النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    المشاركات
    1,205

    افتراضي هذا أمر الله ((وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا..)) لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ .

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى على آله وصحبه وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين .
    أما بعد :
    فإن من العلامات التي يكرهها الله في عباده أي كانوا ، وفي أي مكان أو زمان كانوا الفساد والإفساد في الأرض فإن الله لا يحب المفسدين . ولقد جاءت النصوص الكثيرة في كتاب الله تعالى تذم الفساد وتنهى عنه ، وتنوعت في ذلك صيغ الذم والنهي ، وذلك حسب الأسباب التي ترتبت عليه ، سواء كانت فردية أو جماعية ، دينية عقدية أو دنيوية اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو أخلاقية سلوكية ..
    وإن الفساد هو ضد الصلاح ، وهو إفساد الأبدان، والأديان والأوطان ، إفساد الأبدان ؛ أي بفساد النفس وإفساد الغير ، وفساد الأوطان هو والإفساد في المجتمع في البلدان ، وإفساد الأديان هو إفساد ما جاءت به الرسل بالكفر والعناد والإباء والحرب ، والقتل للأنبياء والذين يصلحون من ورثتهم ، وهذا كله من صفات اليهود والمنافقين ، الذين إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ، وفي الحقيقة أنه هم المفسدون والذي بين حقيقتهم وأنهم كذلك هو من يعلم سرهم ونجواهم ظاهرهم وباطنهم ..
    وقال بعض أهل التفسير في قوله تعالى :{ وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون } (11) البقرة .
    يظهر لي أن جملة ((وإذا قيل لهم )) عطف على جملة ((في قلوبهم مرض)) لأن قوله :{ وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} .
    إخبار عن بعض عجيب أحوالهم ، ومن تلك الأحوال أنهم قالوا إنما نحن مصلحون في حين أنهم مفسدون ...
    قال : وقد عنّ لي في بيان إيقاعهم الفساد أنه مراتب :
    أولها: إفسادهم أنفسهم بالإصرار على تلك الأدواء القلبية التي أشرنا إليها فيما مضى وما يترتب عليها من المذام ويتولد من المفاسد. الثانية : إفسادهم الناس ببث تلك الصفات والدعوة إليها، وإفسادهم أبناءهم وعيالهم في اقتدائهم بهم في مساويهم كما قال نوح عليه السلام : " إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا " [نوح: 27] .
    الثالث : إفسادهم بالأفعال التي ينشأ عنها فساد المجتمع ، كإلقاء النميمة والعداوة وتسعير الفتن ، وتأليب الأحزاب على المسلمين ، وإحداث العقبات في طريق المصلحين.
    والإفساد فعل ما به الفساد، والهمزة فيه للجعل ؛ أي جعل الأشياء فاسدة في الأرض.
    والفساد أصله استحالة منفعة الشيء النافع إلى مضرة به أو بغيره، وقد يطلق على وجود الشيء مشتملا على مضرة، وإن لم يكن فيه نفع من قبل ، يقال فسد الشيء بعد أن كان صالحا ، ويقال فاسد إذا وجد فاسدا من أول وهلة، وكذلك يقال أفسد إذا عمد إلى شيءٍ صالح فأزال صلاحه، ويقال أفسد إذا أوجد فاسدا من أول الأمر.
    والأظهر أن الفساد موضوع للقدر المشترك من المعنيين ، وليس من الوضع المشترك، فليس إطلاقه عليهما كما هنا من قبيل استعمال المشترك في معنييه.
    فالإفساد في الأرض منه تصير الأشياء الصالحة مضرة كالغش في الأطعمة، ومنه إزالة الأشياء النافعة كالحرق ، والقتل للبراء، ومنه إفساد الأنظمة كالفتن والجور، ومنه إفساد المساعي كتكثير الجهل ، وتعليم الدعارة وتحسين الكفر ، ومناوأة الصالحين المصلحين ، ولعل المنافقين قد أخذوا من ضروب الإفساد بالجميع ، فلذلك حذف متعلق تفسدوا تأكيدا للعموم المستفاد من وقوع في حيز النفي.
    وذكر المحل الذي أفسدوا ما يحتوي عليه - وهو الأرض - لفظيع فسادهم بأنه مبثوث في هذه الأرض ؛ لأن وقوعه في رقعة منها تشويه لمجموعها.
    والمراد بالأرض هذه الكرة الأرضية بما تحتوي عليه من الأشياء القابلة للإفساد من الناس والحيوان والنبات وسائر الأنظمة والنواميس التي وضعها الله تعالى لها،
    ونظيره قوله تعالى :{ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ }(205) البقرة .
    قال السعدي – رحمه الله - : (1/93): {وَإِذَا تَوَلَّى} هذا الذي يعجبك قوله إذا حضر عندك {سَعَى فِي الأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا} أي: يجتهد على أعمال المعاصي، التي هي إفساد في الأرض {وَيُهْلِكَ} بسبب ذلك {الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ} فالزروع والثمار والمواشي، تتلف وتنقص، وتقل بركتها، بسبب العمل في المعاصي، {وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ} وإذا كان لا يحب الفساد، فهو يبغض العبد المفسد في الأرض، غاية البغض، وإن قال بلسانه قولا حسنا.
    ففي هذه الآية دليل على أن الأقوال التي تصدر من الأشخاص، ليست دليلا على صدق ولا كذب، ولا بر ولا فجور حتى يوجد العمل المصدق لها، المزكي لها وأنه ينبغي اختبار أحوال الشهود، والمحق والمبطل من الناس، بسبر أعمالهم، والنظر لقرائن أحوالهم، وأن لا يغتر بتمويههم وتزكيتهم أنفسهم. ثم ذكر أن هذا المفسد في الأرض بمعاصي الله ، إذا أمر بتقوى الله تكبر وأنف و{أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإثْمِ} فيجمع بين العمل بالمعاصي والكبر على الناصحين.
    قلت : فلا يقبل النصح ، ويتعالى على الناصح ويأنف أن ينصحه أصغر منه ، ويرد الحق ، وتأخذه العزة بالنفس فيقصد الانتقام ويخرج عن العدل والإنصاف إلى الفجور في الخصومة ، وتتبع العورات والافتراء والظلم من أن يهزم ويغلب الناصح ويسقطه بذلك، ونسي أو تناسى أن الله من وراء الحق يدفع عنه الباطل ويزهقه ، وينتصر للمظلوم ولو بعد حين .. لأن الله وعد ووعده ق وصدق وأن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله ..
    وقال الله تعالى وتقدس يبين أن السعي بالفساد والإفساد في الأرض إنما هو من صفات أعداء الله وأعداء رسله :{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }(64) المائدة. قال ابن جرير – رحمه الله – (10/461): قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: ويعمل هؤلاء اليهود والنصارى بمعصية الله، فيكفرون بآياته ويكذبون رسله، ويخالفون أمره ونهيه، وذلك سعيُهم فيها بالفساد "والله لا يحب المفسدين"، يقول: والله لا يحب من كان عامِلا بمعاصيه في أرضه.
    قال ابن كثير (3/147): وَقَوْلُهُ: {كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ} أَيْ: كُلَّمَا عَقَّدُوا أَسْبَابًا يَكِيدُونَكَ بِهَا، وَكُلَّمَا أَبْرَمُوا أُمُورًا يُحَارِبُونَكَ بِهَا يُبْطِلُهَا اللَّهُ وَيَرُدُّ كَيْدَهُمْ عَلَيْهِمْ، وَيَحِيقُ مَكْرُهُمُ السَّيِّئُ بِهِمْ.
    {وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} أَيْ: مِنْ سَجِيَّتِهِمْ أَنَّهُمْ دَائِمًا يسعوْن فِي الْإِفْسَادِ فِي الْأَرْضِ، وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ مَنْ هَذِهِ صِفَتُهُ.
    قلت : قوله تعالى (ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين) أي بين تعالى أن هذه هي صفات اليهود الذين عاصروا النبي - صلى الله عليه وسلم - وكان فيهم النفاق ، فكان من صفاتهم - مع عداوتهم للنبي - صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين إيقاد نيران الحرب والقتال والفتن والإحن ، والمكر والخديعة ، والتربص بالمؤمنين والصالحين المصلحين ، ولم يكونوا يوما حتى قبل مجيء الإسلام مصلحين للأديان والأبدان ؛ للأخلاق والأعمال ، أو لشؤون المجتمع بالاجتماع على الأوطان ؛ فهم أهل سعي للفساد على مر التاريخ ؛ فقد كانوا يسعون في الأرض سعي فساد وإفساد، ، بمحاولة منع اجتماع كلمة العرب قبل الإسلام ، وتفريقهم ، ومنعهم من الخروج من الوثنية إلى التوحيد، ومن الجهل والأمية إلى العلم ، وكذلك بعد مجيء الإسلام يسعون بالتشكيك في الدين الحق والصد عن سبيل الله والكيد والمكر للمؤمنين، حسدا من عند أنفسهم ، وحبا في دوام ترؤسهم للعباد ، والسيادة على البلاد ، وامتيازهم على المجتمع ، فهذه صفاتهم يسعون بالفساد والإفساد والله لا يحب المفسدين في الأرض، ولا يُصلح عملهم، ولا يُنجح سعيهم وَالله {لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدِينَ} [يونس: 81].
    والدليل على صحة هذا قوله تعالى : {ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين} بخذلانهم وهزمهم ، وإبطال كل مكائدهم ومكرهم بالنبي - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين ..
    وحالهم هذا هو حال الكثير من المسلمين اليوم - وللأسف الشديد- وفيهم من ينتسبون للعلم عموما والسنة خصوصا من الذين وقعوا في صفاتهم واستنوا بسننهم فسلكوا سبيل المغضوب عليهم والضالين يتتبعونهم في سعيهم في الفساد والإفساد في الأرض بغير قصد أحيانا وبقصد مرات أخرى ممن يتبعون المتشابه ، ومن أشربوا في قلوبهم حب الشبهات والشهوات ، وانغمسوا في وحل التشبه بالكفار والمستشرقين ، واتّباع سنن من قبلهم من اليهود والنصارى شبرا بشبر ، وذراعا بذراع . وسلكوا سبيل المبتدعين الذين زين لهم الشيطان سبل القوم فرأوها حسنة لذلك إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ، والأمر ليس كذلك ..
    هذا يوم تنقلب الحقائق ، فيصبح الباطل حقا، والحق باطلا ، وتصبح السنة بدعة والبدعة سنة ، والفضيلة رذيلة والرذيلة فضيلة ، وتصديق الكاذب ، وتكذيب الصادق ، وتأمين الخائن وتخوين الأمين ، وتعالم الرويبضة ، بالطعن في ورثة الأنبياء ، وأشياخ العلم على منهج النبوة ، وينادي المفسد في الأرض على قومه وأتباعه أني أخاف أن يبدل طريقتكم البدعية ويفرق جماعتكم : {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ }(26) غافر .
    وقال تعالى :{ فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116) هود .
    والحقيقة أن البقية ممن ينهون عن الفساد ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر هم القلة القليلة من القرون الأولى ، وهم الغرباء من هذه الأمة النزاع من القبائل الصالحون المصلحون ، القابضون على جمر الغربة ، ومضض القربة الذين يرميهم أهل الأهواء الذين كثر فيهم الفساد بأنهم أهل فساد وإفساد وتغيير لطريقة القوم المفسدين ، والحقيقة أنهم صابرون محتسبون على آذى قومهم وظلم إخوانهم حتى يفتح الله بينهم .
    قال :{وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ (12)إبراهيم . وقال الله تعالى وتقدس :{ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }(77) القصص.
    قال ابن كثير(6/254):{وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرْضِ} أَيْ: لَا تكنْ هِمَّتُكَ بِمَا أَنْتَ فِيهِ أَنْ تُفْسِدَ بِهِ الْأَرْضَ، وَتُسِيءَ إِلَى خَلْقِ اللَّهِ {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}.
    قلت : لأن الفساد ضد الإحسان الذي كان من المحسن المالك لهذه الأرض إليك ؛ فلا تبغ الفساد فيها إنه لا يحب من يفسد في ملكه كما لا تحب أنت أن يفسد أحد في ملكك . فالأمر بالإحسان يقتضي النهي عن الفساد ، والعمل الذي لا يحبه الله ولا يرضاه لا يجوز لأحد من عباده عمله ، وخاصة وهو من أحسن إليهم بسببه فلا يجعلوا ذلك السبب منه للإساءة والفساد .
    والفساد والإفساد يكون باللسان والجوارح والجنان ، فمن فساد القلب تفسد الجوارح واللسان ، فإذا فسد القلب بالحسد والعجب والرياء ، والكبر ، والخيلاء ، والمرح والفرح ، وسوء الظن ، والاستعلاء وجب التصدر والرئاسة ، والبغضاء والشحناء ، والاستعانة بغير الله ، والاستغاثة بالمخلوق ، والغلو في الصالحين ، والغلو في الأشخاص ، والطرق ، والتفرق ، والمناهج ، والزيغ بالتشرب للشبه ، والفتن ، وبذلك تفسد الجوارح ..فيصبح صاحبها فاسدا مفسدا حسب ما ناله من فساد قلبه وانحرافه عن الفطرة التي فطر الله عليها عباده حنفاء لله.. والإفساد في الأرض يشمل جميع أنواع الفساد ، فساد الدين والدنيا ،فساد النفس وفساد الغير ، وفساد المجتمع ، من غش في المعاملات والعقود ، وسرقة ، وتطفيف في الميزان ، وبخس الناس أشياءهم ، والتفريق بين المؤمنين عامة وبين الأحبة خاصة بالسحر ، والنميمة ، والغيبة ، والكذب ، والافتراء ، والظلم ، والاعتداء ، وإشاعة الفاحشة ، وتتبع العورات ، والتربص بالمؤمنين ، والصد عن سبيل الله ، والتعالي بالمال والجاه ، والتعالم ، والجهل بدعوى الجاهلية ، والتعصب ، وعدم قبول الحق والخضوع له ، والأخذ بالعزة ، وتزيين القول من أجل الخداع والمكر والكيد .. والقول على الله بغير علم ، والفتوى بغير ثبت، فهي من أشد أنواع الفساد في الأرض ، والطعن في طلبة والعلماء ورثة الأنبياء والحط من قدرهم ، ورميهم بالبوائق ، لصد النّاس عنهم وغير ذلك ..
    وذلك كله من أسباب الفساد والإفساد في الأرض بعد إصلاحها بالتوحيد والسنة والعلم على منهاج النبوة ، وقد نهى الله تعالى عن الإفساد في الأرض بعد إصلاحها بإرسال الرسول بالشريعة الصالحة لكل زمان بالإصلاح والاستقامة على دين الله تعالى .
    قال تعالى :{...وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (56) الأعراف . قال أبو جعفر- رحمه الله - (12/487) : يعني تعالى ذكره بقوله:{ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها}، لا تشركوا بالله في الأرض ولا تعصوه فيها، وذلك هو الفساد فيها.
    وقوله :" بعد إصلاحها" يقول: بعد إصلاح الله إياها لأهل طاعته، بابتعاثه فيهم الرسل دعاة إلى الحق، وإيضاحه حججه لهم . وقال القرطبي – رحمه الله - (7/227):قوله تعالى: (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها): فيه مسألة واحدة وهو أنه سبحانه نهى عن كل فساد قل أو كثر بعد صلاح قل أو كثر. فهو على العموم على الصحيح من الأقوال.
    وقال الخازن – رحمه الله – ( 2/211): قوله تعالى: وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها يعني ولا تفسدوا أيها الناس في الأرض بالمعاصي والكفر والدعاء إلى غير طاعة الله بعد إصلاح الله إياها ببعثة الرسل وبيان الشرائع والدعاء إلى طاعة الله تعالى، وهذا معنى قول الحسن والسدي والضحاك والكلبي...
    إلى أن قال : وقيل معنى الآية: ولا تفسدوا في الأرض شيئا بعد أن أصلحه الله تعالى فيدخل فيه المنع من إتلاف النفس بالقتل أو إفسادها بقطع بعض الأعضاء وإفساد الأموال بالغصب والسرقة وأخذه من الغير بوجوه الحيل وإفساد الأديان بالكفر واعتقاد البدع والأهواء المضلة وإفساد الأنساب بالإقدام على الزنى وإفساد العقول بسبب شرب المسكر وذلك لأن المصالح المعتبرة في الدنيا هي هذه الخمسة فمنع الله من إدخال الفساد في ماهيتها.
    قال ابن القيم – رحمه الله – كما في التفسير القيم (1/263): وقوله تعالى:{ وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها}.
    قال أكثر المفسرين: لا تفسدوا فيها بالمعاصي والدعاء إلى غير طاعة الله بعد إصلاح الله إياها ببعث الرسل وبيان الشريعة، والدعاء إلى طاعة الله.
    فإن عبادة غير الله والدعوة إلى غيره والشرك به هو أعظم فساد في الأرض، بل فساد الأرض في الحقيقة إنما هو بالشرك به ومخالفة أمره. قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ ...}
    إلى أن قال : وبالجملة فالشرك والدعوة إلى غير الله وإقامة معبود غيره ومطاع متبع غير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: هو أعظم الفساد في الأرض، ولا صلاح لها ولا لأهلها إلا بأن يكون الله وحده هو المعبود، والدعوة له لا لغيره، والطاعة والإتباع لرسوله ليس إلا، وغيره إنما تجب طاعته إذا أمر بطاعة الرسول.
    فإذا أمر بمعصيته وخلاف شريعته فلا سمع له ولا طاعة. فإن الله أصلح الأرض برسوله ودينه، وبالأمر بتوحيده، ونهى عن إفسادها بالشرك به وبمخالفة رسوله.
    ومن تدبر أحوال العالم وجد كل صلاح في الأرض فسببه توحيد الله وعبادته وطاعة رسوله، وكل شر في العالم وفتنة وبلاء وقحط وتسليط عدو وغير ذلك فسببه مخالفة رسوله والدعوة إلى غير الله ورسوله.
    ومن تدبر هذا حق التدبر وتأمل أحوال العالم منذ قام إلى الآن وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين- وجد هذا الأمر كذلك في خاصة نفسه وفي حق غيره عموما وخصوصا. ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. انتهى كلامه .
    وقد أخبرنا الله تعالى في محكم كتابه أن سبب غضب الله عليهم وصب العذاب عليهم هو ما أكثروه من الفساد والإفساد في الأرض ، والله لا يحب الفساد ولا يحب المفسدين .
    ومن أعظم الفساد اليوم في الأرض هذه الثورات والمظاهرات وقطع الطرق والحرق ، والتكسير والتخريب والدمار للممتلكات الخاصة والعامة حتى أصبحت بعض البلدان التي ظهر فيها الفساد يبابا خرابا ، والتي كان سببها الخروج على الحكام ونزع يد الطاعة بحجة المطالبة بالحقوق (( استغفر الله بل العقوق )) فوقع الفساد العظيم الذي لم يكن يتوقعه أحد حتى أولئك الذين - زعموا - أنها ومظاهرات أو ثورات سلمية .. ومع هذا الواقع المرير والمؤلم ، ووضوحه لكل ذي عينين أن هذه الثورات ما جاءت بخير قط ؛ بل لم تأت إلا بالشر والفساد مازال هناك ممن أعمى الله بصائرهم ممن انقلبت عندهم الموازين ، والمفاهيم حتى أصبحوا يرون أن هذه الثورات غيرت مجرى التاريخ وهي بداية خير لنهضة إسلامية واعية وشاملة من أجل إقامة الخلافة الإسلامية المفقودة ، ويرمون من وقف ضدها بأنهم فاسدون مفسدون في الأرض .
    وهذا كله من تلاعب الشيطان بهم وقد كانت الشعوب تحيى أمنا واستقرارا كبيرا ، والآن بعد هذا الفساد الخطير والشر المستطير الذي وقعوا فيه يتمنى الواحد منهم لو يرجع يوم واحد من أيام حكامهم الذين وسموهم بالجبابرة والطغاة وأسقطوهم حتى يتنفسون الصعداء، ويجتمعون على مائدة عشاء أو غداء في أمن وهناء وأنى لهم ذلك ، فقد وقع العكس وما لم يكن في الحبان لأن تلك الطرق ليست هي طرق الأنبياء للتغيير ، وصدق فيهم المثل السائر . الصيف ضيعتم اللبن .
    قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – في شرح رياض الصالحين (3/539): في شرح قوله تعالى: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (القصص: 83) .
    لا يريدون التعالي على الحق، ولا التعالي على الخلق، وإنما هم متواضعون، وإذا نفى الله عنهم إرادة العلو والفساد، فهو من باب أولى ألا يكون منهم علو ولا فساد، فهم لا يعلون في الأرض، ولا يفسدون، ولا يكون منهم علو ولا فساد، فهم لا يعلون في الأرض، ولا يفسدون، ولا يريدون ذلك؛ لأن الناس ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:
    1- قسم علا وفسد وأفسد، فهذا اجتمع في حقه الإرادة والفعل.
    2- وقسم لم يرد الفساد ولا العلو فقد انتفى عنه الأمران.
    3- وقسم ثالث يريد العلو والفساد ولكن لا يقدر عليه. فهدا الثالث بين الأول والثاني، لكن عليه الوزر؛ لأنه أراد السوء، فالدار الآخرة إنما تكون (لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ) أي تعالياً على الحق أو على الخلق (وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) .
    فإن قال قائل: ما هو الفساد في الأرض؟ فالجواب أن الفساد في الأرض ليس هدم المنازل ولا إحراق الزروع، بل الفساد في الأرض بالمعاصي، كما قال أهل العلم رحمهم الله في قوله تعالى: (وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا) (الأعراف: 56) ، أي لا تعصوا الله؛ لأن المعاصي سبب للفساد.
    ومن الفساد في الأرض سب الله والرسول والدين والاستهزاء بالمؤمنين ؛ بل وصفهم الله بالمحاربين لله ولرسوله ..
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في الصارم المسلول على شاتم الرسول ( 1/338): وأيضا قوله سبحانه: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً} الآية.
    وهذا السّاب محارب لله ورسوله كما تقدم تقريره من أنه محاد لله ورسوله وأن المحاد لله ورسوله مشّاق لله ورسوله محارب لله ورسوله ولأن المحارب ضد المسالم والمسالم الذي تسلم منه ويسلم منك، ومن آذاه لم يسلم منه فليس بمسالم فهو محارب وقد تقدم من غير وجه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سماه عدوا له ومن عاداه فقد حاربه وهو من أعظم الساعين في الأرض بالفساد قال الله تعالى في صفة المنافقين: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ}(11) البقرة .
    وكل ما في القرآن من ذكر الفساد مثل قوله: {وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا} ، وقوله: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا} إلى قوله: {وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَاد} وغير ذلك فإن السبّ داخل فيه فإنه أصل لكل فساد في الأرض إذ هو إفساد للنبوة التي هي عماد صلاح الدين والدنيا والآخرة.
    وإذا كان هذا السّاب محاربا لله ورسوله ساعيا في الأرض بفساد وجب أن يعاقب بإحدى العقوبات المذكورة في الآية إلا أن يتوب قبل القدرة عليه ، وقد قدمنا الأدلة على أن عقوبته متعينة بالقتل كعقوبة من قتل في قطع الطريق فيجب أن يقام ذلك عليه إلا أن يتوب قبل القدرة عليه.. وفي قال :(1/383): وإذا ثبت أن هذا الساب محارب لله ورسوله فهو أيضا ساع في الأرض فسادا لأن الفساد نوعان: فساد الدنيا من الدماء والأموال والفروج وفساد الدين والذي يسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ويقع في عرضه يسعى ليفسد على الناس دينهم ثم بواسطة ذلك يفسد عليهم دنياهم وسواء فرضنا أنه أفسد على أحد دينه أو لم يفسد لأنه سبحانه وتعالى إنما قال: {وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً} قيل أنه نصب على المفعول له أي ويسعون في الأرض للفساد وكما قال: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ} والسعي هو العمل والفعل فمن سعى ليفسد أمر الدين فقد سعى في الأرض فسادا وإن خاب سعيه وقيل: إنه نصب على المصدر أو على الحال تقديره سعى في الأرض مفسدا كقوله: {وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ} أو كما يقال: جلس قعودا ..
    وهذا يقال لكل من عمل عملا يوجب الفساد وإن لم يؤثر لعدم قبول الناس له وتمكينهم إياه بمنزلة قاطع الطريق إذا لم يقتل أحدا ولم يأخذ مالا على أن هذا العمل لا يخلو من فساد في النفوس قط إذا لم يقم عليه الحد.
    وأيضا فإنه لا ريب أن الطعن في الدين وتقبيح حال الرسول في أعين الناس وتنفيرهم عنه من أعظم الفساد كما أن الدعاء إلى تعزيره وتوقيره من أعظم الصلاح والفساد ضد الصلاح فكما أن كل قول أو عمل يحبه الله فهو من الصلاح فكل قول أو عمل يبغضه الله فهو من الفساد قال سبحانه وتعالى: {وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا} يعني الكفر والمعصية بعد الإيمان والطاعة ولكن الفساد نوعان: لازم وهو مصدر فسد يفسد فسادا ومتعد وهو اسم مصدر أفسد يفسد إفسادا..
    كما قال تعالى: {سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ} وهذا هو المراد هنا لأنه قال: {وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً} وهذا إنما يقال لمن أفسد غيره لأنه لو كان الفساد في نفسه فقط لم يقل سعى في الأرض فسادا وإنما يقال في الأرض لما انفصل عن الإنسان كما قال سبحانه وتعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَاب}.
    وقال في درء تعارض العقل والنقل (9/372): وأما الفساد فهو ضد الصلاح، كما قال تعالى: {وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون} [البقرة: 11] .
    وقال تعالى: {وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين} [الأعراف: 142] . وقال: {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} [الأعراف: 56] .
    وقال: {وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد} [البقرة 205] .
    وقال: {من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا} [المائدة: 32] . وقالت الملائكة:{أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}[البقرة: 30].
    وقال تعالى: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا} [المائدة: 33] .
    وقال: {ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون} [المؤمنون 71] . وجماع الصلاح اللآدميين هو طاعة الله ورسوله، وهو فعل ما ينفعهم وترك ما يضرهم، والفساد بالعكس.فصلاح الشيء هو حصول كماله الذي به تحصل سعادته. وفساده بالعكس.
    نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا من المصلحين الذين يصلحون ما أفسد النّاس من الأبدان، والأوطان والأديان على منهاج النبوة ، كما نسأله أن يجعلنا مفاتيح خير ومغاليق شر إن ربي سميع قريب مجيب .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    6,287

    افتراضي رد: هذا أمر الله ((وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا..)) لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ .


    هذه ملفات رفعتها على موقع نور اليقين
    حمل من هنا


    http://www.up.noor-alyaqeen.com/ucp.php?go=fileuser



  3. #3

    افتراضي رد: هذا أمر الله ((وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا..)) لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ .

    جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-Nov-2017, 12:22 PM
  2. وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَٰهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَٰهٌ ۚ " /الشيخ مقبل بن هادى الوادعى-رحمه الله-
    بواسطة أبو عبد المصور مصطفى الجزائري في المنتدى منبر العلوم الشرعية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-Jun-2017, 02:16 AM
  3. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25-May-2014, 11:17 PM
  4. مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ
    بواسطة أبو الوليد خالد الصبحي في المنتدى مكتبة الأمين العلمية الــشـاملة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-Feb-2014, 10:28 PM
  5. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-Feb-2013, 02:09 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •