بسم الله الرحمن الرحيم
الإعذار من ترك الطعام


الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فقد تجد من يلزم ضيفه أو زائره أو صديقه أو طفله على طعام ويكرهه عليه، ويعظم له الأيمان بل لسفه البعض يحلف بالطلاق، ومن قدم له ذلك الأكل نفسه لا تشتهيه أو تعافه أو وصل إلى الشبع أو لغير ذلك من الأسباب، مما يضطر من أخذ من ذلك الطعام إلى قيئه، وفي السنة جاء الإعذار من ترك الطعام.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: دخلت أنا وخالد بن الوليد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة، فأتي بضب محنوذ فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده.
فقال بعض النسوة اللاتي في بيت ميمونة: أخبروا رسول الله بما يريد أن يأكل.
فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده.
فقلت: أحرام هو يا رسول الله؟
قال: ((لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافه)).
قال خالد: فاجتررته، فأكلته. والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر.
متفق عليه.
قال العلامة البسام رحمه الله في ((تيسير العلام شرح عمدة الأحكام)): ((وفيه أن النفس وما اعتادته، فلا ينبغي إكراهها على أكل ما لم تشتهه ولا تستطيبه، فإن الذي لا ترغبه لا يكون مريئا، فيخل بالصحة)) اهـ.
فمن كره أكلا أو زهد فيه أو ليس له رغبة فيه، فالأصل أن لا يلزم ويكره عليه.


ولا بأس ببيان جودة الطعام والترغيب فيه من حيث حسن الطعام والقيمة الغذائية له ونضجه.
عن زهدم بن مضرب الجرمي قال: كنا عند أبي موسى الأشعري. فدعا بمائدة، وعليها لحم دجاج، فدخل رجل من بني تيم الله، أحمر، شبيه بالموالي.
فقال: هلم.
فتلكأ.
فقال: هلم، فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل منه.
متفق عليه.
ومن فوائد الحديث: ترغيب الضيف بما يجعله يصيب من الطعام.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: ليلة الأحد 21 صفر سنة 1441 هـ
الموافق لـ: 20 أكتوبر سنة 2019 ف