التشجيع نصيحة


الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فقد أخرج مسلم في ((صحيحه)) عن تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الدين النصيحة)).
قلنا: لمن يا رسول الله؟
قال: ((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)).
هذا الحديث أصل عظيم في النصيحة.
قال محمد بن أسلم رحمه الله: (هذا الحديث أحد أرباع الدين).
وصور النصيحة للمسلمين متنوعة منها: الدعاء والمساعدة بالفعل والكلمة الطيبة وغيرها، ومن صور النصيحة التشجيع.
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج رجلان في سفر، فحضرت الصلاة وليس معهما ماء فتيمما صعيدا طيبا، فصليا، ثم وجدا الماء في الوقت. فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء، ولم يعد الآخر، ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له.
فقال للذي لم يعد: ((أصبت السنة وأجزأتك صلاتك)) وقال للآخر: ((لك الأجر مرتين)) أخرجه أبو داود و النسائي وصححه الإمام الألباني رحمه الله.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام)) (1/667): ((تشجيع من أصاب السنة في عمله حتى يقوى على معرفة السنة ليكون مصيبًا لها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أصبت السنة)) ولم يقل: أجزأتك صلاتك فقط أو ما أشبه ذلك من العبارات، لكن قال: ((أصبت السنة)) تشجيعًا له ولغيره على أن يحرص على إصابة السنة)) اهـ.
ويفهم من الحديث السابق النصيحة على الاستمرار في إصابة السنة.
وفي هذا من شجعك نصحك أن تستمر في أنت عليه من الخير، وبضد هذا من ثبطك وحقرك وقطع طريقك في الخير فقد غشك وما نصحك.
هذا وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأحد 9 ربيع الثاني سنة 1440 هـ
الموافق 16 ديسمبر 2018 ف