السؤال:

تقول أختنا أيضًا: جاء رجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقال: يا رسول الله! إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت، قال: الربع؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: النصف؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: الثلثين؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: يا رسول الله! فأجعل صلاتي كلها لك؟ قال: إذًا تكفى همك، ويغفر ذنبك وجهوني في هذا الحديث؟ واشرحوه لي؟ جزاكم الله خيرا، وهل يجوز أن نصلي على النبي عليه الصلاة والسلام أثناء السجود؟





الجواب:

هذا الحديث صحيح، ومعنى الصلاة هنا: الدعاء، فإذا جعل الإنسان وقتًا يصلي فيه على النبي عليه الصلاة والسلام كثيرًا فالله جل وعلا يأجره على ذلك، والحسنة بعشر أمثالها، إلى ما لا يحصى من الفضل، يقول النبي عليه الصلاة والسلام : إذًا تكفى همك، ويغفر ذنبك إذا أكثر من الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام، قال بعض أهل العلم: هذا السائل له وقت خصه للدعاء، فإذا صرف ذلك الوقت كله في الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام ؛ حصل له هذا الفضل: إذًا تكفى همك يعني: يكفيك الله همك ويغفر ذنبك.
فينبغي الإكثار من الصلاة على النبي
عليه الصلاة والسلام ، وإذا صلى على النبي عليه الصلاة والسلام في السجود قبل الدعاء، أثنى على الله وصلى على النبي عليه الصلاة والسلام فهذا من أسباب الإجابة، كما أن الصلاة عليه في آخر التحيات ثم الدعاء بعد ذلك من أسباب الإجابة، وهكذا في غير ذلك إذا حمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي عليه الصلاة والسلام ثم دعا كان هذا من أسباب الإجابة، لما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال لما رأى رجلًا دعا ولم يصل على النبي عليه الصلاة والسلام ،
قال: عجل هذا ثم قال: إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه، ثم يصلي على النبي
عليه الصلاة والسلام ثم يدعو بما شاء فأرشد إلى أنه يحمد الله أولًا، ثم يصلي على النبي عليه الصلاة والسلام ثم يدعو بما شاء وهذا من أسباب الإجابة.
فيشرع لك أيها الأخت في الله! أن تجتهدي في الصلاة على النبي
عليه الصلاة والسلام في الليل والنهار، وإذا صليت على النبي عليه الصلاة والسلام في السجود؛ فلا بأس لأن السجود محل دعاء، يقول النبي عليه الصلاة والسلام : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ويقول عليه الصلاة والسلام : أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم يعني: فحري أن يستجاب لكم.
فيشرع في ذلك الثناء على الله، والصلاة على النبي
عليه الصلاة والسلام ثم الدعاء.
وهكذا في آخر الصلاة، يقرأ التحيات ويتشهد الشهادتين ثم يصلي على النبي
عليه الصلاة والسلام بالصلاة الإبراهيمية، ثم يتعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ثم يدعو بما شاء، فهو حري بالإجابة.
وهكذا إذا دعا في غير ذلك في الضحى أو في الظهر أو في الليل أو في أي وقت، إذا دعا يستحب له أن يبدأ دعاءه بحمد الله والثناء على الله ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم الدعاء. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.

ابن باز