642 - " من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين و من قام بمائة آية كتب من القانتين و
من قرأ بألف آية كتب من المقنطرين " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 244 :
أخرجه أبو داود ( 1 / 221 - التازية ) و ابن خزيمة في " صحيحه " ( 1 / 125 )
و ابن حبان ( 662 ) و ابن السني ( 697 ) عن أبي سوية أنه سمع ابن حجيرة يخبر عن
عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
فذكره . و قال : " إن صح الخبر فإني لا أعرف أبا سوية بعدالة و لا جرح " .
قلت : هو صدوق كما في " التقريب " و اسمه عبيد بن سوية ، و قال ابن يونس و ابن
ماكولا : " كان فاضلا " . و ذكره ابن حبان في " الثقات " و روى عنه جماعة .
و ابن حجيرة اسمه عبد الرحمن ، ثقة من رجال مسلم . فالإسناد جيد . و له شاهد عن
ابن عمر قال : فذكره مثله ، إلا أنه قال في الجملة الأخيرة : " و من قرأ بمائتي
آية كتب من الفائزين " . أخرجه الدارمي ( 2 / 465 ) من طريق أبي إسحاق عن
المغيرة بن عبد الله الجدلي عنه . و رجاله ثقات غير المغيرة بن عبد الله الجدلي
، فلم أعرفه ، و في طبقته المغيرة بن عبد الله اليشكري الكوفي ، روى عنه جماعة
منهم أبو إسحاق السبيعي فلعله هذا .
و هذه الجملة و إن كانت موقوفة فلها حكم المرفوع . و الله أعلم .
و قد روي الحديث عن أبي هريرة مرفوعا بالجملة الأولى منه بلفظ : " من قرأ عشر
آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين " . رواه الحاكم ( 1 / 555 ) : أخبرنا عبد
الرحمن بن حمدان الجلاب - بهمدان - حدثنا محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري حدثنا
موسى بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة
مرفوعا به . و رواه ابن السني في " عمل اليوم و الليلة " ( 696 ) : حدثني محمد
بن حفص البعلبكي حدثنا محمد بن إبراهيم الصوري حدثنا مؤمل بن إسماعيل حدثنا
حماد بن سلمة به . و قال الحاكم : " صحيح على شرط مسلم " . و وافقه الذهبي .
و أقول : هو كما قالا ، إن صح السند به إلى ابن إسماعيل و كان هو موسى ، لا
مؤمل ، و في كل من الأمرين نظر !
أما الأول ، فإن مدار السند - كما رأيت - على محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري ،
و قد أورده الذهبي في " الميزان " و كناه أبا الحسن و قال : " روى عن الفريابي
و مؤمل بن إسماعيل ، روى عن رواد بن الجراح خبرا باطلا أو منكرا في ذكر المهدي
، و كان غاليا في التشيع " . و أما ابن حبان فذكره في " الثقات " . و ترجم له
ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 14 / 381 / 2 ) و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا
، فهو في عداد المجهولين إن لم يكن من المجروحين !
و أما الآخر ، فلا تطمئن النفس إلى أن ابن إسماعيل هو موسى و ذلك لأمرين :
أولا : أن كتاب الحاكم فيه كثير من التصحيفات في رجال كتابه كما هو معروف عند
الخبيرين به ، فخلافه مرجوح عند التعارض ، كما هو الواقع هنا ، ففي رواية ابن
السني أنه مؤمل بن إسماعيل ، لا موسى بن إسماعيل .
ثانيا : أنهم لم يذكروا في شيوخ الصوري هذا موسى بن إسماعيل بل مؤمل بن إسماعيل
، كما رأيت في كلام الذهبي و مثله في " لسان العسقلاني " .
و مما سبق يتبين أن السند ليس على شرط مسلم ، لأن مؤمل بن إسماعيل ليس من رجاله
و لا هو صحيح ، لأن مؤملا سيىء الحفظ كما في " التقريب " ، و أيضا فقد عرفت حال
الصوري .
و قد روي الحديث من طريق أخرى عن أبي هريرة بلفظ : " من صلى في ليلة بمائة آية
لم يكتب من الغافلين ، و من صلى في ليلة بمائتي آية فإنه يكتب من القانتين
المخلصين " . أخرجه الحاكم ( 1 / 308 - 309 ) عن سعد بن عبد الحميد بن جعفر
حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن عبيد الله بن سلمان عن أبيه
أبي عبد الله سلمان الأغر عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: فذكره . و قال : " صحيح على شرط مسلم " ! و وافقه الذهبي ؟
و أقول : و قد وهما ، فإن ابن أبي الزناد لم يحتج به مسلم ، و إنما روى له شيئا
في المقدمة ، ثم هو إلى ذلك فيه ضعف قال الحافظ : " صدوق تغير حفظه لما قدم
بغداد ، و كان فقيها " . و الراوي عنه سعد ، لم يخرج له مسلم أصلا ، و فيه ضعف
أيضا ، أورده الذهبي نفسه في " الضعفاء " و قال : " قال ابن حبان : كان ممن فحش
خطؤه ، و قال ابن معين : لا بأس به " . و قال الحافظ : " صدوق ، له أغاليط " .
قلت : فمثل هذا الإسناد مما لا يطمئن القلب لثبوته ، لاسيما و المحفوظ في
الحديث " عشر آيات " بدل " مائة " كما سبق . و الله أعلم .