الحمد لله وحده،

أما بعد:

فهذه درة نفيسة من نفائس الناقد البصير بألاعيب أهل الأهواء وحامل لواء الجرح والتعديل بحق في هذا العصر ؛ الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ

قال ـ نفع الله به وبارك في جهوده ـ :

((يوجد في الساحة اليوم مثل هذا التلاعب

فهناك من يأتي إلى طرفين مختصمين
أحدهما على الحق
والآخر مبطل
فيضلل الجميع و لا يرجح جانب الحق،
ويظهر بمذهب جديد يرى أنه هو الوسط،
وهو الباطل بعينه والفسفطة بعينها
وهذا الصنف تيار خطير عماده الكذب والتلبيس...))
(دحر افتراءات ..، هامش ص191)




أورد الشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ كلام حسن المالكي الآتي :

(( .... (قال [حسن ] المالكي (ص1) : "وكتاب التوحيد أو كتاب كشف الشبها أو غيرها من كتب الشيخ إنما ألفها بشر يخطئ ويصيب ... فلذلك من الطبيعي جدا أن يخطئ ولا مانع شرعا ولا عقلا من وقوع الأخطاء من الشيخ سواء كانت كبيرة أو صغيرة كثيرة أو قليلة فقهية أو عقدية (إيمانية) ...."

علق الشيخ ربيع على كلامه ، قائلا :

(( هذا القول معظمه حق أريد به الباطل فالحق منه يقبل من العلماء الصادقين المنصفين.
أما من الجهلة الحاقدين الذين تكذب أعماله وتطبيقاتهم أقوالهم فلا يصدقون ولاكرامة وأما الباطل فمردود .... ومناقشاتك الباطلة الظالمة للإمام محمد [بن عبدالوهاب] تشهد عليك أقوى شهادة أنك بهذه المقدمات والدعاوى ما تريد بها إلا الظلم والباطل وهدم ما قام به هذا الإمام من الجهاد العظيم والتأليفات النافعة .... فلو كان عندك شيء من النصح فاتجه به إلى نقض كتب التشيع والرفض التي امتلأت بالكفر والكذب .... هذا هو العمل الصحيح المطلوب لا أن تذهب إلى مصابيح مقتبسة من كتاب الله وسنة رسوله تصحح للناس عقائدهم التي أفسدها دعاة الرفض والتصوف تذهب إلى هذه المصابيح لتطفئها ليعود الناس إلى الظلمات والجهلفهذا من أشد وأقبح أنواع الإساد في الأرض.
قال تعالى {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها}....)(دحر، ص58-59)


وهذه درة نفيسة مدعمة لما قاله الشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ


قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن ـ رحمه الله ـ : ((وقد عرفت من حال أهل وقتك من طلبة العلم،
وأنهم ما بين مجاهر بإنكار الحق قد لبس عليه أمر دينه،
أو مداهن مع هؤلاء ومع هؤلاء،
غاية قصده السلوك مع الناس وإرضاؤهم،
أو ساكت معرض عن نصرة الحق ونصرة الباطل،
يرى الكفاف أسلم،
وأن هذا الرأي أحكم
هذا حال فقهاء زمانك،
فقل لي: من يقوم بنصر الحق وبيانه، وكشف الشبهة عنه ونصرته، إذا رأيت السكوت والصفح؟" [الدرر السنية]


يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

(( وَلَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يَكُونَ عَوْنًا عَلَى ظُلْمٍ ؛
فَإِنَّ التَّعَاوُنَ نَوْعَانِ :
الْأَوَّلُ : تَعَاوُنٌ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى :
مِنْ الْجِهَادِ وَإِقَامَةِ الْحُدُودِ وَاسْتِيفَاءِ الْحُقُوقِ وَإِعْطَاءِ الْمُسْتَحَقِّينَ ؛
فَهَذَا مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ .


وَمَنْ أَمْسَكَ عَنْهُ خَشْيَةَ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَعْوَانِ الظَّلَمَةِ فَقَدْ تَرَكَ فَرْضًا عَلَى الْأَعْيَانِ أَوْ عَلَى الْكِفَايَةِ ؛

مُتَوَهِّمًا أَنَّهُ مُتَوَرِّعٌ .


وَمَا أَكْثَرَ مَا يَشْتَبِهُ الْجُبْنُ وَالْفَشَلُ بِالْوَرَعِ إذْ كَلٌّ مِنْهُمَا كَفٌّ وَإِمْسَاكٌ . ))
( مجموع الفتاوى )



قال الشيخ ربيع حفظه الله :

(( فهذا إبليس ما قال لآدم وحواء إني ظالم فاجر بل {وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين}،
وهذا فرعون ما قال لقومه إني كافر ظالم جبار،
بل يقول لهم في حق نبي الله موسى {إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد} وقال لقومه {ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد}.
وهكذا جل دعاة الضلال والباطل وأعداء الحق،
لا يقول أحد منهم إني فاجر وأريد أن أضلكم،
بل يتعلق بالكتاب والسنة ويدعي حب الرسول والإسلام ويدعي الإخلاص والصدق والنصح،
وفي هذه الأجواء ينشر باطله وضلاله وسمومه)(دحر افتراءات ...، ص173)

منقول