بسم الله الرحمن الرحيم
ثلاث وقفات مع الرافضة الذين يدعون أن المقصود بالبقرة عائشة رضي الله عنها
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فالرافضة من أكذب خلق الله، لم يكتفوا بالكذب على من خالفهم، بل كذبوا على أئمتهم وأهل البيت، بل وكذبوا على الله ورسوله.
ومن الكذب على الله عز وجل ادعائهم أن المقصود من البقرة في قول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} [البقرة: 67] هو عائشة رضي الله عنها.
وهذا كذب له قرون كما يقال، وفي الآية الكريمة رد عليهم.
وصدق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فيما نقله عنه تلميذه العالم الرباني شيخ الإسلام الثاني ابن القيم رحمه الله في ((حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح)): ((وقال لي أنا ألتزم أنه لا يحتج مبطل بآية أو حديث صحيح على باطله إلا وفي ذلك الدليل ما يدل على نقيض قوله)) اهـ.
والدليل على كذب الرافضة في ما افتروه عن الصديقة بنت الصديق هو في الآية الكريمة.
قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} [البقرة: 67].
والأمر بذبح البقرة كان من الله عز وجل لقوم موسى عليه الصلاة والسلام، وكان هذا قبل أن تخلق عائشة رضي الله عنها بمئات السنين، فلا يتصور هذا الأمر على زعمهم، وهذه الوقفة الأولى.


كذلك من بيان كذبهم بقولهم في قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً} [البقرة: 67] أن المقصد به أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، نسأل هؤلاء الضلال من المقصود بامتثال هذا الأمر.
ولا يخرج الأمر من حالين:
أولا: يكون الأمر للنبي عليه الصلاة والسلام بزمهم، وفي هذا طعن في النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لم يمتثل أمر الله، وذلك بأن الرسول عليه الصلاة والسلام عاش من الزمن بعد نزول سورة البقرة ولم ينفد ما أمر به على قولهم، وبني الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما أمر بذبح ابنه إسماعيل عليه الصلاة والسلام سارع إلى الامتثال، فلو كان المقصود بالأمر ذبح عائشة رضي الله عنها لسارع كذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذه الوقفة الثانية.
ثانيا: أن يكون الأمر للصحابة رضي الله عنهم الذين شهدوا التنزيل، ولا يخفى أن علي بن أبي طالب وابناه وعلى رأسهم الحسن والحسين وكذلك العباس وابنيه عبد الله وعقيل وغيرهم من أهل البيت يدخلون فيهم، وهم بهذا القول يكونون قد طعنوا في آل البيت وعلى رأسهم علي رضي الله عنه.
وإن زعموا كما زعموا في غير هذه المناسبة أن عليا رضي الله عنه كان لا يستطيع لأنه تحت إمارة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وهما بزعمهما صنمي قريش.
فيقال لهم: لماذا لم يعمل بما أمر من ذبح عائشة رضي الله عنها في خلافته؟! وهذه الوقفة الثالثة.


وفي هذا بيان خبث قول الرافضة وكذبهم على الله، والرد عليهم من خلال الآية التي حرفوا معناها.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة الأربعاء 3 صفر سنة 1441 هـ
الموافق لـ: 2 أكتوبر سنة 2019 ف