محبة الخبائث طريقة الشياطين




الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فقد حث شرعنا الحنيف وديننا القويم على كل طيب ورغب فيه، وحرم كل خبيث.
قال جل وعلا: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ} [النور: 26].
والخبيثون يحبون الخبائث، فلهذا تجدهم يسكنون الأماكن القذرة ويعششون فيها.
بخلاف الطبيون يحبون الطيب من الأقوال والأفعال.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله في ((زاد المعاد)): ((وذكر ابن أبي شيبة، أنه صلى الله عليه وسلم كان له سكة يتطيب منها.
وصح عنه أنه قال: «إن لله حقا على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام، وإن كان له طيب أن يمس منه». وفي الطيب من الخاصية، أن الملائكة تحبه، والشياطين تنفر عنه، وأحب شيء إلى الشياطين الرائحة المنتنة الكريهة، فالأرواح الطيبة تحب الرائحة الطيبة، والأرواح الخبيثة تحب الرائحة الخبيثة، وكل روح تميل إلى ما يناسبها، فالخبيثات للخبيثين، والخبيثون للخبيثات، والطيبات للطيبين، والطيبون للطيبات، وهذا وإن كان في النساء والرجال، فإنه يتناول الأعمال والأقوال، والمطاعم والمشارب، والملابس والروائح، إما بعموم لفظه، أو بعموم معناه
)) اهـ.
فمن استكان للروائح الخبيثة والأماكن القذرة وأحبها وأحب أهلها فيه نزعة شيطانية وفيه شبه بجند إبليس.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
بجاية الجزائر: يوم الأربعاء 22 شوال سنة 1440 هـ
الموافق لـ: 26 يونيو سنة 2019 ف