بسم الله الرحمن الرحيم
قلب الحقائق صناعة إبليس وجنده



الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فإظهار الحق في صورة الباطل والباطل في صورة الحق، وجعل القبيح جميلا والجميل قبيحا، وتشويهه الدعاة والترويج للأدعياء، وجعل الأبيض أسودا والأسود أبيضا، وقلب الحقائق من صناعة الشياطين.
ومن صور قلب الحقائق للشياطين كما قال إبليس لأبينا آدم عليه الصلاة والسلام: {وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} [الأعراف: 20].
وقال له: { هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى} [طه: 120].
ففي هذا المثل صور إبليس الشجرة التي منع آدم عليه الصلاة والسلام من الأكل منها صورها على أنها شجرة الخلد وكان الأمر بضد ذلك فجعلت من الأسباب التي أدت لخروجه من جنة الخلد وزوال ما ملكه الله تعالى فيها.
فكان هذا من صور قلب الحقائق.
قال العلامة حمود بن عبد الله بن حمود التويجري رحمه الله في ((الرد على الكاتب المفتون)) (ص: 207)) : ((إن الإنسان إذا عميت بصيرته فإن الشيطان يتلاعب به ويصده عن الصراط المستقيم ويزين له قلب الحقائق ويريه الحق في صورة الباطل والباطل في صورة الحق)) اهـ.
لنحذر قلب الحقائق وتزين الباطل وترويجه في صورة الحق فإنه مسلك من مسالك الشياطين.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الجمعة 26 جمادي الآخر سنة 1441 هـ
الموافق لـ: 20 فبراير سنة 2020 ف