بين السلفيين فِي العَالَم!.
    هذا العَالِم، هذا الشيخ محمد ابن هادي الذي قالَ عنه العلَّامة الشيخ عبدالعزيز ابن باز وعن إخوانِهِ العلماء في ذاكَ اليوم بِقولِهِ: "هُم مِنْ خواصِ إِخوانِنَا، هُم مِن عُلمَاء السُّنَّة، ومِنَ المعروفون لدينا بالإستِقَامَة، وحُسْن السيرة، وبِالعقيدةِ، والدعوة إلى الله عز وجل-".
    من القائِل؟ عبدالعزيز ابن باز، "مِنْ خواصِّ إخوانِنَا"، ويقول: "مِنْ العُلمَاء السُّنَّة".
    ويأتي من يقول: (تغيَّرتَ عمَّا عهدنا وعرفنا، تهكمت بِالكِبار والأكابر، ما أنت عليه الآن من أمورٍ مُنكَرة غريبة! تسعى يعني بمعنى تسعى في التفريقِ بين السلفيين في العالم)!.
    اتقِ الله! انظر إلى العلماء الذين شهدوا لهم ماذا يقولون عن محمد ابن هادي؟
    يقول الشيخ محمد أمان -رحمه الله تعالى- العلَّامة السُّنِّي بقولِهِ عن الشيخ محمد: "لَهُ أشرِطَةٌ ناقشَ فيها بعض الأفكار وبعض الأشخاصِ وهذه الأشرِطَةُ عُرِضَت على بعضِ العُلَمَاء وفي مُقدِمَتِهِم سماحة شيخنا عبدالعزيز ابنِ باز وكُل من عُرِضَ عليه شريط الشيخ محمد أثنى عليهِ ثناءً".
    هذا ما قاله مَنْ؟ رافِع لِواء العقيدة والمنهج العلَّامة محمد أمان الجامي، وهذا ما قاله الشيخ كذلك مُفتي الجنوب الشيخ أحمد النجمي بقوله عن الشيخ محمد ابن هادي: "هو من أفضلِ العُلمَاء ومن أحسَنِهِم"، لاحِظ: "أفضل العلماء"، هذه شهادات الأكابر والعُلَمَاء في حقِّ هذا الرجُل، فوالله يجب على السُّنّي المسلم الوقوف والتَفَكُّر في هذا الطعن والجرح والقذف المكتوب والمنشور والمواد التي قرأناها هُنا وهُنَاك من أشخاصٍ عِدَّة، فوالله إنَّ هذا التَشَرْذُم والتَفَرُّق لِأهل السُّنَّة مِما يؤسف له ويُحزِنُ، والله ويُحزِنُ الحُر، فالحق يدعوا إلى التكاتف والأُلفة والمحبة، فنحن أصحاب عقيدة واحِدة وإيمان واحِد ونهج أوحد بيَّنَهُ وأظهَرَهُ المُصطَفى -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، لا يجب أن نلتفِت لحظوظ النفس بل يجب على المسلم أن يتسامى عن حظوظ النفس.
    وأقول في المُقابِل: ولِلأسف أهل البِدَع والأهواء يركضونَ ركضَاً بِمصالِحِ أحزابِهِم، وجماعاتِهِم وبِدَعِهِم، كيفَ تطيب نفس الحُر السُّنِّي وهو ينظر ويرى هذا التذبذب والاضطراب؟.
    هُنَاكَ القائِل يقول قاعدة في الجرح والتعديل حتى يُلقيها من المواقع وهي موثقة موجودة بين الأيادي، هُنا يغير ويُبدِّل القاعِدة! وانظُر إلى السحب حتى إجراء السحب يُنبِئُكَ عن حقيقة الموقف، فهُنا يقول شيء وهُنَاكَ يقول شيء، هل هذا هو الدين؟ هذا هو التذبذب والاضطراب والتناقض ماهو هذا؟ صراعات بين بعض أهل السُّنَّة، فالسُّنّي يقول لِلنَّاس: دعوة السُّنَّة هي الحق وهي السبيل لجمع القلوب، فيرى هذا المدعو هذا الإنسان البصير إلى هذا التناقض بين واقِعِ الحال والمقال، ينظر إلى واقِع الحال والمقال المُخالِف بِالكُلّية.
    وأقول: كانت الجِلسة التي جمعت المشايخ الكِبار كالشيخ: عادل منصور، وكالشيخ: خالد عبدالرحمن، وكالشيخ: البُخاري، والشيخ: بازمول وغيرهم من المشايخ قال فيها الشيخ ربيع في يومِهَا: "ولنبتَعِد عن أسباب الفُرقَة، ولا نتسبب بشيء يؤدي إلى الفُرقَة".
    هذا كلام الشيخ ربيع في يومها وقد اجتمع الشيخ البُخاري، والشيخ بازمول، والشيخ أبو الفضل يدًا واحِدة ولله الحمد، ويقول الشيخ ربيع: "والتفرق شر، كما يقول ابن مسعود: الخِلاف شر".
    نعم، وأذكر هُنا كلِمَة للشيخ الفاضِل الشيخ البُخاري -حفظه الله- عبدالله البُخاري يقول: "ثمة أَمرٌ أرغَب -هذا ذكره في الجِلسة مع إخوانه الشيخ بازمول والشيخ أبو الفضل والشيخ أبو العباس يقول للجميع- ثمة أمرٌ أرغب في التذكير به في هذا المقام وهو إن شاء الله تتمة وَيحسُنُ التذكير به وهو ما ذكره شيخنا -أي: الشيخ ربيع، حَفِظَهُ وهو في المجلس- في ثنايا كلامه أنه أدرك كثيرًا من أهل الحديثِ من الهِندِ، والباكستان، والسودان، عِندمَا يجتمِعونَ في موسم الحَجِّ ليس بينهم إلا التآلُف".
    لاحظ دعوة الشيخ عبدالله البُخاري "إلا التآلُف" والتراحم، والتآخي وهكذا هُم أهل السُّنَّة في كُلِّ مكان متآلِفونَ مُتحابونَ مجتمِعونَ على الحقِّ وبِالحَقِّ ولِلحَقِّ مُمتَثِلينَ قول الحق تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران:103]، هذا هو الاعتِصامُ، هكذا يقول الشيخ بعد ذلك -الشيخ عبدالله البُخاري-: "يتولد من الاستمساك والسير على هذا الصِراط التآلُف والتآخي والاجتماع على الحق".
    وقال الشيخ محمد بن هادي الذي سعى إلى هذا الاجتماع وتحقق الاجتماع ووافق الجميع واعتصموا بهذا الطريق السُّنِّي الواضِح وهو الاجتماع قال الشيخ محمد بن هادي المُتَسَبِب بهذا الاجتماع: "إنَّ الواجِبَ على السلفيينَ أن يلتَزِموا بما ذُكِرَ -أي من كلام الشيخ ربيع-".
    قُلْتُ: ولذلك قال علماؤنا إنَّ الدعوة لِلأُلفَة والإصلاح إصلاح ذات البين، فإنَّ فساد ذات البين هي الحَالِقَة لا أقول تحلِقُ الرؤوس ولكن تحلِقُ الدين، والسُّنَّة تدعوا لِلتقاضي عن الحِقدِ والغِل الناتِج عن الحَسَدِ والغِيبَةِ والنميمة والتَّعَدِّي والبغي والظُلم، فإنَّ هذه تُقابَل بماذا؟ بِالعفو، والصفح، والصبر، وجامِعُ حُسنِ الخُلُق مُقابَلَةُ الإساءة بِالإحسان، أَمَّا البِدَع فتُقابَل بِالهَجر والزَّجر، أما البِدَع فَتُقابَل بِالهَجر والزَّجر، وقد قال في يومها الشيخ أحمد السبيعي -حفظه الله تعالى- عن كلمة الشيخ ربيع التي تدعو الجميع من المشايخ الأكابِر في العالم الإسلامي وهُم ما ذكرت بِقولِه: "وهي كلمة -أي: كلمة الشيخ ربيع ابن هادي- وهي كلمة موجهة لِكُلّ السلفيينَ، وهي كلمة موجهة لِكُلّ المنتسبين إلى السُّنَّة، عليهم أن يتقوا الله -عز وجل- في هذه الدعوة في أيّ مكان كان، سواءٌ في هذا المجلس أو خارِجَهُ، في المدينة، في السودان، في الشمال، في الجنوب، هذه الكلِمَة لِجميع أهل السُّنَّة عليهم أن يضعوها نُصبَ أ‘عيُنِهِم، وأن يعملوا بِهَا بِصِدقٍ وإخلاص".
    وكذلك قال الشيخ أحمد بازمول في يومها: "السلفي ينصر إخوانه ولا يخذلهم".
    نعم ولا يخذلهم، أقول: في الوقت الذي يعتَصِمُ فيِهِ أهلُ البِدَع بالتوحد والاجتماع والاعتضاد والتكاتُف لِمصلَحَةِ مذاهِبهم المُنحَرِفَة مع وجود البِدَع والانحراف مما يقتضي الفُرقَة والاختلاف فيما بينهم يعني مُقتضى هذا الإنحراف الذي عِندَهُم أن يتفرقوا ويختَلِفوا ولكنهم متفقون متوحدون مجتمعون، ولِلأسف وفي المُقابِل بعض أهل السُّنَّة أقول: بعض أهل السُّنَّة يتقاعس ويتقهقر عن الاجتماع والإئتلاف! ونحن أصحاب نهج سُّنّي واضِح كان عليه أبي بكرٍ وعُمَر، ومِما يؤسِف، أقول: ومِما يؤسِف الحُر العاقِل والمُتَأمِل وهو أَمر مُحزِن في الحقيقة اِستِعْمَال -لاحِظ معي- اِستِعْمَال البعض عِبارات الأُلفة والاجتماع من بعض أهل السُّنَّة، أقول: اِستِعْمَال وهذا أمر محزن، اِستِعْمَال بعض من أهل السُّنَّة عِبَارَات الأُلفَة والاجتماع والمحبة اِستِعْمَال تكتيكي! اِستِعْمَال السَّاسَة! اِستِعْمَال الرَافِضَة في التُقية! لا، اعلم أنَّهُ أمر ديني، عقدي، حقيقي، يوجِب ذَلِكَ الشرع المُطهر، أي: الأُلفة والمحبة، لا يجب أن تكون مجرد باللِسان والقلوب تسعى إلى ما تسعى إليهِ السَّاسَة مِنَ الكذِب والعَبَث!.
    واذكُر هُنا كلِمَة للشيخ محمد ابن هادي قالها في يومها: "فأنا أؤكِد على هذا، وذلك بأني اعلم أنَّ بعض الناس ربما لا يروق له هذا الكلام وإن تظاهر ظاهِرًا".
    لاحِظ دِقَة كلام الشيخ محمد بن هادي وأكد هذه المعاني الشيخ عبدالله البخاري في هذه الجلسة جلسة اجتماع المشايخ الأكابر حيث قال الشيخ البخاري: "فلزوم لِمَنْ أراد الإستِقامَة ونشر التآلُف والتحاب والتآخي على الحق كما قُلْتُ وبِالحقِ أن يلزَمَ هذا الهدي وأن يلتَزِمَهُ حقاً وحقيقةً".
    لاحِظ قوله: "حقاً وحيقةً" فهذا الأمر ديانة يا إخوان، هذا الأمر ديانة.
    فلِذَلِك أقول: يجب علينا جميعاً أن نسعى إلى الأُلفَة، وإلى المحبة، وهيهات أن يُتَكلَّم بِالشيخ العالِم محمد ابن هادي فهو معروف قد شهِدَ له كما ذكرت الأكابِر وعلى رأسِهِم: الشيخ عبدالعزيز ابن باز.
    والآن أترك المكرفون لِأخي وحبيبي الشيخ خالد عبدالرحمن فليتفضل مشكورًا.
    الشيخ خالد عبدالرحمن: الحمدلله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآلِهِ وأصحابِهِ أجمعين، أمَّا بعد:
    فأولاً: جزى الله شيخنا أبا عُثمان العنجري خيرًا على ما أفادَ وَبَيَّنَ ونافَحَ وَفصَّلَ، فالله ينفع قائِلَهُ ومُستَمِعَهُ بِمَا فيهِ مِنَ الحق.
    ولاشك أنني ولله الحمد إذ أُشارِكُ في هذه الكلمة لاشك أنني أؤكد وأُثَبِّتُ ما ذكر الشيخ -حفظه الله- الشيخ العنجري من مسائِل وعلى رأسِهَا وفي أُسِّهَا كلِمَةُ والدنا وشيخنا وأُستاذِنا أبي محمد العلّامة المُحَدِّث حامِلِ راية الجرح والتعديل وبِحَق -كما يقول الإمام الألباني- شيخنا الشيخ ربيع -حفظه الله وأمد الله في عُمُرِهِ بالطاعة-، فهذه الكلِمَةُ العظيمة التي ذكر بعضها شيخنا العنجري من حث الشيخ أبناءَهُ السلفيين في مشارِق الأرض ومغارِبِها على الأُلفَةِ والمَحَبَةِ والاجتِمَاع، وأن يكونوا على قلب رجُلٍ واحِد، وأن يكونوا كالبُنيَان يَشُدُّ بعضه بعضا، وأن يلتَزِموا طريق السَّلَف، لاشك أنَّ هذا الذي قاله الشيخ ربيع هو حقٌ حق وصِدقٌ صِدق، ويا حظَّ من وفَّقَهُ الله ظاهِرًا وباطِناً لِهَذِهِ الدعوة، هاهُنا أصلان:
    - أُلفَةٌ ومحبَةٌ.
    - ومنهَجٌ صحيحٌ قويم.
    لا يكتمِلُ الدين إلا بِهِمَا، من أحبَّ لله، وأبغَضَ لله، وأعطى لله، ومنع لله فقد استكمل الإيمان كما قال -عليه الصلاة والسلام-، فالأُلفَةُ والمحبة مع لزوم الحقِ ومنهج الصِدق الذي كان عليه السلف هما رأسا مالِ صاحِبِ السُّنَّة.
    وأيضاً ما قرر وكرر من المُنافَحَةِ عن العلّامة الشيخ محمد ابن هادي، أعني ما قرره وكرره شيخنا العنجري من هذه المُنافَحَة، ومن ردِّ ما لا ينبغي أن يُطلَقَ على أيِّ عالِمٍ من عُلمَاءِ السُّنَّة، فما بالُكَ أن يُطلَقَ مِثلُ هذه الألفاظ التي ذَكَرَ بعضها شيخنا العنجري أن يُطلق مثل هذه الألفاظ على رجلٍ زاحم كِبار العماء وهو في سن الثلاثين من عمره أو دونها؟ رجُلٌ دعا إلى السُّنَّة وجاهَدَ فيها وأثنى عليه كِبارُ الأَئِمَة حتى عَدَّهُ الإمام المُحدِثُ الفقيه العلّامةُ أحمد النجمي عدَّ العلّامةَ محمد ابن هادي مِن عُلماءِ الجرح والتعديل، فلا شكَ أنَّ تناول عُلمَاءِ السُّنَّة بِمِثلِ هذه الألفاظ مِما يَدُلُ على ضعفٍ في عِلمٍ وعلى سوءٍ في قصد، نعم ما من عالِمٍ إلا ردَّ ورُدَّ عليه، ما مِن عالِمٍ إلا يؤخَذُ مِن قولِهِ ويُرَدّ، ما مِن عالِمٍ إلا يُصيبُ ويُخطئ، كما قال الإمام مالك: "ما مِنَّا إِلا رَدَّ وَرُدَّ عَليهِ إِلا صَاحِب هذا القَبْر"، إلا أنَّ إنزالِ العلماء منازلهم ومعرفة مقاديرهم هو من مقاصِد الشرع.
    وتأمَّلوا -رحمكم الله- ما ثبت عن الإمام أحمد حين جاءه بعض طلابه فيما يروي المروذي وذُكِرَ عن بعضِ عُلَمَاء السُّنَّة قال: "رأيتُ عفَّان يفعل كيت وكيت، فقال أحمد: لا تُحَدِّث بِهِ أحَدا، فَإنَّهُ قد قَامَ فِي المِحْنَةِ مَقَامَاً يُحْمَدُ عَلَيِهِ" فَتَأَمَّل إلى أَدَبِ الإمام أحمد حين راعى سابِقَة إمامٍ له جهدٌ وجِهادٌ في السُّنَّة، هذا مع حصول الخطأ من ذاك وسعى الإمام أحمد إلى ما سعى إليه، فكيف بمن يتطاول على إمام وعالم من علماء السنة ثم يهجم عليه بألفاظ تدل على ما سبق بيانه، كذلك ما ذكر أخونا وحبيبنا في الله أبو عثمان العنجري من الجلسة التي ذكرها وذكر مقتطفات منها وقد كنت أنا وغيري من إخواننا حاضرين لهذا المجلس ووالله وبالله وتالله لقد كنا فرحين فرحًا يعلم الله به وأشهد بالله أن والدنا الشيخ ربيعًا وكذا الشيخ محمد بن هادي وكذا الشيخ عبدالله البخاري وكذا الشيخ أحمد السبيعي وكذا الشيخ أحمد بازمول وكذا الشيخ أبو العباس وكذا الشيخ أبو الفضل يعلم الله كم كان الجميع فرحًا وطربًا بهذا وما زال الأمر -ولله الحمد- على ما قرر هناك في هذا المجلس وأقول لا شك أن ضبط الأمور للقواعد الشرعية من مقاصد الشريعة، جاهد الإمام ربيع جهادًا عظيمًا وأُرى والله أعلم به أنه أدى ما عليه، وكان الشيخ وما زال يحرص على أصلين في أبنائه السلفيين:
    الأول: لزوم ما كان عليه السلف.
    الثاني: التآلف والمحبة فيما بينهم.
    ولا يقل جهاده في بيان المسائل العلمية فيما يتعلق بالأصول السلفية عن جهاده في الدعوة إلى الألفة والمحبة، ولما نتج وخرج قوم من سنين وعلى رأسه فالح الحربي تصدى له الإمام الربيع بكل بقوة وحزم إذ كانت دعوى فالح مخالفة لكثير من أصول أهل السنة في التعامل في باب الجرح والتعديل وكذا الفرقة والتفرقة بين السلفيين فقال الإمام الربيع كلمته الراقية الباقية -إن شاء الله- وأقولها الآن قال -حفظه الله- في صدد رده على فالح الحربي "إن إصدار الأحكام على أشخاص ينتمون إلى المنهج السلفي وأصواتهم تدوي بأنهم هم السلفيون بدون بيان أسباب وبدون حجج وبراهين قد سبب أضرارًا عظيمة وفرقة كبيرة في كل البلدان فيجب إطفاء هذه الفتن بإبراز الحجج والبراهين التي تبيّن للناس وتقنعهم بأحقية تلك الأحكام وصوابها، أو الاعتذار عن هذه الأحكام ألا ترى أن علماء السلف قد أقاموا الحجج والبراهين على ضلال الفرق من روافض وجهمية ومعتزلة وخوارج وقدرية ومرجئة وغيرهم ولم يكتفوا بإصدار الأحكام على الطوائف والأفراد بدون إقامة الحجج والبراهين الكافية والمقنعة" انتهى كلام الشيخ كما قرأته بنصه من مجموع الكتب والرسائل للشيخ ربيع، فانظر إلى هذين الأمرين انظر إلى أصول فاسدة تسببت بأضرار عظيمة وفرقة كبيرة في كل البلدان إذن ضبط الأصول في التعامل مع السنّي ولزوم ما عليه السلف هي من أعظم الأسباب لحصول الألفة والمحبة ومخالفة تلك الأصول مما يؤدي ضرورة إلى الشقاق والخلاف والفرقة والغلط البيّن وما بين الجهل الفاضح أن يدعى إلى الألفة والمحبة مع وجود إنحراف قل أو كثر في التعامل مع السنّي في أبواب الجرح والتعديل، هذا الذي ذكره الشيخ ربيع هو الذي عليه أئمتنا قديمًا فتأمل ما رواه ابن أبي يعلى كماأقرأ من طبقات الحنابلة بإسناد صحيح، قال ابن أبي يعلى أخبرنا عبدالصمد الهاشمي قال أخبرنا الدارقطني حدثنا عثمان بن إسماعيل بن بكر السكري سمعت أبا داوود السجستاني يقول: "قلت لأبي عبدالله أحمد بن حنبل أرى رجل من أهل السنة مع رجل من أهل البدعة أترك كلامه؟ قال لا أو تعلمه أن الرجل الذي رأيته معه صاحب بدعة فإن ترك كلامه فكلمه وإلا فألحقه به" قال ابن مسعود "المرء بخدنه" هذا الأثر العظيم بإسناد صحيح فيه سؤال أبي داوود السجستاني صاحب السنن وتلميذ الإمام أحمد أنه رأى رجل من أهل السنة يماشي رجلًا من أهل البدعة هل أترك كلام هذا السنّي؟ أي بمجرد أن رأيت هذا أحكم بهجره وأدع تكليمه وأحكم عليه بإلحاقه مع أهل البدع؟ فقال أحمد لا، أو تعلمه أن الرجل الذي رأيته معه صاحب بدعة، أي أن تبرز حجتك لهذا الرجل من أهل السنة بأن تبيّن له بالحجة إن الذي تماشيه هو صاحب بدعة لا أن تصدق وتهجم على صاحب السنة هجمًا دون أن تبيّن حجتك في النقد وتبيّن لصاحب السنة الحجة والبرهان حتى يحيط علمًا بأن هذا الرجل الذي يماشيه هو من أهل البدعة وهو صاحب بدعة، بعد بيان الحجج والبراهين قال الإمام أحمد فإن ترك كلامه فكلمه وإلا فألحقه به، إذن هذه رحمة أهل السنة بإخوانهم هذا حرص أحمد وربيع وغيرهم على لم الشمل في الحق لا بضياع الحق ولا بتميعه بينوا الحجج والبراهين حتى يكون الناس على بصيرة فإذا بيّنت الحجج والبراهين ثم أصر من بيّن له ذلك على مخالفة السنة قال أحمد "فإن ترك كلامه فكلمه وإلا فألحقه به" وأحب هنا أن أذكر كلمة مختصرة للإمام البخاري أستخرج منها بعض الفوائد المتعلقة أصول الجرح والتعديل، هذه المسائل التي حصل لفالح فيها الاضطراب وأصّل أصولًا فاسدة انبنى عليها الفرقة والشقاق والنزاع وتمزق من تمزق من السلفيين حتى هيأ الله خيرًا بالشيخ ربيع وغيره من أهل العلم والسنة، فالحذر ثم الحذر ثم الحذر أن تعود تلك القواعد وأن تحيا من جديد بعد أن صارت عظمًا رميمًا والله -جل وعلا- يقول لنبيه، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ} [الأحزاب : 1] وقد ثبت ف صحيح البخاري من حديث حذيفة -رضي الله عنه- قال: «كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير وكنت أسأله عن السر مخافة أن يدركني» هذه الكلمة أذكرها قراءة من كتاب البخاري وهو القراءة خلف الإمام، قال البخاري -رحمه الله- "رأيت علي بن عبدالله يحتج بحديث ابن إسحاق وقال علي عن ابن عيينة ما رأيت أحدًا يتهم ابن إسحاق، ثم قال البخاري -رحمه الله- والذي يذكر عن مالك في ابن إسحاق لا يكاد يبيَّن أو لا يكاد يبين، ثم قال الإمام البخاري ولو صح عن مالك تناوله من ابن إسحاق فلربما تكلم الإنسان فيرمي صاحبه بشي واحد ولا يتهمه في الأمور كلها"، قال الإمام البخاري -رحمه الله- بعد ذلك ولم ينج كثيرًا من الناس من كلام بعض الناس فيهم نحو ما يذكر عن إبراهيم عن كلامه في الشعبي وكلام الشعبي في عكرمة وفيمن كان قبلهم وتأويل بعضهم في العرض والنفس ولم يلتفت أهل العلم في هذا النحو إلا ببيان وحجة، ولم يسقط عدالتهم إلا ببرهان ثابت وحجة، والكلام في هذا كثير، هذه كلمات ذكرها الإمام البخاري هي كلمات من ذهب ينبغي التأمل فيها والاستفادة منها، فتأمل كيف بيّن الإمام البخاري أن ما يروى عن مالك وإن صح لم يلتفت إليه ومالك وما أدراك ما مالك قال أهل العلم قال الشافعي "إذا ذكر العلماء فمالك النجم" وقال الشافعي "لولا سفيان ومالك لضاع علم الحجاز" ومع ذلك يقول الإمام البخاري "ولم يلتفت أهل العلم في هذا النحو إلا ببيان وحجة ولم يسقط عدالتهم إلا ببرهان ثابت وحجة" أقول هذا هو الحق الذي تقوم به السماوات والأرض ولذلك احتج الإمام البخاري -رحمه الله- بجماعات قد تكلم فيهم لأجل لم يثبت القول فيهم طعنًا وتأمل بقي مالك هو مالك وإن رد من رد من أئمة الحديث عليه ما نسب إليه من الطعن في ابن إسحاق ثبت ذلك عنه أو لم يثبت ولم يرفعوا رأسًا بكلام مالك، ولم يكن ردهم لكلام مالك ولغير مالك ممن لم يصب في الجرح في الرواة لم يكن هذا مسقطًا لمالك، كذلك تأمل ما ذكره الذهبي -رحمه الله- في ترجمة الإمام الثقة الثبت أحمد بن صالح المصري فذكر الذهبي أحمد بن صالح المصري وقال "ثقة ثبت تكلم فيه النسائي" وفي بعض النسخ "تكلم فيه النسائي بغير حجة وتكلم فيه ابن معين بكلام ضعيف" وبقي النسائي إمامًا وبقي ابن معين إمامًا، فالقول بأن ردك لجرح العالم جرح فيه قاعدة خبيثة باطلة لا خير فيها، هي مخالفة لما جرى عليه أئمتنا في القديم والحديث كيف تعاملوا مع أبي داوود السجستاني حين قال عن ولده الإمام عبدالله بن أبي داوود السجستاني فقال عنه أبوه "ابني عبدالله كذاب" ثم استقر اتفاق الأئمة على رد طعن الأب وبقي أبي داوود إمامًا حقًا -رحمه الله- لا ينبغي أن تقعّد قواعد ينبني عليها أن يعطى العالم مالم يعطه الله -جل وعلا- من الحق، ولا ينبغي أن يجرأ على العالم حتى تسقط مكانته ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- حين يقول "دين الله وسط بين الغالي والجافي" وتأملوا -رحمنا الله وإياكم- كلمة الإمام البخاري حين تكلم فيمن طعن في ابن إسحاق قال مالك "فلربما تكلم الإنسان فيرمي صاحبه بشي واحد ولا يتهمه في الأمور كلها" هذا هو الإنصاف أي قد يؤخذ على إنسان خطأ في أمر ما، فلا يهوّل هذا الخطأ ولا تصير تهمة في أمره كله، ونلحظ أنه ربما تناول بعض أهل العلم بعض الناس بشي في زماننا وقبل زماننا فإذا بنا نرى أن هذا الذي نسب إليه شي في أمر ما، قد يكون صوابًا وقد يكون خطئًا إذا بالناس ممن ينتسب إلى العلم والسنة بعضهم يعاملونه معاملة أهل البدع في الأمر كله، وهذا من الظلم بمكان، فتأمل دقة البخاري في باب الجرح والتعديل "فلربما تكلم الإنسان في مي صاحبه بشيء واحد ولا يتهمه في الأمور كلها" قواعد الجرح والتعديل دين، لا ينبغي أن يتفاوت في التنزيل مراعاة لفلان قربًا أو بعدًا، قال الله -جل وعلا- {۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ} [النساء : 135] فقواعد الجرح والتعديل لا تفرق بين قريب مني مناصر لي وبين بعيد عني بيني وبينه شي من الضغناء والشحناء فدين الله واحد وقواعد الشرع واحدة ولو على نفسك أو على أبويك أو على أقاربك، فإذا اختلف في التنزيل في قواعد الجرح والتعديل بين قريب لي وبين بعيد عني دل ذلك على ضعف الديانة وقلة الخشية من الله -تبارك وتعالى-، ومما ينبغي أن يفطن له أن ما ذكره أبو داوود في ولده هو شرح مفسر فإن أبا داوود قال "ابني عبدالله كذاب" ولا شك أن كذاب جرح مفسر إلا أن جماهير أهل العلم واستقر عليه العمل أنهم لم يقبلوا هذا الجرح المفسر ذلك أن اعتبار الجرح المفسر قد ينضبط بضوابط شرعية فحين ينفرد إنسان ويخالف عامة أهل العلم وحين يخالف حال المجروح من استقراء وتتبع حاله ذاك الجرح المفسر حينئذ كان للسلف في هذا رد بعدم قبول ذاك الجرح وإن صار مفسرًا إذا قويت وقامت البراهين على دفعه ولذلك لم يقبل مثل هذه الجروح لحال المجروح لذلك قالوا "نظرنا في حديث ابن أبي داوود فإذا حديثه يشبه أحاديث الثقات" إذن فلما ردوا ذاك الجرح المفسر؟ الجواب بيّن واضح وهذا له أمثلة لا تكاد أن تحصر حتى تلك الكلمة التي قالها مالك وتنسب إليه في ابن إسحاق ودفعها من دفعها من الأئمة حين قال "دجال من الدجاجلة" إذن حال المجروح حال المتكَلَّم فيه لابد من اعتباره، قيل لأحمد إن فلانًا وفلانًا يقولان بأن فلانًا كذاب، أو قالا ضعيف، قال أخطئا أحاديثه تشبه أحاديث أهل الصدق" أو قال أحمد "أحاديثه أحاديث أهل الصدق" إذن لا ينبغي أن يدعى إلى الألفة والمحبة ويغض الطرف عن قواعد تضر دعوة أهل السنة بل الواجب أن يدعى إلى الأمرين جميعًا أن يدعى إلى الألفة والمحبة وأن يكون أهل السنة على قلب رجل واحد وأن تضبط القواعد الشرعية بما كان عليه سلفنا وأئمتنا من أئمة أهل الحديث والأثر ولا شك أن هذا مما يحتاج إلى تكاثف الجهود وإخلاص النوايا وأن يكون الدين هو القصد الأول للعبد وأن يرجو بذلك وجه الله، فعلى الجميع أن يتقي الله وأن يكونوا على قلب رجل واحد وأن ندعوا جميعًا لما كان عليه سلفنا من الدين القويم ومن الحق الناصع الذي لا لُبس فيه، نسأل الله أن يوفقنا وإخواننا جميعًا فيما يعود على هذه الدعوة السلفية بالخير وبقوتها وحتى يدحر الله -عز وجل- بها دعوة كل مبطل ودعوى كل منحرف، والله أعلم.
    رابط تحميل الصوتية من الميديا فاير :
    http://cutt.us/iFKrT
    والتفريغ بصيغة PDF في المرفقات : منقول .







  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    شرق بلاد الجزائر الحبيبة
    المشاركات
    1,851

    افتراضي رد: (وقفاتٌ مع الشيخ محمد بن هادي المدخلي -وفَّقه الله لكل خيرٍ-)

    الاســـم:	25353908_1509050845829913_1620937812037831595_n.jpg
المشاهدات: 2112
الحجـــم:	45.3 كيلوبايتالاســـم:	25353908_1509050845829913_1620937812037831595_n.jpg
المشاهدات: 2112
الحجـــم:	45.3 كيلوبايت

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    شرق بلاد الجزائر الحبيبة
    المشاركات
    1,851

    افتراضي رد: (وقفاتٌ مع الشيخ محمد بن هادي المدخلي -وفَّقه الله لكل خيرٍ-)

    الاســـم:	25353908_1509050845829913_1620937812037831595_n.jpg
المشاهدات: 2161
الحجـــم:	46.1 كيلوبايتالاســـم:	25353908_1509050845829913_1620937812037831595_n.jpg
المشاهدات: 2161
الحجـــم:	46.1 كيلوبايت

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    شرق بلاد الجزائر الحبيبة
    المشاركات
    1,851

    افتراضي رد: (وقفاتٌ مع الشيخ محمد بن هادي المدخلي -وفَّقه الله لكل خيرٍ-)

    الحمدلله رب العالمين

    والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين
    أما بعد :
    هذه كلمات متواضعات أكتبها لله ، وتقربًا إلى مرضاته ، وحرصا على ما عند الله من الأجر والثواب ؛ لمن ذب عن عرض أحد من الناس،

    فكيف بالذب عن عالم من علماء السنة المشهود لهم بالفضل والسابقة فيه فإن ذلك أولى وأحرى بالأجر والثواب .

    فهو له علينا واجفالحق والحق أقول أن الشيخ محمدا بن هادي المدخلي –حفظه الله - عالم من علماء السنة في هذا العصر وليس هذا قولي فقط بل هو قول أئمتنا فيه من زمن بعيد.ب الذب عنه وعن عرضه لفضله وسابقته في العلم وجهاده في نشر السنة والذب عنها ،
    ثم لمواقفه الحميدة بين الناس في قوله كلمة الحق ولا يخشى في ذلك لومة لائم ،
    فهاهو إمام هذا العصر الإمام عبدالعزيز بن باز- رحمه الله - وهو يَعدُّه من العلماء في ذلك الزمن الذي لم يتجاوز فيه الشيخ محمد بن هادي –حفظه الله - عمره الخامسة والثلاثين من عمره ، وهذا ثابت ومسجل ، وهكذا الشيخ حماد الأنصاري -رحمه الله - قد زكاه ، وكذا الشيخ محمد أمان الجامي- رحمه الله - وكذا الشيخ ربيع -حفظه الله – والشيخ محدث الجنوب أحمد النجمي والشيخ زيد المدخلي –رحمهما الله - والشيخ عبدالمحسن العباد –حفظه الله - وكذاالعالم الزاهد حمود التويجري - رحمه الله - وكذا الشيخ عبيد الجابري –حفظه الله - كل هؤلاء شهود للشيخ بالفضل والعلم والأدب .
    فما بالنا في هذه الأيام نرى ونسمع من شباب أغمار يتطاولون على هذا الرجل ولم يرعوا له حقًا ولا سابقةً في العلم .
    وممن؟؟!!
    من أناس كانوا يتسابقون عنده في طلب التزكيات والكيل من المدائح ، فلما قال كلمة الحق في أناس قد وقع منهم زلل في طريق الدعوة والمنهج، وأحدثوا فتنًا بين السلفيين ، قلبوا له ظهر المُجن وكأن شيئًا لم يكن بينه وبينهم ؛ وهذه الطريقة لا نعرفها إلا من طرق الإخوان المسلمين المُخادعين الذين يدورون حيث تدور بهم المصالح ؛ فما أقبحها من طريقة ما كرة وغادرة.!!
    ليست من التدين ولا من المرجلة في شيء ، فأقول لهؤلاء كُفُّوا أذاكم عنا وعن علمائنا، فالأمر قد كُشف ،
    ليس هناك من يجهل هذه الأساليب الماكرة، ولقد آذيتم طلبة العلم حتى في منزل شيخنا الشيخ ربيع ؛ آذيتم الناس وآذيتم ضيوف الشيخ بتلك اللقافات التي يستحي منها من عرف حق الأخوة السلفية ؛ بل حق العلماء وطلبة العلم ، ولست أقول هذا تخرصا وإنما حقائق لو اضطررنا لكشفها لكشفناها فتوبوا إلى الله .
    وارعوا حق هذا العالم - أي العلامة الربيع - الذي حرمتم محبيه من الجلوس معه وأخذ النصائح منه مباشرة بدون واسطتكم
    كم من الناس الذين يأتون من جميع أقطار العالم ويريدون رؤية الشيخ وتضعون العراقيل دونهم بحجج واهيات وفيها سوء أدب مع صاحب الشأن في بيته.

    وها أنتم لماعرف الشيخ محمد أساليبكم تنكرتم له وأصبحتم تتعاونون ضده لما بلغ منكم المقتل ولكن هذه نهاية الظلم والعدوان والجور والمكر .
    كم كنت أتحاشى أن أكتب مثل هذا ، ولكن بلغ السيل الزبى وقد أعذر من أنذر!!!

    وأتمنى من كل قلبي أن يقف أبناء الشيخ ربيع موقفا تُقطع به هذه الأساليب التي تُتَّخذ من قبل هذه المجموعة الذين يظنون أنهم أوصياء على الشيخ بحجة خدمة الشيخ وهم يضربون السلفيين من هنا وهناك ،

    متأسفًا معتذرًا عن الإطالة ، ولكن هذا غيض من فيض مما يعاني منه كثير من إخواننا.

    والله من وراء القصد.

    وكتبه أبو ياسر رزيق بن حامد القرشي
    ليلة الخميس 25 من شهر ربيع الأول 1439// منقول .
    ـ التصفية والتربية .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    شرق بلاد الجزائر الحبيبة
    المشاركات
    1,851

    افتراضي رد: (وقفاتٌ مع الشيخ محمد بن هادي المدخلي -وفَّقه الله لكل خيرٍ-)

    الاســـم:	25551868_1683279958390679_1597729054248251416_n.jpg
المشاهدات: 2029
الحجـــم:	56.3 كيلوبايت

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    شرق بلاد الجزائر الحبيبة
    المشاركات
    1,851

    افتراضي رد: (وقفاتٌ مع الشيخ محمد بن هادي المدخلي -وفَّقه الله لكل خيرٍ-)

    الاســـم:	25591973_1281273025311650_1192611691995729765_n.jpg
المشاهدات: 2108
الحجـــم:	41.9 كيلوبايت

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    1,210

    افتراضي رد: (وقفاتٌ مع الشيخ محمد بن هادي المدخلي -وفَّقه الله لكل خيرٍ-)

    جزاك الله خيرا وبارك فيك فقد أفدتني كثيرا ، وهذا كلام العلماء يغنيكم عن مثلي فاحرصوا على لزوم غرزهم وارجعوا إليهم ..


  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Apr 2011
    الدولة
    شرق بلاد الجزائر الحبيبة
    المشاركات
    1,851

    افتراضي رد: (وقفاتٌ مع الشيخ محمد بن هادي المدخلي -وفَّقه الله لكل خيرٍ-)

    الاســـم:	26734383_1539131979488466_1409191705389178360_n.jpg
المشاهدات: 1918
الحجـــم:	54.4 كيلوبايت


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. اعلان :: لقاء مفتوح مع الشيخين الجليلين : محمد بن هادي المدخلي و فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي
    بواسطة أبو خالد الوليد خالد الصبحي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 21-Sep-2012, 05:38 PM
  2. الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله-: « محمد بن هادي علّامة »
    بواسطة أبو عبد المصور مصطفى الجزائري في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-Feb-2012, 11:33 PM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 22-Jan-2012, 12:18 PM
  4. ذب الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي عن الشيخين محمد المدخلي وعبد الله البخاري -حفظهم الله جميعا
    بواسطة أبو عبد المصور مصطفى الجزائري في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-Jun-2011, 03:34 PM
  5. (وقفات مع مقال الحلبي «لا دفاعا عن الشيخ محمد حسان») لفضيلة الشيخ د. محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله-
    بواسطة أبو يوسف عبدالله الصبحي في المنتدى المنبــر الإسلامي العــام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-Feb-2011, 03:11 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •