بسم الله الرحمن الرحيم

الرهن ظلما للإنسان صناعة الشيطان
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فعندما يختل الأمن ويتزعزع أركانه وينهدم بنيانه يقع كثير من الشر، سلب ونهب وقتل وتلاعب بالأعراض، وسرقة مال الدولة، وغير ذلك من الشرور والمصائب.
ومن المعايب والمصائب التي تحدث عند اختلال الأمن رهن النفوس البرية ظلما من قبل عصابات تقتات على دماء معصومة، ومساومة ذويها بالمال، ومثل هؤلاء مثل الشياطين.
عن الحسن عن سمرة بن جندب رضي الله عنه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كل غلام رهينة بعقيقته: تذبح عنه يوم سابعه، ويحلق، ويسمى)).
أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم.
وقد صح سمع الحسن وهو البصري وهو مدلس وقد عنعنه من سمرة بن جندب رضي الله عنه كما جاء عند البخاري عن حبيب بن الشهيد ، قال : أمرني ابن سيرين : أن أسأل الحسن : ممن سمع حديث العقيقة ؟ فسألته فقال : من سمرة بن جندب.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله في ((تحفة المودود بأحكام المولود)) (ص: 105-106): ((وَقد جعل الله سُبْحَانَهُ النسيكة عَن الْوَلَد سَببا لفك رهانه من الشَّيْطَان الَّذِي يعلق بِهِ من حِين خُرُوجه إِلَى الدُّنْيَا وَطعن فِي خاصرته، فَكَانَت الْعَقِيقَة فدَاء وتخليصا لَهُ من حبس الشَّيْطَان لَهُ وسجنه فِي أسره، وَمنعه لَهُ من سَعْيه فِي مصَالح آخرته الَّتِي إِلَيْهَا معاده، فَكَأَنَّهُ مَحْبُوس لذبح الشَّيْطَان لَهُ بالسكين الَّتِي أعدهَا لأتباعه وأوليائه، وَأقسم لرَبه أَنه ليستأصلن ذُرِّيَّة آدم إِلَّا قَلِيلا مِنْهُم فَهُوَ بالمرصاد للمولود من حِين يخرج إِلَى الدُّنْيَا، فحين يخرج يبتدره عدوه ويضمه إِلَيْهِ ويحرص على أَن يَجعله فِي قَبضته وَتَحْت أسره، وَمن جملَة أوليائه وَحزبه فَهُوَ أحرص شَيْء على هَذَا.
وَأكْثر المولودين من أقطاعه وجنده، كَمَا قَالَ تَعَالَى {وشاركهم فِي الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد} [الْإِسْرَاء: 64].
وَقَالَ {وَلَقَد صدق عَلَيْهِم إِبْلِيس ظَنّه} [سبأ: 20])) اهـ.
فقهر الإنسان ظلما ورهنه من عمل الشياطين.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الأربعاء 7 شعبان سنة 1441 هـ
الموافق لـ: 1 أبريل سنة 2020 ف