605 - " ليس على النساء حلق ، إنما على النساء التقصير " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 157 :
أخرجه أبو زرعة في " تاريخ دمشق " ( ق 88 / 1 ) : حدثني يحيى بن معين قال :
حدثنا هشام بن يوسف عن ابن جريج عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة قال : إنه أخبره
عن صفية بنت شيبة قالت : أخبرتني أم عثمان بنت أبي سفيان عن ابن عباس
مرفوعا به ، و قال : " لم يسند هذا الحديث إلا هشام بن يوسف و لا رواه إلا يحيى
ابن معين " . كذا قال . و ذلك على ما أحاط به علمه ، و إلا فقد توبع ابن معين
فقال أبو داود في " سننه " ( 1985 ) : حدثنا أبو يعقوب البغدادي - ثقة - حدثنا
هشام بن يوسف به . و أبو يعقوب هذا هو إسحاق بن أبي إسرائيل : إبراهيم بن
كامجرا المروزي و هو ثقة كما قال أبو داود و غيره و قد تكلم فيه بعضهم لوقفه في
القرآن ، و ذلك لا يضره في روايته كما تقرر في " المصطلح " خلافا لما نقله
الزيلعي عن ابن القطان فيه لاسيما و قد تابعه ابن معين كما رأيت . و من هذا
الوجه أخرجه المخلص في " جزء منتقى من الجزء الرابع من حديثه " ( 88 / 1 ) :
حدثنا عبد الله - هو البغوي - حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثني هشام بن يوسف
به إلا أنه قال : عن ابن جريج أخبرني عبد الحميد بن جبير به . فصرح ابن جريج
بالتحديث عنده . و هذه فائدة هامة . و قد توبع عليها كما يأتي و كذلك أخرجه
الدارقطني في " سننه " ( ص 277 ) بإسناد المخلص و سياقه . و أخرجه الدارمي في
" سنه " فقال ( 2 / 64 ) : أخبرنا علي بن عبد الله المديني حدثنا هشام بن يوسف
مصرحا فيه ابن جريج بالتحديث . و أخرجه الدارقطني أيضا عن أبي بكر بن عياش عن
ابن عطاء يعني يعقوب عن صفية بنت شيبة به . و يعقوب هذا ضعيف ، لكنه من الطريق
الأولى صحيح لولا أن أم عثمان بنت أبي سفيان قال ابن القطان : " لا يعرف حالها
" كما نقله الزيلعي عنه ، و بها ضعفا الحديث . لكن قال الحافظ في " التقريب " :
" أم عثمان بنت سفيان أو أبي سفيان ، و هي أم ولد شيبة بن عثمان لها صحبة
و حديث " . و أوردها ابن عبد البر في " الاستيعاب في معرفة الأصحاب " و قال :
" كانت من المبايعات ، روت عنها صفية بنت شيبة و روى عبد الله ابن مسافع عن أمه
عنها " .
قلت : فإذا ثبتت صحبتها ، فقد زالت جهالتها ، لأن الصحابة كلهم عدول كما هو
مقرر في " علم الأصول " . و بذلك صح الحديث و الحمد لله الذي به تتم الصالحات .