حال السلف الصالح في استقبال شهر رمضان السؤال: ما هو حال السلف الصالح - رضي الله عنهم ورحمهم- في استقبال هذا الشهر العظيم؟ كيف كان هديهم؟ وكيف كان سمتهم ودلهم؟ الأمر الثاني: معالي الشيخ كيف يكون استعداد المسلم لاغتنام هذه الليالي التي هو الآن يعيشها, وهذه الأيام؟ الاستعداد العلمي بمعرفة أحكام الصيام, ومعرفة المفطرات, ومعرفة أحكامه, وبعض الناس يغفل عن هذه الأشياء فلا يتفقه في أمر الصيام, وأيضًا لا يتفقه الفقه الواجب في أمر الصيام, فهل ينبه الشيخ - حفظه الله- على هذا الأمر؟ الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبارك الله فيك، حالة السلف في شهر رمضان، حالة السلف كما هو مدون في الكتب المروية بأسانيد الثقات عنهم ، أنهم كانوا يسألون الله عز وجل أن يبلغهم رمضان قبل أن يدخل يسألون الله أن يبلغهم شهر رمضان، لما يعلمون فيه من الخير العظيم والنفع العميم، ثم إذا دخل رمضان يسألون الله أن يعينهم على العمل الصالح فيه، ثم إذا انتهى رمضان يسألون الله أن يتقبله منهم، كما قال الله جل وعلا: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)، وكانوا يجتهدون في العمل، ثم يصيبهم الهم بعد العمل، هل يقبل أو لا يقبل؟ وذلك لعلمهم بعظمة الله عز وجل، وعلمهم بأن الله لا يقبل إلا ما كان خالصا لوجهه، وصوابا على سنة رسوله من الأعمال، فكانوا لا يزكون أنفسهم، ويخشون من أن تبطل أعمالهم، فهم لها أن تقبل أشد منهم تعبا في أدائها، لأن الله جل وعلا يقول: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)، وكانوا يتفرغون في هذا الشهر، كما أسلفنا للعبادة، ويتقللون من أعمال الدنيا، وكانوا يوفرون الوقت للجلوس في بيوت الله عز وجل، ويقولون: نحفظ صومنا ولا نغتاب أحداً ويحضرون المصاحف، ويتدارسون كتاب الله عز وجل، كانوا يحفظون أوقاتهم من الضياع، ما كانوا يهملون أو يفرطون كما عليه حال الكثير اليوم، بل كانوا يحفظون أوقاته ليل في القيام والنهار بالصيام وتلاوة القرآن وذكر الله وأعمال الخير، ما كانوا يفرطون في دقيقة منه، أو في لحظة منه إلا ويقدمون فيها عملا صالحا. *********************************** يستقبلون رمضان باللهو المحرم السؤال: بعد أيام قلائل يا صاحب الفضيلة سوف نستقبل شهر رمضان المبارك، فما توجيه فضيلتكم للذين يستقبلونه بالتمثيليات والأغاني والسهر إلى ساعة متأخرة من الليل، والنوم عن بعض الصلوات، أو عنها جميعها؟ الجواب: لا شك أن المسلمين يستقبلون شهر عظيما مباركا، وموسما من مواسم المغفرة، ومواسم الرحمة والمغفرة والعتق من النار، والواجب على المسلمين أن يستقبلوه بالتوبة والاستغفار والفرح والسرور بهذه النعمة، هذا هو الواجب وأن يستغل أوقاته بالطاعات من الذكر وتلاوة القرآن وصلاة التراويح والتهجد في آخر الشهر، وأن يزيدوا من النوافل، ومن تمكن من الاعتكاف في العشر الأواخر، فإن هذا عمل عظيم وسنة نبوية هذا هو الواجب، لأنه فرصة للمسلم لا يضيعها بغير فائدة أو معصية، فيجب أن ينزه رمضان عن هذه التمثيليات وهذه المسرحيات والمضحكات التي تشغل الإنسان عن ذكر الله وتؤثمه، وما أظن هذا العمل إلا مخطط من الفساق أو من الكفار، لأجل أن يشغل المسلمين، وأن ينتهكوا حرمة هذا الشهر في هذه التراهات وهذه الأباطيل فيجب على المسلم ألا يلتفت في هذه التمثيليات وهذه المضحكات، وهذه الواجب أن تكون البرامج دائما، وأبدا برامج مسلمين يستفيدون منها في دينهم ودنياهم هذا هو الواجب، وفي رمضان بالخصوص يجب أن تكثف البرامج بالتوجيهات الدينية والإرشادات والتذكير والموعظة وما ينفع الناس هذا هو الواجب؛ نسأل الله أن يوفق القائمين على وسائل الإعلام يوفقهم للانتباه لهذه الأمور، وأن لا ينحدروا بما يمليه أهل الشر في هذه البرامج الضائعة المضيعة للناس، هذا الذي نطلبه من إعلاميين ومن إذاعاتنا ووسائل إعلامنا، أن تكون وسائل إعلام إسلامي لا تكون وسائل إعلام تتمشى مع وسائل الإعلام الخارجي الضايع الذي لا يحترم مواسم العبادات، فليتنبه المسلمون لمثل هذا هو الواجب، ويجب على الناس ألا يتابعوا هذه الأشياء ولا يسهروا عليها، لأنها مضرة وفتنة وشر، أن لا يتابعوها، وأن لا يلتفتوا إليها، وأن لا يتركوا نسائهم وأولادهم يتابعون هذه الأشياء، لأن هذه من الضرر البين الواضح، هذا ما يجب على الجميع سواء قول الحق كناصح، واحترام هذا الشهر والاستفادة من أوقاته بما يصلح الأحوال، وبما يكسب الأجور، وبما تغفر به الذنوب هذا هو الواجب. *********************************** الأعمال الخيرية في رمضان السؤال: ما هي الأعمال الخيرية المرغوب فيها في شهر رمضان المبارك‏؟‏ الجواب: الأعمال الخيرية المرغوب فيها في رمضان كثيرة، أهمها‏:‏ المحافظة على أداء ما فرضه الله في رمضان وغيره من الصلاة والصيام، ثم الإكثار بعد ذلك من النوافل؛ من تلاوة القرآن، وصلاة التراويح، والتهجد، والصدقة، والاعتكاف، والإكثار من الذكر والتسبيح والتهليل والتبكير، والجلوس في المساجد للعبادة فيها، وحفظ الصوم عما يبطله أو يخل به من الأقوال والأعمال المحرمة والمكروهة‏. *********************************** من صام رمضان ونوى معه صيام نذر السؤال: ما لحكم في الرجل الذي يصوم رمضان وينوي معه صيام النذر؟ الجواب: لا يجوز هذا, صيام النذر على حِده وصيام رمضان على حِده , يصوم رمضان أولاً ثم يصوم النذر، إلا إذا نذر قال: لله عليَّ نذرٌ أن أصوم رمضان، فهذا نذر شيئاً واجباً بأصل الشرع وليس بالنذر، وإنما بأصل الشرع ركنٌ من أركان الإسلام. *********************************** صلاة التراويح السؤال: هناك ظاهرة منتشرة بين بعض الناس، وهي أنه في صلاة التراويح ينتقلون إلى مساجد بعيدة عن بيوتهم ، وذلك طلباً للأئمة أصحاب الأصوات الحسنة؛ فما رأيكم بهذه الظاهرة؟ الجواب: ينبغي للإِمام أن يحسن صوته بتلاوة القرآن ، ويعتني بإجادة القراءة على الوجه المطلوب ؛ محتسباً الأجر عند الله ، لا من أجل الرياء والسمعة، وأن يتلو القرآن بخشوع وحضور قلب؛ لينتفع بقراءته، وينتفع به من يسمعه . والذي ينبغي لجماعة كل مسجد أن يعمروا مسجدهم بطاعة الله والصلاة فيه، ولا ينبغي التنقل بين المساجد وإضاعة الوقت في التذوق لأصوات الأئمة، لاسيما النساء؛ فإن في تجوالها وذهابها بعيداً عن بيوتها مخاطرة شديدة؛ لأنه مطلوب من المرأة أن تصلي في بيتها، وإن أرادت الخروج للمسجد؛ فإنها تخرج لأقرب مسجد؛ تقليلاً للخطر. وهذه الظاهرة من تجمهر الناس في بعض المساجد هي ظاهرة غير مرغوب فيها؛ لأن فيها تعطيلاً للمَسَاجد الأخرى، وهي مَدْعَاة للرياء، وفيها تكلفات غير مشروعة ومُبالغات.