556 - " إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس يقول : ( رب اغفر لي
و تب علي إنك أنت التواب الغفور مائة مرة )
" .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 89 :
أخرجه أحمد ( 2 / 21 ) حدثنا ابن نمير عن مالك يعني ابن مغول عن محمد بن سوقة
عن نافع عن ابن عمر : فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين و لكن الرواة اختلفوا على مالك في قوله
" الغفور " . فذكر عنه ابن نمير هذا الحرف و تابعه المحاربي عند الترمذي ( 2 /
254 ) و خالفه عند ابن السني ( 364 ) فقال : " الرحيم " مكان " الغفور " .
و كذلك قال أبو أسامة عن مالك عند أبي داود ( 1516 ) و ابن ماجه ( 3814 ) و قرن
هذا مع أبي أسامة المحاربي ، فقد اختلف عليه أيضا في هذا الحرف . و كذلك قال
سفيان عن مالك عند ابن حبان ( 2459 ) و روايته عند الترمذي أيضا و لكنه لم يسق
لفظه و إنما أحال فيه على رواية المحاربي قائلا : " نحوه بمعناه " فلا أدري كيف
وقع هذا الحرف عند الترمذي عن سفيان هل هو " الغفور " أم " الرحيم " . و على كل
حال ، فهذا اضطراب شديد فيه لم يترجح عندي منه شيء . لأن اللفظ الأول اتفق عليه
ابن نمير و المحاربي و اللفظ الآخر اتفق عليه أبو أسامة و سفيان . نعم قد يمكن
ترجيح لفظهما على لفظ الأولين لأن أحدهما و هو المحاربي قد اختلف عليه كما سبق
فروايته الموافقة لروايتهما مما يرجحها على روايته الأخرى الموافقة لابن نمير
وحده ! و لكن سيأتي ما يدعم هذه الرواية و يرجحها رواية و دراية .
و قد وجدت للحديث طريقا أخرى كان يمكن الترجيح بها لولا أن الراوي تردد في هذا
الحرف نفسه ! فأخرجه أحمد ( 2 / 67 ) من طريق زهير حدثنا أبو إسحاق عن مجاهد عن
ابن عمر قال : " كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته استغفر مائة
مرة ، ثم يقول : اللهم اغفر لي و ارحمني و تب علي إنك أنت التواب الرحيم أو إنك
تواب غفور " .
قلت : و أبو إسحاق هو السبيعي و هو ثقة و لكنه مدلس و هو إلى ذلك كان اختلط
و قد روى عنه زهير و هو ابن معاوية بن حديج بعد اختلاطه . فهو الذي تردد في هذا
الحرف و زاد على ذلك أن جعل الاستغفار مطلقا مائة مرة و الاستغفار بهذا الدعاء
مرة واحدة ! !
و وجدت للحديث طريقا ثالثا أخرجه أحمد أيضا ( 2 / 84 ) عن يونس بن خباب حدثنا
أبو الفضل أو بن الفضل عن ابن عمر " أنه كان قاعدا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال : " اللهم اغفر لي و تب علي إنك أنت التواب الغفور " حتى عد العاد
بيده مائة مرة " .
قلت : و هذا سند ضعيف يونس هذا قال الحافظ " صدوق يخطىء و رمي بالرفض "
و " أبو الفضل أو ابن الفضل مجهول " .
قلت : و هذا الإسناد و إن كان ضعيفا ، فهو شاهد لا بأس به كمرجح لرواية
" الغفور " و يؤيده ملاحظة المعنى فإن قوله : " رب اغفر لي " يناسب قوله
" الغفور " ، أكثر من قوله " الرحيم " هذا ما بدا لي من التحقيق في هذا الحرف
و لم أقف على أحد كتب فيه ، فإن أصبت ، فمن الله و له الحمد و هو وليي و إن
كانت الأخرى فأستغفره من ذنبي خطئي و عمدي و كل ذلك عندي .
ثم إن الحديث قال الترمذي عقبه : " حديث حسن صحيح غريب " . و عزاه الحاكم ( 1 /
511 ) لمسلم فوهم .