التفريق بين المصافحة والمعانقة عندالقيام للقادم عندالإمام أحمد رحمه الله


قال الخطيب في تاريخ بغداد : (( وقال عمر بن عثمان : سمعت إبراهيم بن سعيد الجوهري يقول : دخلت على أحمد بن حنبل ، أسلم عليه ، فمددت يدي إليه فصافحني ، فلما أن خرجت . قال : ما أحسن أدب هذا الفتى ، لو أنكب علينا كنا نحتاج أن نقوم )). [((تاريخ بغداد)) 6/ 94-95 ].

[وفي الآداب الشرعية لابن مفلح ]:(( قال الشيخ تقي الدين : فأبو بكر والقاضي ومن تبعهما فرقوا بين القيام لأهل الدين وغيرهم فاستحبوه لطائفة وكرهوه لأخرى ، والتفريق في مثل هذا بالصفات فيه نظر .
قال : وأما أحمد فمنع منه مطلقا لغير الوالدين فإن النبي صلى الله عليه وسلم سيد الأئمة ولم يكونوا يقومون له فاستحباب ذلك للإمام العادل مطلقا خطأ وقصة ابن أبي ذئب مع المنصور تقتضي ذلك وما أراد أبو عبد الله والله أعلم إلا لغير القادم من سفر فإنه قد نص على أن القادم من السفر إذا أتاه إخوانه فقام إليهم وعانقهم فلا بأس به .
وحديث سعد يخرج على هذا وسائر الأحاديث فإن القادم يتلقى لكن هذا قام فعانقهم ، والمعانقة لا تكون إلا بالقيام ، وأما الحاضر في المصر الذي قد طالت غيبته والذي ليس من عادته المجيء إليه فمحل نظر .
فأما الحاضر الذي يتكرر مجيئه في الأيام كإمام المسجد ، أو السلطان في مجلسه ، أو العالم في مقعده فاستحباب القيام له خطأ بل المنصوص عن أبي عبد الله هو الصواب ، هذا كلامه )) . أ.هـ