887 - " اجعل بين أذانك و إقامتك نفسا قدر ما يقضي المعتصر حاجته في مهل و قدر ما
يفرغ الآكل من طعامه في مهل " .


قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 576 :
روي من حديث أبي بن كعب و جابر بن عبد الله و أبي هريرة و سلمان الفارسي .
1 - أما حديث أبي ، فيرويه عبد الله بن الفضل عن عبد الله بن أبي الجوزاء عنه
به . أخرجه عبد الله بن أحمد في " زيادات المسند " ( 5 / 143 ) و الضياء
المقدسي في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( ق 141 / 2 ) .
قلت : و هذا إسناد ضعيف عبد الله بن أبي الجوزاء لا يعرف و قد أغفلوه ، فلم
يترجموه ، نعم أورده في " الكنى " من " التعجيل " فقال : " عب - أبو الجوزاء عن
أبي بن كعب رضي الله عنه و عنه أبو الفضل مجهول ، و قال الأزدي : متروك ، قال
الحسيني في " الإكمال " : لعله عبد الله بن الفضل . قلت : هذا الترجي واقع ،
و حديثه في الأمر بالفصل بين الأذان و الإقامة . أخرجه عبد الله بن أحمد في
" زياداته " من طريق سلم بن قتيبة الباهلي عن مالك بن مغول عن أبي الفضل هكذا ،
و أخرجه أيضا من رواية معارك بن عباد عن عبد الله بن الفضل عن عبد الله بن أبي
الجوزاء عن أبي ، و لعبد الله بن الفضل ترجمة في " التهذيب " فإن كان عبد الله
يكنى أبا الفضل ، فذلك و إلا فيحتمل أنها كانت " ابن الفضل " فتصحف .
قلت : و يؤيد التصحيف أنه في " المسند " المطبوع على الصواب : " ابن الفضل " .
2 - و أما حديث جابر ، فيرويه عبد المنعم صاحب السقاء ، قال : حدثنا يحيى بن
مسلم عن الحسن و عطاء عنه به . أخرجه الترمذي ( 1 / 373 ) و العقيلي في
" الضعفاء " ( 266 ) و ابن عدي في " الكامل " و عنه البيهقي ( 1 / 428 )
و الخطيب في " تلخيص المتشابه " ( 26 ، 27 ) . و قال الترمذي : " لا نعرفه إلا
من هذا الوجه ، من حديث عبد المنعم و هو إسناد مجهول و عبد المنعم شيخ بصري " .
و قال العقيلي : " لا يتابع عليه ( يعني عبد المنعم ) و هو منكر الحديث ، و قد
تابعه من هو دونه " . و كذلك قال البخاري في " التاريخ الصغير " ( 204 ) أنه
منكر الحديث . و قال البيهقي : " هكذا رواه جماعة عن عبد المنعم بن نعيم أبي
سعيد ، قال البخاري : هو منكر الحديث ، و يحيى بن مسلم البكاء الكوفي ضعفه يحيى
بن معين " . و كأن البيهقي يشير بقوله " هكذا .. " إلى أن الجماعة قد خولفوا
و هو كذلك ، فقد أخرجه الحاكم ( 1 / 204 ) من طريق علي بن حماد ابن أبي طالب
حدثنا عبد المنعم بن نعيم الرياحي حدثنا عمرو بن فائد الأسواري حدثنا يحيى بن
مسلم به . فأدخل بين عبد المنعم و يحيى بن مسلم عمرو بن فائد ، و قال : " ليس
في إسناده مطعون فيه غير عمرو بن فائد و الباقون شيوخ البصرة و هذه سنة غريبة
لا أعرف لها إسنادا غير هذا " .
و تعقبه الذهبي بقوله : " قلت : قال الدارقطني : عمرو بن فائد متروك " .
قلت : و فاتهما معا أن فيه عبد المنعم أيضا و هو ضعيف جدا كما يفيده قول
البخاري المتقدم : منكر الحديث . و قد قال الذهبي في " الضعفاء و المتروكين " :
" ضعفه الدارقطني و غيره " . ثم رأيت الحافظ العراقي في " تخريج الأحياء " ( 1
/ 157 ) قد تعقب الحاكم بنحو ما ذكرنا .
3 - و أما حديث أبي هريرة ، فأخرجه أبو الشيخ في " الأذان " و عنه البيهقي من
طريق حمدان بن الهيثم بن خالد البغدادي حدثنا صبيح بن عمير السيرافي حدثنا
الحسن بن عبيد الله عن الحسن و عطاء كلاهما عن أبي هريرة ، و قال البيهقي :
" إسناده ليس بالمعروف " .
قلت : يشير إلى أن صبيحا مجهول كما قال الحافظ في ترجمته من " اللسان " و ذكر
تبعا لأصله أن الأزدي قال : " فيه لين " .
و حمدان بن الهيثم هو شيخ أبي الشيخ ، و وثقه لكنه أتى بشيء منكر عن أحمد ،
فراجع " الميزان " .
4 - و أما حديث سلمان ، فرواه أبو الشيخ أيضا كما في " الجامع الصغير " و لم
يتكلم المناوي على إسناده و لا على إسناد الذي قبله بشيء و مع ذلك فقد ختم
الكلام على الحديث بقوله : " و بذلك كله يعلم ما في تحسين المؤلف له إلا أن
يريد أنه حسن لغيره " .
قلت : و هذا هو الذي أراه أنه حسن لأن طرقه - إلا الثالث منها ليس فيها ضعف
شديد . و الله أعلم .
( تنبيه ) : المعتصر هنا هو الذي يحتاج إلى الغائط ليتأهب للصلاة و هو من
( العصر ) . أو ( العصر ) و هو الملجأ و المستخفى .