بسم الله الرحمن الرحيم

س :هل يجوز تعيين صاحب البدعة إذا اقتضت الحاجة ؟ وهل ما يستدل به بعضهم بأن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يسمي واكتفى بقول:
( ما بال أقوام ...) الحديث يدل على عدم جواز ذلك مطلقاً ؟ .

ج : تسمية أهل البدع جائزة بإجماع أهل العلم، وموقف السلف من أهل البدع والتحذير منهم مباشرة بأعيانهم دليل واضح على ذلك .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ( ما بال أقوام ...) ولم يصرح بأسمائهم فهذا استدلال صحيح لكن مع ملاحظة أمر يغفل عنه من يستدل بهذا الحديث ألا وهو أن من أنكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلمولم يصرح بأسمائهم في كلامه معروفون عند بعض الصحابة أنهم فلان وفلان فليس فيه عدم التصريح مطلقاً . هذا جانب


والجانب الآخر : هو أن السنة أيضاً ثبتت بالتصريح بالأسماء فعنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَجُلاً اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلمفَلَمَّا رَآهُ قَالَ: « بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ ، وَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ » .

فَلَمَّا جَلَسَ تَطَلَّقَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فِى وَجْهِهِ وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا انْطَلَقَ الرَّجُلُ قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ حِينَ رَأَيْتَ الرَّجُلَ قُلْتَ لَهُ كَذَا وَكَذَا ، ثُمَّ تَطَلَّقْتَ فِى وَجْهِهِ وَانْبَسَطْتَ إِلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : « يَا عَائِشَةُ مَتَى عَهِدْتِنِى فَحَّاشًا ، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ ».


فدل هذان الحديثان على مسألتين :

الأولى : أن عدم التصريح بالأسماء يمكن إذا دعت الحاجة إليه .

الثانية : أن التصريح بالأسماء مشروع بل هو الغالب من حال السلف فقد

كانوا ينكرون على أهل البدع والمخالفين بأعيانهم ويحذرون منهم .
بل قد يجب تعيين المبتدع ليحذر . والله أعلم



منقول من ملتقى العوازم




لفضيلة الشيخ الدكتور :


أحمد بن عمر بازمول
-حفظه الله تعالى-