بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، حمدا يليق بجلاله وجماله وكماله ، أحمده حتى يرضى وبعد الرضا ، حمدا ملأ السموات والأرض وما بينهما ، حمدا عدد خلقه ورضا نفسه وأصلي واسلم على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فإن الدين هو ما شرع الله ، والهدي ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، فالقاعدة عند أهل السنة تقول :" أن لا نبعد إلا الله ، وأن نعبده إلا بما شرع " هذا هو الأصل السلفي الذي ينبغي أن نكون عليه . وقد أمر الله المؤمنين بطاعته ؛ وطاعة رسوله ، وحذرهم من الإعراض وعدم السماع لأوامره فيكون من شر الدواب عنده سبحانه ، كما أمرهم بالاستجابة لله ورسوله إلى ما يأمرهم وينهاهم ففي ذلك حياتهم الطيبة في الدنيا ونجاتهم وسعادتهم يوم القيامة .
فقال عز وجل : {
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } الأنفال.

وأمرهم سبحانه باتّباع ما أنزل إليهم من ربهم فقال :{
اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ }(3) الأعراف .
وحذرهم من مخالفة أمره ، فقال تعالى :{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (63) النور .
وحذرهم من مشاقة رسوله ، كما حذرهم من اتباع سبيل غير سبيل المؤمنين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ممن كانوا معه صلى الله عليه وسلم .
فقال :{ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا }(115) النساء.
وقد أكمل الله للمؤمنين دينهم الذي ارتضى لهم ، وأتم عليهم نعمته فلا يحتاجون إلى دين مبتدع غير دينه ولا يحتاجون إلى نعمة غير نعمته .

فقال جل في علاه :{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}(3) المائدة . وبين لهم سبحانه وتعالى جميع ما يتقون مما تعبدهم به ، في كتابه وسنة نبيه ، فلم يبق شيئا يتعبدون به الله إلا بينه ، ومن استحسن شيئا ونسبه إلى الدين فقد زعم أن محمدا خان الرسالة ولم يبلغ ما يحتاجه الناس في دينهم ، وأن الله لا يضل قوما بعد أن هداهم وبين لهم السبيل والصراط الذي يسيرون عليه إلى مرضاته .
قال تعالى :{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }(115) التوبة .
وقال جل وعز :{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }(89) النحل .

ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم- : (( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )) أي مردود عليه كائنا من كان في كل زمان ومكان .

والحديث رواه البخاري (3/69)(9/107) وبوب عليه بَابُ إِذَا اجْتَهَدَ العَامِلُ أَوِ الحَاكِمُ، فَأَخْطَأَ خِلاَفَ الرَّسُولِ مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ، فَحُكْمُهُ مَرْدُودٌ ، ومسلم (ح1718) باب نقض الأحكام الباطلة، ورد محدثات الأمور .
وقال صلى الله عليه وسلم : ((أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة)) رواه مسلم (867).
فقوله : وخير الهدي هدي محمد ، يرمي إلى اتباع هديه وسنته لا غير، فكل هدي وطريقة مخالفة لطريقة وسنته وليس عليها خاتمه وأمره فهي ضلالة وانحراف عما أمر الله به ، ومخالفة ومشاقة لرسوله .
وقوله .. وكل محدثة بدعة توكيد لقوله : "وخير الهدي هدي محمد ..."
وقوله :.. وكل بدعة ضلاله ، لاستغراق جميع البدع فليس هناك في الدين بدعة حسنة ؛ لأن الدين قد كمل بنيانه فلا يحتاج إلى زيادة ، ولا تنظر إلى حسن بدعتك ، ولكن انظر إلى محلها من البنيان الكامل المرصوص؛ فهل تجد لها مكانا ؟؟ فإذا لم تجد لها مكانا - والأمر كذلك لأن الدين كمل- فاتهم نفسك ، وأنك تريد أن تستدرك على خاتم النبيين شيئا تضيفه إلى دين الله الكامل ، أو تفهم شيئا لم يفهمه أحسن من فهم الذين - رضي الله عنهم - ورضوا عنه ؛ فارتضى سبيلهم وحذر من عدم اتباعها، فاحذر أن تصيبك بذلك فتنة أو عذاب أليم . لأن الله تعالى قال : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }(7) الحشر .
فإذا جاء أمر الله بطل كل أمر ، وإذا جاء هدي رسوله وسنته بطل كل اجتهاد وكل استحسان ، فإذا ثبت الأثر بطل النظر ، وإذا جرى نهر الله بطل نهر معقل ، كما يقال . فإنما هو الاستسلام والانقياد ، والسمع والطاعة ، فإن استطعت أن تحك رأسك إلا بأثر فافعل كما قال محمد ابن سرين - رحمه الله – وهو من تمام كمال العبودية لله، وهيأن تحرك ساكنا ولا تسكن متحركا تى تعلم حكمه عند الله ، ولا يكفي ذلك حتى تُخلِصها من شوائب الشرك والرياء والعجب نعوذ بالله من ذلك .
وقد سألتني عن حكم إقامة حفل من أجل ختم القرآن الكريم تكريما لمن ختمته ، فهل ذلك جائز أم غير جائز ؟؟
ولكن سؤالك هذا جاء متأخرا ؛ لأن المفروض في المؤمن الذي رضي بالله ربا وبالإسلام دينا أن لا يَقْدِم على عمل حتى يعرف حكم الشرع فيه، وهل أذن الله فيه أم لا؟
وهل هو عمل على السنة ، وعلى سبيل المؤمنين ، أم هو أمر محدث يقلد العبد فيه الواقع ، ويتبع ما يرى عليه أكثر النّاس ، فلتعلم أخي أن أكثر النّاس لا يتدينون إلا بالبدع ، والتقليد لما يفعله بعض الأئمة الجهلة الذين يستحسنون كل ما يوافق أهواءهم وأذواقهم وحظوظ نفوسهم .

قال تعالى : {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ }(106) يوسف .
فكذلك يقال في الاتباع لا يتبعون الرسول إلا وهم مبتدعون ، قال الشيطان ذات مرة : هلكت النّاس بالذنوب وهلكوني بالاستغفار ، ولكن أزين لهم البدعة فلا يتوبون منها ، فهذا هو سلاح الشيطان الذي فعل فعلته في المسلمين لا يؤمنون إلى وهم مبتدعون .
فالسني هو من يحذر ويخاف أن يقع في بدعة محدثة تبعده عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم وشفاعته ويسود وجهه يوم القيامة نعوذ بالله من ذلك .

وقد تكرر هذا السؤال الذي قدمته عن هذه الظاهرة وهي إقامة حفلات من أجل تكريم حفاظ القرآن سواء في المساجد يقيمها جماعة المسجد ، أو البيت يقيمها من ختم القرآن الكريم ويدعو النّاس للاحتفال معه بهذا الحديث .

وليس من شك أن حفظ القرآن الكريم نعمة عظيمة منّ الله بها على من حفظه وختمه ، تحتاج إلى شكر ، وشكرها هو بالعمل بهذا الكتاب وما فيه من أحكام وتلاوته أناء الليل وأطراف النهار ..
وهذا الحفظ الذي منّ الله به على عبده ليس هو وليد الساعة ؛ بل هو من عهد النبوة وعلى مر التاريخ إلى اليوم ، ولم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ختمه أقام حفلة وهو أولى بها؛ لأنه تحمل قولا ثقيلا ألقي عليه وقد ختم ذلك القول الثقيل الذي كان ينزل عليه فهو أولى من يحتفل لانتهاء هذا العبء الثقيل ومع ذلك لم يثبت عنه فعل ذلك .
وكذلك خلفاؤه الراشدون الذي ختموا القرآن ، أبو بكر ، وعمر ، وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعا ، وكذلك باقي الصحابة الذين جمعوا هذا الكتاب وحفظوه عن ظهر قلب وما أكثرهم في عهد الصحابة ، وفي عهد التابعين أكثر ، وفي عهد أتباع التابعين أكثر وأكثر، وهكذا فيما بعدهم .. فلو كان شيئا معهودا عندهم لنقل إلينا، ولكن لم ينقل شيء من ذلك ، والخير كل الخير في اتباع من سلف ، والشر كل الشر في اتباع من خلف . والقول الفصل في هذه المسألة أن إقامة حفلة من أجل ختم القرآن أي حفظه محدث ، ولا يخرج من البدعة إلا إذا كان المسلم الذي ختم القرآن صادقا في إقامة هذه الوليمة من أجل شكر الله تعالى فقط ، وليس من أجل مجرد ختم القرآن ولا من أجل التباهي بحفظه والفخر والعجب فهذا قد يحبط عمله والعياذ بالله .
فإذا كان حقا صادقا ولا يخاف على نفسه الرياء والسمعة والفخر والعجب فقد أفتى بعض العلماء بجواز ذلك ، وفرق بين وليمة الحفظ ووليمة مجرد ختم القراءة كما يفعله بعض الصوفية ، يجتمعون عند كل ختمة يختمها أحدهم أو جماعة يقوم أحدهم بفعل طعام لذلك .
و الذي ينبغي أن يعول عليه هو أنه لا يجوز مثل هذه الوليمة والحفلة لأن الغالب على من يقيم تلك الحفلات هو الرياء والسمعة والتفاخر والتباهي والنادر من يكون صادقا في إقامة وليمة شكرا لله تعالى ، وإذا كان حقا صادقا فليتصدق صدقة على المحتاجين في السر شكرا لله تعالى وهذا أفضل .
وهذه بعض فتاوى العلماء أنقلها في المسألة .

السؤال الرابع من الفتوى رقم ( 4029
):
س 4 : هل تجوز الوليمة بمناسبة ختم القرآن؟
ج 4 : تشرع الوليمة للزواج إذا دخل الزوج بزوجته؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف لما أعلمه بأنه بنى بزوجته:[أولم ولو بشاة]، ولفعله صلى الله عليه وسلم
. أما الوليمة أو الاحتفال بمناسبة ختم القرآن فلم يعرف عنه صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الخلفاء الراشدين - رضي الله عنهم - ولو فعلوه لنقل إلينا كسائر أحكام الشريعة، فكانت الوليمة أو الاحتفال من أجل ختم القرآن بدعة محدثة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد]، وقال:[من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإِفتاءالرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي ...........................
وهذا كلام المحدث العلامة / محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-
السؤال
:هل جاء شيء في عمل وليمة أو احتفال لحفظة القرآن ؟
الجواب :ـ
لا ما جاء شيء في ذلك وما يفعلونه اليوم يلزم إلحاقه بالبدع لالتزامهم إياها ولأنها ليست من الأمور العادية المحضة إنما هي أقرب إلى كونها عبادة وكل عبادة كما جاء عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
.
"
كل عبادة لم يتعبّدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلا تتعبّدوها "
والآثار في هذا المعنى كثيرة وكثيرة جدا ومن أصحها ما قاله عبد الله بن مسعود رضي الله عنه"اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في بدعة "
إلى أنه يضم ويضاف إلى هذا الاحتفال لختم القرآن ليكون سببا لتطبيع المحتفل به أو له تطبيعه على حب الظهور وقديما قيل
"حب الظهور يقطع الظهور"
وتعويد الناس أن لا يقوموا بعبادة ما حفظ القرآن لوجه الله عز وجل وإنما (للقيل ) والسمعة الحسنة وهذا بلا شك محبط للأعمال الصالحة كما هو ثابت في الكتاب والسنة من أن العمل الصالح من شروطه أن يكون خالصا لله تبارك وتعالى: [فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ]
العمل الصالح هو ما كان موافقا للسنة والإشراك بالله في هذا العمل هو أن يبتغي به غير وجه الله تبارك وتعالى ففي هذه الاحتفالات تجتمع مصيبتان
:
أولا: أن هذا الاحتفال ليس على وجه السنة . وثانيا: لا يكون غالبا والله أعلم خالصا لوجه الله تبارك وتعالى .من سلسلة رحلة النور (4/ 1) . .
قلتُ: كيف إذا انضم لهذه الولائم منكرات أخرى مثل التصوير والاختلاط والإسراف في التزين باللباس ، والتعري من بعض النساء ، والتبذير في المأكولات والمشروبات ، والأناشيد الدينية – زعموا – وفي الحقيقة هي التي غناء ..

رقم الفتوى: 12264 التصنيف: بدع الأيام والشهور..

السؤال 1- نحن طلبة قد تمكنا بفضل الله من ختم القرآن الكريم حفظا ، وهنا في ليبيا شبه عادة بأن الطالب الذي يختم يقيم مأدبة للطلبة الآخرين ويعزم فيها أقاربه وجيرانه ويذبح فيها شاة أو غيرها ، المهم أننا عملنا الحفل مع بعضنا مشاركة وكان بالمسجد ، حيث عزمنا بعض المشائخ وبعض طلبة القرآن وبعد كلمات موجزة قدمنا لهم وجبة عشاء ، فهل الذي قمنا به صحيح أم أنه بدعة كما قال لنا بعضهم إنه سمع ذلك من سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله ، نرجو أن توضحوا لنا ذلك ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الإجابــة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الظاهر في إقامة حفلة أو مأدبة بمناسبة إتمام حفظ القرآن الكريم هو التفصيل:
فإن كانت على سبيل الشكر لله على ختم القرآن الكريم حفظاً، ولم يعتقد المقيمون لها سنيتها وخلت من الإسراف والمباهاة جازت.

قلت : وهذا شرط صعب تحقيقه في مجمعات طغى عليها التباهي والتفاخر ، والرياء والتسميع والأكل بالقرآن إلا من رحم الله قليل ما هم ، فالكثير منهم أصبح يحفظ القرآن من أجل الدنيا ليس إلا .

يواصل الشيخ :
أما إن اعتقد المقيمون لها لزومها وسنيتها فالظاهر هو المنع، حيث لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقيم حفلة للقرآن لمن يتم حفظ
القرآن الكريم من أصحابه، ولا أقام لنفسه صلى الله عليه وسلم ذلك عند ختمه للقرآن الكريم. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" رواه البخاري ومسلم.
ويحسن بمن يريد إقامة حفلة أو ذبح ذبيحة بهذه المناسبة أن يذكر الحضور أن هذه ليست سنة، وإنما هي من باب شكر نعمة الله تعالى فحسب.
أما ما ذكروه عن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- فلم نقف عليه، ولعلهم سمعوه منه مباشرة، والمنقول عنه في فتاوى اللجنة الدائمة يخص إقامة الوليمة بمناسبة ختم القرآن، ولم يتعرض السؤال لمسألة إتمام حفظ القرآن الكريم ، وإليك نص السؤال وجوابه: س4: هل تجوز الوليمة بمناسبة ختم القرآن؟ جواب: …
أما الوليمة أو الاحتفال بمناسبة ختم القرآن فلم يعرف عنه صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من الخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم- ولو فعلوه لنقل
إلينا كسائر أحكام الشريعة، فكانت الوليمة أو الاحتفال من أجل ختم القرآن بدعة محدثة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".
وقال: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد". اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برئاسة الشيخ عبد العزيز بن باز. ضمن فتاوى اللجنة الدائمة (2/488). والله أعلم.

بقي أن أنبهك إلى مسألة في غاية الأهمية وهي إذا وقع منك الفعل قبل معرفة الحكم الشرعي فماذا يترتب عليك فعله ؟
والجواب : أنك إذا عرفت الحق وأنك كنت مخطئا فيما قمت به فعليك التوبة والاستغفار والندم والعزم ألا تعود إلى مثل هذا الفعل ، وبيان ذلك لمن استطعت أن تبلغهم الحكم الشرعي الصحيح إلي اهتديت إليه .


أسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما يحب ويرضاه وأن يفت علي وعليكم بالعلم النافع والعمل الصالح إنه ولي ذلك والقادر عليه .