جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من رمانا بالليل فليس منا )(١).انظر التنوير حديث رقم (٧٦٩٤ ، ٨٦٩٥)
..............


قال الإمام الصنعاني رحمه الله في كتابه القيم (التنوير شرح الجامع الصغير).
قال:
(من رمانا بالليل) رمى إلينا بالسهام ونحوها. (فليس منا) من أهل ملتنا وطريقتنا لأنه يروع النائم ويقلق اليقظان وهذا في رمي السهام وقد يصيب به من لا ذنب له فكيف برمي البنادق المحدثة في الليل كما يفعل في العرسات فإنها تفزع بأصواتها وتيقظ النائم وتقلق القائم وتؤذى العباد وفيها إضاعة للمال لكن صارت مناكير الأمور معروفة وقبائح الأعراف مألوفة فإنا لله وإنا إليه راجعون؛ وسبب الحديث أن قوما من المنافقين كانوا يرمون بيوت بعض المؤمنين فقاله.
وفي رواية من حديث أنس رضي الله عنه(من روع مؤمنا لم يؤمن الله روعته يوم القيامة ومن سعى بمؤمن أقامه الله مقام خزي وذل يوم القيامة)(٢).
(من روع) بتشديد الواو (مؤمنًا) أفزعه الائمة بأي أمر من تهديد أو سل سلاح أو غير ذلك (لم يؤمن الله روعته) فزعه. (يوم القيامة) يوم الفزع الأكبر وإذا كان هذا عقوبة من صدر منه مجرد الترويع فكيف بما فوقه، قال بعض الأئمة ولا فرق في ذلك بين كونه جادًّا أو هازلا وهو ظاهر الحديث، قال الزركشي: ما يفعله الناس من أخذ المتاع على سبيل المزاح حرام وقد جاء في الحديث (لا يأخذ أحدكم متاع صاحبه لاعبًا)(٣)، وجزم البعض بحرمة كل إرعاب مطلقًا. (ومن سعى بمؤمن) إلى سلطان يغريه عليه ويؤذيه بسبب سعايته (أقامه الله مقام خزي وذل يوم القيامة)(٤)، ولو لم تتفرع على سعايته أذية من سعى به.
..............
(١)أخرجه البخاري برقم(١٢٧٩)، وأحمد برقم(٨٢٧٠)وابن حبان برقم (١٨٥٧)،وصححه الألباني في الصحيحة برقم(٢٣٣٩)،وصحيح الجامع برقم(٦٢٧٠)
(٢)انظر ضعيف الجامع الصغير للألباني برقم(٥٦٠٤)
(٣)أخرجه البخاري في الأدب المفرد برقم(٢٤١)،و قال الإمام الألباني حديث حسن.
(٤)انظر ضعيف الجامع الصغير للألباني برقم(٥٦٠٤.

نقله بتصرف.
أبو أنس عبدالحميد بن علي الليبي.