بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تحسب ثلث الليل الآخر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.أما بعد:فإحياء ثلث الليل الآخر بذكر الله وقراءة القرآن والصلاة والدعاء دأب الصالحين، وهذا الوقت مضنة إجابة الدعاء فيه ينزل ربنا جل وعلا.عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني، فأستجيب له من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له)).متفق عليه.وهذا الوقت المبارك الذي فيه هذه الخيرات العظيمة والمنن الجليلة، ما أحوجنا إلى إحياءه وعمارته بطاعة الرحمن، فسهامه لا تخطئ فكم من مكروب ومهموم ومحزون ومظلوم رفع أكف الضراعة لمولاه في هذا الوقت ولتجأ لربه جاءه الفرج وتحصل على المرغوب وزال المرهوب.فلهذه الفضائل كان رغبة الكثيرين معرفة هذا الوقت المبارك، ولحساب ثلث الليل الآخر، سأعمل على تبسيط هذه العملية الحسابية، مع ضرب الأمثلة.ولحساب ثلث الليل الآخر ينبغي معرفة وقت المغرب والفجر الصادق فتحسب هذه الفترة بالساعات والدقائق ثم تقسم على ثلاث فنأخذ الثلث ونخصمه من وقت الفجر الصادق فيخرج لنا وقت ثلث الليل الآخر حسب توقيت الساعة، وهذه الطريقة الأولى.والطريقة الثانية بعد حساب الوقت بين المغرب والفجر الصادق ومعرفة هذه الفترة بالساعات والدقائق ثم تقسم على ثلاث، نأخذ الثلثين ونضيفها على وقت المغرب فيكون وقت ثلث الليل الآخر حسب توقيت الساعة.مثال على الطريقة الأولى المغرب على الساعة (7) والفجر على الساعة (4) فعدد الساعات بينهما (9) وبتقسم على (3) يكون الناتج (3) وهو فترة الثلث في هذه الليلة الكلية التي هي (9) وعند طرح الثلث الذي يساوي (3) من وقت الفجر (4) يكون ثلث الليل الآخر عند الساعة (1). مثال على الطريقة الثانية المغرب على الساعة (6:28) والفجر الصادق على الساعة (6:58) فعدد الساعات بينهما (12:30) وبتقسم على (3) يكون الناتج (4:010) وهو فترة الثلث في هذه الليلة الكلية التي هي (12:30) وعند اضافة الثلثين الذي يساوي (8:20) لوقت المغرب (6:28) يكون ثلث الليل الآخر عند الساعة (2:48). وإذا طرحنا الثلث (4:010) من الفجر الصادق (6:58) كما في الطريقة الأولى يظهر لنا ثلث الليل الآخر ذات الناتج (2:48) .فأرجو أن أكون سهلت عملية حساب ثلث الليل الآخر.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.كتبه عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخارقصر الأخيار ليبيا: يوم الأحد 8 جمادي الآخر سنة 1441 هـ الموافق لـ: 2 فبراير سنة 2020 ف