بسم الله الرحمن الرحيم

الجيش الجرار على تكبيرات الخوارج الأشرار عند مزاعم الانتصار

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فالنصر الحقيقي نصر الله عز وجل - نصر دينه - وعباده الموحدين، وغير هذا النصر فهو إلى جهنم وبئس المصير.
وقد كتب الله تعالى على الخوارج على مختلف طوائفهم وفرقهم أنه ما رفعت لهم راية إلا نكست، وما أينع لهم رأس إلا قطع، حتى يخرج آخرهم مع المسيح الدجال.
عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ينشأ نشء يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، كلما خرج قرن قطع حتى يخرج في عراضهم الدجال)).
أخرجه ابن ماجه في ((السنن)) وقد أودعه الإمام الألباني رحمه الله في ((الصحيحة)) (رقم: 2455).
فهذه صفتهم وهذه أخلاقهم، بينها لنا نبينا الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام كيلا نغتر بهم وننخدع بظاهرهم.

وهذه قصة اجتمع ابن عمر رضي الله عنهما مع أحد الخوارج وأخذ هذا الخارجي يكبر ظنًا منه أنه انتصر، فألقمه الحجر الصحابي الجليل ابن عمر رضي الله عنهما.
عن عثمان هو: ابن موهب، قال: جاء رجل من أهل مصر حج البيت، فرأى قوما جلوسا، فقال: من هؤلاء القوم؟ فقالوا هؤلاء قريش، قال: فمن الشيخ فيهم؟ قالوا: عبد الله بن عمر، قال: يا ابن عمر، إني سائلك عن شيء فحدثني، هل تعلم أن عثمان فر يوم أحد؟ قال: نعم، قال: تعلم أنه تغيب عن بدر ولم يشهد؟ قال: نعم، قال: تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم، قال: الله أكبر، قال: ابن عمر: تعال أبين لك، أما فراره يوم أحد، فأشهد أن الله عفا عنه وغفر له، وأما تغيبه عن بدر فإنه كانت تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت مريضة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا، وسهمه)) وأما تغيبه عن بيعة الرضوان، فلو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى: ((هذه يد عثمان)). فضرب بها على يده، فقال: ((هذه لعثمان)) فقال له ابن عمر اذهب بها الآن معك.
أخرجه البخاري.
قال العلامة ابن عثيمين رحمة الله في ((تفسير القرآن الكريم سورة آل عمران)) (2/311) : ((قال الخارجي: الله أكبر – يعني أنه انتصر – لأنه إنما سأل هذه الأسئلة الثلاثة ليقدح في عثمان رضي الله عنه فكبر الخارجي)) اهـ.

وما نراه من انتصارات لخوارج العصر القاعدة والنصرة وداعش وغيرهم هنا وهناك مع التكبير ورفع الرايات السوداء، ثم ما هي إلا أيام ويحل عليهم الدمار فيقتل منهم من يقتل ويؤسر من يؤسر وينقطع من ينقطع، حتى يخرجوا بثوب جديد وصناعة جديدة من الغرب أو الشرق، ومن يوم ما خرج ابن سبأ بصناعة يهودية، وإلى آخر ما خرج علينا، ولا تنبت لهم نابتة لا وتستأصل بإذن الله، وهكذا حتى يتحقق قول الرسول عليه الصلاة والسلام فيخرجوا من المسيح الدجال.
فلهذا علينا أن نزن الأمور بكتاب والسنة ولا ننبهر بالشعارات البراقة الزائفة.
هذا والله أعلم، وبالله التوفيق، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم السبت 9 رمضان سنة 1441 هـ
الموافق لـ: 2 مايو سنة 2020 ف