..................
681 - " عليكم بالدلجة ، فإن الأرض تطوى بالليل " .

قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 298 :
أخرجه أبو داود ( 2571 ) و الحاكم ( 2 / 114 ) و عنه البيهقي ( 5 / 256 ) من
طريق خالد بن يزيد حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع ابن أنس قال : قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم فذكره . ذكره الحاكم شاهدا للطريق الآتية و قال : " إن
سلم من خالد بن يزيد العمري " . و أقره الذهبي .
قلت : كذا وقع عنده " العمري " ، و لم يقع ذلك عند أبي داود و ما أراه محفوظا
فإن العمري لم يخرج له أبو داود و لا غيره من الستة شيئا و هو متهم بالكذب
و إنما هو خالد بن يزيد الأزدي العتكي و يقال الهدادي و هو صدوق يهم كما في
" التقريب " . و أبو جعفر الرازي ضعيف لسوء حفظه .
لكن الحديث له طريق أخرى يتقوى بها ، يرويه قبيصة بن عقبة حدثنا الليث بن سعد
عن عقيل عن ابن شهاب عن أنس بن مالك به . أخرجه أبو نعيم في " الحلية " ( 9 /
250 ) و الحاكم ( 1 / 445 ) من طريق محمد بن أسلم العابد حدثنا قبيصة بن عقبة
به . و قال الحاكم : " صحيح على شرط الشيخين " و وافقه الذهبي .
قلت : محمد بن أسلم لم يخرجا له ، لكن تابعه عند الحاكم رويم ابن يزيد ، و هو
ثقة كما قال الخطيب ( 8 / 429 ) و كذلك محمد بن أسلم ، فقد وثقه أبو حاتم و أبو
زرعة كما في " الجرح و التعديل " ( 3 / 2 / 201 ) فالسند صحيح و إن كان بعضهم
أعله بالإرسال ، فقال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 254 ) : " سمعت أحمد بن
سلمة النيسابوري يقول : ذاكرت أبا زرعة بحديث رواه قبيصة بن عقبة عن الليث عن
عقيل عن الزهري عن أنس قال .. ( فذكره ) فقال : أعرفه من حديث رويم بن يزيد عن
الليث هكذا ، فمن رواه عن قبيصة ؟ فقلت : حدثني محمد بن أسلم عن قبيصة هكذا .
فقال : محمد بن أسلم ثقة ، فذاكرت به مسلم بن الحجاج ، فقال : أخرج إلي عبد
الملك بن شعيب كتاب جده فرأيت في كتاب الليث على ما رواه قتيبة ، قال أبو الفضل
: حدثنا قتيبة عن عقيل عن الزهري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
عليكم بالدلجة . الحديث " .
قلت : فقد أعله مسلم بالارسال ، و تابعه الدارقطني فقال : " المحفوظ عن ليث
مرسل " . رواه الخطيب عنه . لكن اتفاق قبيصة و رويم على وصله عن الليث ، لا
يجعلنا نطمئن لهذا الإعلال ، لأنهما ثقتان ، و زيادة الثقة مقبولة . و الله
تعالى أعلم ، لاسيما و قد رواه رويم في آخر حديث له مصرحا بتحديث الزهري عن أنس
بلفظ : " إذا أخصبت الأرض فانزلوا عن ظهركم و أعطوا حقه من الكلأ و إذا أجدبت
الأرض فامضوا عليها و عليكم بالدلجة ، فإن الأرض تطوى بالليل " .