التحريض على قتل النفس المعصومة صناعة جند إبليس


الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فمن أفضل ما يتقرب به الشياطين لأبيهم إبليس التحريض على القتل وسفك الدم وإزهاق الروح التي حرم الله عز وجل.
وقتل النفس المعصومة جرم عظيم وخطأ جسيم، والنصوص في هذا كثيرة ومتضافرة، ومنها.
قال الله تعالى: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93].
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء)).
متفق عليه.
ودفع القاتل وأزه وتحريضه على سفك الدم من الإعانة على الإثم والعدوان.
قال الله عز وجل: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2].


فكل من حرض على القتل وسعى في إزهاق الروح وحث على سفك الدم كان فيه شبه بالشياطين جنود إبليس.
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ((إذا أصبح إبليس بث جنوده، فيقول : من أضل اليوم مسلما ألبسته التاج.
قال : فيخرج هذا، فيقول: لم أزل به حتى طلق امرأته.
فيقول : أوشك أن يتزوج.
ويجيء هذا فيقول : لم أزل به حتى عق والديه.
فيقول : أوشك أن يبر.
ويجيء هذا ، فيقول : لم أزل به حتى أشرك.
فيقول : أنت أنت.
ويجيء ، فيقول : لم أزل به حتى زنى.
فيقول : أنت أنت.
ويجيء هذا ، فيقول : لم أزل به حتى قتل.
فيقول : أنت أنت ، ويلبسه التاج)).
أخرجه ابن حبان في ((صحيحه)) واللفظ له والحاكم في ((المستدرك)) والروياني في ((المسند)) وابن أبي شيبة في ((المصنف)) وأبو نعيم في ((الحلية)) وصححه الإمام الألباني.
فليتقي الله كل مسلم ولا يكون جنديا لإبليس يفتك به إخوانه المسلمين.


تنبيه:
لا يدخل في هذا ما أسند إلى الحكام من إقامة الحدود والقصاص والجهاد والتعزير وكل هذا ما هو يندرج تحت ما شرعه الله.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
✍️ كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأحد 15 شعبان سنة 1440 هـ
الموافق لـ: 21 أبريل سنة 2019 ف