أخرج مسلم تحت رقم (26) عَنْ عُثْمَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ»؛
والملفت في هذا الحديث أنه ذكر الجنة لمجرد أن يعلم أن لا إله إلا الله، فلم يشترط أن ينطق بها، أو أن تكون آخر كلامه، يكفي أن يعلمها ليدخل الجنة.
وهنا مسائل :
الأولى : المقصود بالعلم بلاإله إلا الله: هو التصديق واليقين بها والالتزام بما فيها من عمل، وإلا فإن المنافق يقولها، دون أن يكون لديه اليقين بها، والالتزام بمعانيها عملا ومعرفة وتصديقا. والكفار علموا معناها ولم يقبلوها، فلابد من قبولها، بصدق وإخلاص؛
فشروط شهادة : لا إله إلا الله، كما يقول الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله:
العلم واليقيــــــــن والقبـــــول ** والانقيـاد فادر ما أقول
والصـدق والإخلاص والمحبة ** وفقك اللـه لما أحبــــه
الثانية : من مات على التوحيد، وإن كان من أهل المعاصي والكبائر، فهو تحت مشيئة الله تعالى، كما قال تبارك وتعالى:(إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا) [النساء].
الثالثة : وبناء على ذلك ؛ أن دخول الجنة لأهل التوحيد إمّا ابتداء أو مآلا، فمن غفر الله له ابتداء دخل الجنة ابتداء، ومن شاء الله عذابه، عذب ودخل الجنة مآلا!
وأخرج البخاري تحت رقم (1237)، ومسلم تحت رقم (97) عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي، فَأَخْبَرَنِي - أَوْ قَالَ: بَشَّرَنِي - أَنَّهُ: مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الجَنَّةَ. قُلْتُ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ؟ قَالَ: وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ".

للشيخ بازمول من موقعه