الكذب عند الافتضاح مسلك الشياطين
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فمن طرق أهل الباطل والزيغ اللجوء إلى الكذب عند الافتضاح، بدل أن يرجعوا إلى الحق وجادة الصواب، ويعترفوا بما أفسدوا وما وقعوا فيه من زيغ وضلال، ويتوبوا عن جرمهم ويصلحوا مما أخطأوا وأفسدوا.
وهذا المسلك الخطير والجرم الكبير ما نشاهده من بعض، وهو حيلة الضعيف الجبان مثله كمثل الشيطان.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة.
قال: فخليت عنه فأصبحت.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة)).
قال: قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله.
قال: ((أما إنه قد كذبك وسيعود)).
فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيعود فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود.
فرحمته فخليت سبيله فأصبحت.
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا هريرة ما فعل أسيرك)).
قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته فخليت سبيله.
قال: ((أما إنه قد كذبك وسيعود)).
فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم لا تعود ثم تعود.
قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها.
قلت: ما هو؟
قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح.
فخليت سبيله فأصبحت.
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما فعل أسيرك البارحة)).
قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله.
قال: ((ما هي؟)).
قلت: قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } وقال لي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شيء على الخير.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة)).
قال: لا.
قال: ذاك شيطان)).
أخرجه البخاري.
والقوي يرجع للحق بالحق، ولا يلجئ لحيلة الشيطان الضعيف.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الجمعة 24 جمادى الآخرة سنة 1440 هـ
الموافق لـ: 1 مارس سنة 2019 ف