بسم الله الرحمن الرحيم
الالتفاف حول ولي الأمر علاج عند الخوف (بتعليق الشيخ الفاضل زاهد الساحلي حفظه الله)


قال الشيخ الفاضل زاهد الساحلي حفظه الله: ((نعم استنباط موفق واجتهاد مسدد يشهد لكم بعمق الاستدلال المتزن المستل من نصوص السنة والكتاب وادراك مقصود الشارع مع مراعاة حدود النص الفقهي)) اهـ.


الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فما نراه من أحداث مؤلمة تعصف ببعض الدول الإسلامية، من فتن تنهش في هذا الجسد الضعيف، الذي مزقته الذنوب وأنهكة قواه المعاصي – مزارات شركية وطواف بالقبور والندر لها وكفر بواح سب لله عز وجل وسب الدين ثم بدع وخرافات مرورا بالكبائر من قتل وربا وزنا وسرقة إلى أخر سلسلة العظائم وانتهاء بالصغائر -.
عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم)).
أخرجه أبو داود وصححه الألباني.
حتى أجمعت على مائدة الدول الإسلامية اللئام من أعتي الدول الكافرة مع من باعوا دينهم قبل وطنهم، لمؤامرات تحاك لتفتيت ما فتت، أو لبسط اليد على الثروات ونهب الخيرات.


والله تعالى يأمرنا بالاجتماع: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ} [آل عمران: 103].


ومن صور التي جاءت الاجتماع على إمام واحد في صلاة الخوف.
قال الله تعالى: {وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ} [النساء: 101 - 102].
وفي الالتفاف حول أمام واحد في صلاة الخوف فيه إشارة عندما يعم الخوف في البلاد الاجتماع حول الإمام الأكبر في البلاد والسلطان لها ففيه خير كثير.
سئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((فتاوى نور على الدرب)) فضيلة الشيخ: لو صلت [صلاة الحوف] كل طائفة بإمام مستقل هل في هذا شيء؟
فأجاب رحمه الله تعالى: ((هذا خلاف المشروع لأن الذي ينبغي أن يكون الناس على إمام واحد وكلما كانوا على إمام واحد فهو أجمع للكلمة وأبقى للائتلاف)) اهـ.
فالاجتماع حول السلطان أهم من الاجتماع على إمام واحد للصلاة.


كما أخذ من استخلاف الرسول عليه الصلاة والسلام أبا بكر الصديق في الصلاة بالناس إلى أنه الأحق بإمامة المسلمين بعده عليه الصلاة والسلام.
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: ((لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم، نظرنا في أمرنا فوجدنا النبي صلى الله عليه وسلم قد قدم أبا بكر في الصلاة فرضينا لدنيانا من رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا)).
أخرجه ابن سعد في ((الطبقات)) وابن عبد البر في ((الاستيعاب)).
ومن هن يأخذ من الاجتماع في صلاة الخوف على إمام واحد على الاجتماع على الإمامة العظمة عن الخوف والفزع وما يحدث من فتن، لا أن ننزع يدا من طاعة فنمزق الراية ونشتت الكلمة فيخل الأمن ويكثر الهرج – القتل – ويعم الخوف.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة الأربعاء 13 ذي الحجة سنة 1440 هـ
الموافق لـ: 14 أغسطس سنة 2019 ف