بسم الله الرحمن الرحيم
الانضمام لمن في طرف الصف بعد الشروع في الصلاة


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فقد جاء في كتب السنة حديثا أن يتوسط الإمام.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: ((وسطوا الإمام، وسدوا الخلل)).
أخرجه أبو داود في ((سنن)) وضعفه الألباني.
قال العلامة ابن قدامة رحمه الله في ((المغني)) : ((ويستحب أن يقف الإمام في مقابلة وسط الصف؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((وسطوا الإمام، وسدوا الخلل)) رواه أبو داود)) اهـ.
وقال العلامة الشوكاني رحمه الله في ((نيل الأوطار)) : ((فيه مشروعية جعل الإمام مقابلا لوسط الصف وهو أحد الاحتمالات التي يحتملها الحديث وقد تقدمت)) اهـ.
وقال العلامة ابن باز رحمه الله كما في ((مجموع فتاواه)) : ((الصف يبدأ من الوسط مما يلي الإمام، ويمين كل صف أفضل من يساره، والواجب ألا يبدأ في صف حتى يكمل الذي قبله ولا بأس أن يكون الناس في يمين الصف أكثر ولا حاجة إلى التعديل، بل الأمر بذلك خلاف السنة، ولكن لا يصف في الثاني حتى يكمل الأول، ولا في الثالث حتى يكمل الثاني، وهكذا بقية الصفوف؛ لأنه قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمر بذلك)) اهـ.
وقال صاحب كتاب ((صلاة المؤمن)) : ((وسمعت شيخنا الإمام عبد العزيز بن عبد الله ابن باز - رحمه الله - يقول: ((وسّطوا الإمام وسدوا الخلل)): الحديث وإن كان فيه ضعف ولكن العمل عليه عند أهل العلم، فالسنة أن يكون الإمام وسطاً في المساجد، هذه السنة العملية التي درج عليها المسلمون)) اهـ.


فإذا ترك الناس وسط الصف وشرع المتأخر أو المسبوق في الصلاة في طرف الصف وذلك لكسل البعض.
قال العلامة العثيمين رحمه الله كما في ((فتاوى نور على الدرب)) : ((ثم إني في الواقع أعجب من هذين الرجلين اللذين وقفا في جانب الصف ما الذي يحملهما على هذا أيحملهما العجز والتكاسل لكون طرف الصف مما يلي باب المسجد أم ماذا إن كان الأول فسبحان الله يأتيان من بيوتهما إلى المسجد ويعجزان أن يخطوا خطواتٍ حتى يصلا إلى وسط الصف ما هذا إلا من توهين الشيطان لبني آدم حتى لا يكون هناك ما هو أكمل)) اهـ.
فمن حصل من هذا التكاسل وصلى في الجانب، ليس لمن أتي بعده أن يتوسط الصف ويعمل خرم في الصف، وذلك لحصول فجوة كبيرة جدا قد لا تسد إلا في الركعة الأخيرة وقد لا تسد.
فالانضمام لمن في طرف الصف أيسر من عمل فرجة في الصف، والأولى جذب من في جانب الصف إلى الوسط إن أمكن.

سئل العلامة العثيمين رحمه الله كما في ((فتاوى نور على الدرب)) : ((أحسن الله إليكم السائل عبد الله من الرياض يقول إذا وجدت شخصين في طرف الصف هل أصف معهما أم أقف وسط الصف أم أجذبهما لوسط الصف؟
فأجاب رحمه الله تعالى:
المشروع أن يبدأ الصف من وراء الإمام لأنه كلما كان الإنسان أقرب إلى الإمام كان أفضل فإذا وجدنا شخصين في أطراف الصفوف جذبناهما إلى وسط الصف ليدنوا من الإمام ومن المعلوم أنك إذا وجدت اثنين في طرف الصف ووجدت وسط الصف خالياً أنك لو وقفت وسط الصف صرت منفرداً لطول المسافة بينك وبين الاثنين لكن اجذبهما إلى وسط الصف وتصفون جميعاً)) اهـ.
فإذا لم ينجذب من في الطرف فليصف معهم ولا يحدث شرخا، لأن التراص واجب وتوسط الصف سنة، فلا تعمل السنة ويترك الواجب.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأثنين 29 جمادي الآخر سنة 1441 هـ
الموافق لـ: 24 فبراير سنة 2020 ف