602 - " من رأى مبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به و فضلني على كثير
ممن خلق تفضيلا . لم يصبه ذلك البلاء
" .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 153 :
أخرجه الترمذي ( 2 / 253 ) من طريق عبد الله بن عمر العمري عن سهيل بن أبي صالح
عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فذكره .
و قال : " حديث ( حسن ) غريب من هذا الوجه " .
قلت : و رجاله ثقات غير العمري فإنه ضعيف لسوء حفظه . و قد وجدت له طريقا أخرى
خيرا من هذه يرويه مروان بن محمد الطاطري حدثنا الوليد ابن عتبة حدثنا محمد بن
سوقة عن نافع عن ابن عمر مرفوعا به . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 5 / 13 )
و في " أخبار أصبهان " ( 1 / 271 ) و عنه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 15 /
255 / 2 ) من طرق عن مروان به . و قال أبو نعيم : " غريب من حديث محمد ، تفرد
به مروان عن الوليد " .
قلت : و رجاله كلهم ثقات رجال البخاري غير الوليد بن عتبة فقال البخاري في
" تاريخه " : " معروف الحديث " . و أما أبو حاتم فقال : " مجهول " .
قلت : قد عرفه البخاري ، و من عرف حجة على من لم يعرف . لاسيما إذا كان العارف
مثل البخاري أمير المؤمنين في الحديث . فالحديث إن لم يكن حسنا لذاته من هذه
الطريق ، فلا أقل من أن يكون حسنا لغيره بالطريق التي قبله . لاسيما و له طريق
أخرى عن ابن عمر ، يرويه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله
بن عمر عن ابن عمر عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فذكره نحوه
و زاد في آخره : " كائنا ما كان ، ما عاش " . أخرجه الترمذي و أبو نعيم في
" الحلية " ( 6 / 265 ) و قال الترمذي : " حديث غريب ، و عمرو بن دينار قهرمان
آل الزبير ، شيخ بصري و ليس هو بالقوي في الحديث و قد تفرد بأحاديث عن سالم بن
عبد الله " .
قلت : و مما يدل على ضعفه اضطرابه في إسناد هذا الحديث ، فرواه مرة هكذا و مرة
قال : عن سالم عن ابن عمر مرفوعا . لم يذكر عمر في سنده . أخرجه ابن ماجه
( 3892 ) و عبد بن حميد في " المنتخب من المسند " ( 6 / 2 ) و ابن الأعرابي في
" المعجم " ( ق 238 / 2 ) و الخرائطي في " فضيلة الشكر " ( 1 / 2 ) و تمام
الرازي في " الفوائد " ( ق 117 / 1 ) و الحنائي في " الفوائد " ( 3 / 258 / 2 )
و البغوي في " شرح السنة " ( 1 / 149 / 2 ) من طرق عنه به . و قال الحنائي :
" غريب ، لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير مولاهم
و اختلف عليه فيه ، فرواه عنه ابن عليه كما أخرجناه ، و رواه عنه حماد بن سلمة
عن عمرو بن دينار قال : سمعت سالم بن عبد الله ابن عمر يقول : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم . فلم يسنده ، بل أرسله . قال : و قد رواه أحمد بن منصور
الرمادي عن عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن سالم بن عبد الله قال : كان يقال :
من رأى مبتلى . الحديث . و هذا أقرب إلى الصواب إن شاء الله تعالى و إنما تفرد
عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم بذكر النبي صلى الله عليه وسلم على
الاختلاف الذي ذكرناه عليه فيه و عمرو بن دينار هذا فيه نظر و هو غير عمرو بن
دينار المكي مولى ابن باذان صاحب جابر ذاك ثقة جليل حافظ " .
قلت : و من وجوه الاختلاف على عمرو هذا ما أخرجه ابن عدي في " الكامل " ( 66 /
2 ) من طريق الحكم بن سنان حدثنا عمرو بن دينار عن نافع عن ابن عمر مرفوعا .
و قال : " إنما يرويه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير عن سالم بن عبد الله عن
أبيه عن جده ، و من قال : عن عمرو بن دينار عن نافع عن ابن عمر ، فقد أخطأ " .
قلت : قد تابعه محمد بن سوقه عن نافع به كما تقدم ، فلعل هذا هو أصل الحديث عن
عمرو بن دينار ، فرواه مرة هكذا على الصواب و سمعه منه الحكم بن سنان على ضعفه
، ثم اضطرب في روايته على ما سبق شرحه . و على كل حال فالحديث قوي بمجموع
الطريقين الأولين . و الله أعلم .