قال أبو الأسود الدؤليُّ ـ رحمه الله تعالى
العِلْمُ زَيْنٌ وَتَشْرِيفٌ لِصَاحِبِهِ * فَاطْلُبْ ـ هُدِيتَ ـ فُنُونَ العِلْمِ وَالأَدَبَا
لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَهُ أَصْلٌ بِلَا أَدَبٍ * حَتَّى يَكُونَ عَلَى مَا زَانَهُ حَدِبَا

كَمْ مِنْ حَسِيبٍ أَخِي عِيٍّ وَطَمْطَمَةٍ * فَدْمٍ لَدَى القَوْمِ مَعْرُوقٍ إِذَا انْتَسَبَا
فِي بَيْتِ مَكْرُمَةٍ آبَاؤُهُ نُجُبٌ * كَانُوا رُءُوسًا فَأَمْسَى بَعْدَهُمْ ذَنَبَا

وَخَامِلٍ مُقْرِفِ الآبَاءِ ذِي أَدَبٍ * نَالَ المَعَالِيَ بِالآدَابِ وَالرُّتَبَا
أَضْحَى عَزِيزًا عَظِيمَ الشَّأْنِ مُشْتَهِرًا * فِي خَدِّهِ صَعَرٌ قَدْ ظَلَّ مُحْتَجِبَا

العِلْمُ كَنْزٌ وَذُخْرٌ لَا نَفَادَ لَهُ * نِعْمَ القَرِينُ إِذَا مَا صَاحِبٌ صَحِبَا
قَدْ يَجْمَعُ المَرْءُ مَالًا ثُمَّ يُسْلَبُهُ * عَمَّا قَلِيلٍ فَيَلْقَى الذُّلَّ وَالحَرَبَا

وَجَامِعُ العِلْمِ مَغْبُوطٌ بِهِ أَبَدًا * وَلَا يُحَاذِرُ مِنْهُ الفَوْتَ وَالسَّلَبَا
يَا جَامِعَ العِلْمِ نِعْمَ الذُّخْرُ تَجْمَعُهُ * لَا تَعْدِلَنَّ بِهِ دُرًّا وَلَا ذَهَبَا

[«ديوان أبي الأسود الدؤلي» (383)]